ذكر أحد الكتاب الأمريكيين أن العرب يتمتعون بأخلاق عالية وكرم من الصعب أن تجده لدى الآخرين، وان حملة التشويه التي تشن ضدهم ماهي إلا دعاية مغرضة يجب أن تتوقف.
الكاتب الذي يدعى فرانك فيوجايت، كان قد نشر مقالة خاصة بعنوان (العرب الذين أعرفهم) في صحيفة counter punch الأمريكية، تحدث فيها عن تجربته مع العرب، وقد لاقت هذه المقالة اهتماماً كبيراً لما تحويه من معلومات مخالفة تماماً للصورة التي رسمها الإعلام الأمريكي عن العرب.
بدأ الكاتب مقالته بمطالبة أمريكا بالاستيقاظ من سباتها، وأكد بأنها تستدرج من قبل وسائل الإعلام، وبعض الجهات ذات الأهداف المحددة، وأيضاً بعض الساسة المرتشين لكي تتصور العرب كأشخاص سيئين.
وأشار فرانك إلى الاستفتاءات التي تقام بين فترة وأخرى وتنشر في القنوات الإعلامية لمناقشة القضية الفلسطينية، فمعظم نتائج الاستفتاءات ترجح كفة الإسرائيليين، وتزعم أن الأمريكيين يدعمون الإسرائيليين ضد الفلسطينيين، ويتساءل الكاتب عن مدى مصداقية مثل هذه النتائج، فعلى أي أساس تجرى هذه الاستفتاءات، ومن هم جمهورها؟؟ وكم منهم يعرف من هم العرب؟ أو تعامل معهم بشكل مباشر؟ وقد ذكر أن معظم الأمريكيين متأثر سلباً بما تمليه عليهم وسائل الإعلام، والتي تجعل حكم الناس مطلقاً، فإذا كان هناك عرب سيئون، فهناك أضعافهم من الأمريكيين السيئين وهناك إسرائيليون سيئون، ولكن لماذا لا نسمع عن هؤلاء؟ بينما نركز ونسمع كثيراً عن العرب؟؟
وقد ذكر الكاتب أنه عاش لأكثر من ثلاثين عاماً في منطقة الشرق الأوسط، وتنقل ما بين سوريا ولبنان، ليستقر هو وأهله أخيراً في المملكة العربية السعودية، حيث عمل هناك، واختلط مع الناس وتعرف عليهم وعلى عاداتهم وتقاليدهم عن قرب، وكوّن صداقات كثيرة وتعلم اللغة العربية، ولم تحمل له هذه التجربة سوى كل الخير والايجابية حيث وجد ان العرب أناساً بسطاء يحملون آمالاً بحياة وعيش أفضل، ويحبون عوائلهم وأرضهم ووطنهم ويريدون تطوير أنفسهم والعيش بسلام، بل ان تحيتهم بين بعضهم هي السلام.. وهم يتمتعون بنظرة ثاقبة وفراسة لا تخطئ، فهم لا يحكمون على الأشخاص حسب جنسياتهم أو لونهم أو دينهم، بل حسب شخصياتهم وسلوكهم.
كما رأى من خلال تجربته انهم من أكرم الشعوب التي عرفها، فهم يفتحون بيوتهم ويدعون زوارهم للغداء أو العشاء أو لشرب القهوة دون أي حرج أو تحفظ.. وهم أجدر الناس بالثقة ويمكن لأي انسان أن يأتمنهم على نفسه وأهله، وهو ما لمسه لدى تكوينه العديد من الصداقات القوية في المنطقة.
وقد ذكر حادثة وقعت له في إحدى المطارات في المملكة، حيث قال انه نسي حقيبته على إحدى الأرصفة في المطار، وبعد يومين اتصل يستفسر عنها فأخبره مسؤول في المطار أن يأتي ليستلمها من قسم المفقودات، حيث انها بقيت لمدة يومين على الرصيف دون أن يأتي أي شخص لاستلامها، وتساءل عن امكانية أن تبقى أي حقيبة في مطار نيويورك لمدة يومين دون أن تسرق!!
وقد نصح الكاتب قرّاءه بأن يتوقفوا ويراجعوا أنفسهم قبل الحكم على أي عربي، فكل ما يحمله لهم من واقع تجربته هو الاحترام والتقدير والامتنان.