في ليلة البارحة
زارني طيف والدي رحمه الله في المنام
رأيته جالسا على أريكة أشبه بسرير أبيض
هكذا رأيته مع أني لم أراها في حياتي وهو لم يراني
هكذا تخيله حلمي في غرفة لا أعرف إلى أي مدى أبعادها
كان ينظر إلي بنظرات أشبه بالحزينة على إبنه الوحيد
حاولت أن أحادثه فلم أستطيع
ولكنه قال لي بعض الكلمات التي لم أعرف معناها
قال لي
لورانس يا إبني الأكبر
تعالى إلي
فقد إشتقت إليك كثيرا
وكان يحرك يداه لأن آتي إليه
ولكني لم أستطيع أن أتحرك ساعتها
حاولت وحاولت أن أحرك قدماي فلم أستطيع
لا أعرف ماذا جرى لي
فرأيت قدماي ووجدتها لا تستطيع الحراك
ثم رفعت بصري تجاه والدي رحمه الله
فإذا بيديه ساكنة على ركبتيه
ولكن والدي لازال ينظر إلي
فحاولت أن أتحدث فلم أستطيع أيضا
ولكن والدي إبتسم لي
وقال
لن تستطيع أن تأتي إلى هنا
بل هم من سيأتون بك إلي يا إبني الغالي
حاولت أن أسأل والدي من هم الذين سيأتون بي إليه
ولكن لم أستطيع أن أتحدث
ولكن والدي كأنه قرأ سؤالي من علامات عيناي
فأجابني بالنظر إلى فوق
فحاولت أن أنظر إلى فوق فلم أستطيع ذلك أيضا
ثم قال
أما زلت يا لورانس عنيدا تجاه قلبك
أما زلت منشدا في ذكريات شمسك
تعجبت كثيرا وذهلت من والدي
كيف علم بأني أنشد ذكريات الشمس في قلبي
ثم قال
لقد كنت تعاند والدتك في دائما
فلا تعاندها وهي تطلالبك بنسيان شمسك
تناسى الذكريات وتزود فإن خير الزاد التقوى
فلن تنفعك شمسك ولا قلبك في قبرك يا بني
بعد ذلك أفقت من النوم فزعا
لا أعرف ماذا أقول والعرق يتصبب فيني
قمت وتوضأت وصليت الفجر
بعد ذلك أخذت أقرأ القرآن الكريم
وصليت ركعتان لله ودعوت لوالدي رحمه الله
لم أستطيع في الحقيقة أن أذهب إلى مكتبي
كنت غارقا في البحث عن إجابة لكلمات والدي
لم أعير كلامه عن الشمس أي إهتمام
فأنا لم ولن أتوب عن ذكريات الشمس
ولكني كنت أفكر في كلماته التي قال
هم من سيأتون بكِ إلي
من هم !
وهل والدي يعرفهم !
وإذا كان يعرفهم فلماذا لم يقل أسمائهم !
حاولت أن أجد إجابة فلم أستطيع
ولم أحب أن أستفسر عنها من البشر
ولكني قلت سأقرأ إجابة استفساري مع مرور الأيام
وفي الأخير ذهبت إلى مزرعتنا
لأبدّل طقوس مناخي قليلا
ورأيت خيلي الغالية تعدوا في ساحة المزرعة
فأخذت أنظر إليها وأتفكر في جمال أيامها
جلست في المزرعة إلى أن بدأت الشمس بالمغيب
وكانت حينها خيلي بجانبي وكنت ممسكا بلجامها
فمشيت أنا وخيلي في ساحة المزرعة
ثم نظرت إلى الشمس ساعة المغيب
فأخذت أتفكر وأنظر إلى روعة جمال الغروب
وكنت حينها أتذكر كلمات والدي رحمه الله عن الشمس
فذرفت من عيناي دموع حزينة مؤلمة
دمعة حزينة على فراق والدي رحمه الله
والدمعة المؤلمة على ذكريات الشمس
وفي الأخير صرخت بقوة إرتاعت منها خيلي
ووجهت صرختي إلى تلك الشمس
لأسمع الزمن
وتصغي لصرختي أذن الدهر
لأقول في صرختي
عفوا .. عن ذكريات الشمس لن أتوب
لتحملها الشمس رسالة قبل مغيبها إلى والدي رحمه الله
هكذا كان الحلم
حوار بيني وبين والدي رحمه الله
وأمكنة ساقتني إلى خيلي
أمام مرأى من غروب الشمس
فحوار والدي عن الشمس قد رفضته
فهل أرفض من سيأتون بي إلى والدي رحمه الله
والذي قال لي تعالي يا إبني فأنا مشتاق إليك ..
ولكني رغم كل شيء ..
ستكون إجابتي الخالدة عن ذكريات الشمس أمام العالم
عفــوا .. لن أتــوب
نعم لن أتوب عن ذكريات الشمس
نعم لن أتوب عن أماكن الشمس
نعم لن أتوب عن حب الشمس
نعم لن أتوب عن جمال قلب الشمس
عفــوا أيها القدر .. عفوا والدي
لن أتــوب
أمنياتي
لورانس