ها أنا اليوم أقف ماثلاً أمام سعادتكم ياأصحاب القلوب العاشقة لتحكموا وتنظروا في قضية قلبٍ أحبّ من صدق...
قدّم شكواه حبيبي ضدي ورفعها إلى سعادة "قاضي الغرام" ويدّعي فيها ويقول التالي: أقدم قلبي على تناسيه وتعمد الصدود وأن عيني لم تبكي من أجله ولم تسهر في الليل , وأن تضحياتي كلها كانت سحابة صيف.
وأضاف قائلاً ان دموعي التي ذرفتها من أجله كانت دموع تماسيح!
وتمادى في كذبه وقال أني كنت أعامله بقسوة وظلم ...
نظرت هيئة القلوب في دعواه وطلب القاضي ان أُبدي أقوالي . تجمد قلبي وذابت ضلوعي من هول الموقف, تاه فكري في عالم الصمت واظلمت الدنيا بوجهي في هذه اللحظة. لم اتصور انه قاسي وظالم وكاذب وناكر معروف, سألني القاضي:ما خطبك؟ ألا تتكلم وتدافع عن نفسك؟
تأملت في الكون أبحث عن إجابه او سراب لسحابه او قلمٌ اضاع كتابه وجدت حبي مات في شبابه والسهم في الجوف اصابه لم اكن اتوقع أن المظاهر التي احببت كذابه, جاوبت بصمت رهيب ...
إنسابت دموعي وإنطفت شموعي وزادت فجوعي فإذا مامات الصدق في القلوب ليس له من رجوعي,قلت للقاضي نعم كل الأقوال التي قالها "حبيب الأمس" صحيحه قلتها تحدياً له وليس خوفاً او أن كلامه صحيح .فحكمت على محكمة القلوب بالسجن في زنزانة "القهر" يتبع,,,