[B]مشكلة مخيفة تحتاج إلى حل أسري
أسماء الخميس :ظاهرة "التخلي عن الأنوثة" غريبة وأخاف على مستقبل هؤلاء الفتيات
الرياض: سهى الربيعه
أكدت وكيلة قسم الدراسات الاجتماعية بجامعة الملك سعود أسماء الخميس أن ظاهرة التخلي عن الأنوثة ظاهرة ملفتة وغريبة وعليها أكثر من علامة استفهام وقالت عندما أشاهد فتيات يظهرن بهذا المظهر أشعر بنوع من التقزز والقلق والخوف على مستقبل هؤلاء الفتيات فهن يظهرن بمظهر يخالف سنن الحياة ويخالف ما خلقه الله عليه كون إحداهن أنثى... فتاة تتهيأ لتصبح أماً وربة بيت فاضلة. وقالت أسماء الخميس إن المجتمع يعول دائما على الأسرة وهذا أمر طبيعي فالأم لها دور كبير وفعال فهي يجب أن تكون واعية لتصرفات ابنتها وسلوكياتها داخل البيت وكل هذه الأمور مكملة للتربية، ولعل من أسباب لجوء بعض الفتيات لهذا النوع من السلوك الخاطئ يرجع إلى عدة أسباب من أهمها: عدم قيام الأسرة بوظيفتها الأساسية والطبيعية، والفراغ القاتل والمدمر الذي تعيشه بعض الفتيات, وجماعة الرفاق وهي لها فعل السحر وخاصة في مرحلة المراهقة التي تتراوح من 14 إلى 21 سنة وفي هذه الفترة يكون الفتيان والفتيات داخل المدارس ويتأثرون مما يتأثر به أقرانهم، وأحيانا نجد أسرة تمتاز بالخلق والوعي والفهم وحريصة على القيم والمبادئ فنفاجأ أحيانا أن أحد أفرادها خرج بطريقة أو بأخرى بشكل غريب, وعندما نعود ونبحث عن الأسباب نجد أن الرفاق لهم الدور الكبير. وأوضحت الخميس أن المشاكل الاجتماعية لا يمكن أن نرجعها لسبب واحد بل هناك دائما عوامل وأسباب مشتركة تؤدي في النهاية لحدوث المشكلة فقد يكون هناك استعداد شخصي ثم البيئة الأسرية ثم الرفاق ثم مجال المدرسة فمجموعة أسباب تهيئ وتعزز وصول الإنسان إلى هذه المرحلة الحرجة أو الخطرة، فلو كان هناك رفاق سيئون وهناك أسرة واعية لا أتوقع أن يحدث خلل. وأكدت الخميس أنه بمقدار ما هي مشكلة مخيفة ومؤلمة بمقدار ما يكون الحل ملحا للغاية وقالت " لا شك أن الأسرة تقع عليها المسؤولية الكبرى في علاج هذا المظهر الذي نشاهده وتعيد حساباتها من جديد، فالأجواء داخل الأسرة يجب أن تمتلئ بالدفء والحنان والحب والمصارحة وحرية إبداء الرأي وعدم الغموض وعدم الشعور بالخوف, كل هذه الأجواء بلا شك سوف تحد من انحراف سلوك الأبناء، فإن حدث ما لم يكن بالحسبان وظهر أحد الأبناء بهذه الصورة فعندها تتوقف الأسرة وتعالج المشكلة بالروية والصبر والفهم ودائما هذه المشكلات لا تحل في يوم أو ليلة ولا يمكن أن نأتي لهذه الفتاة وفجأة نطلب منها أن تتغير في اليوم الثاني إلى حالة أخرى فالأسرة يجب أن يتعاون معها الاختصاصيون النفسيون والاجتماعيون لتتمكن الفتاة من العودة من جديد إلى وضعها الطبيعي والصحي، فلو أتينا مثلا إلى المكان التربوي للطالبة كالجامعة مثلا فهي من الجهات التي يقع عليها عبء كبير في التفكير في كيفية معالجة هذه المشكلة فالأنشطة قد تكون أحد الأسباب التي تنقذ الفتاة وتملأ ساعات فراغها الطويلة فاحتواء الطالبة وملء ساعات فراغها بما يتناسب مع قدراتها وإمكانياتها واستعداداتها بلا شك سيحد من بعض السلوكيات غير اللائقة, والأستاذة أيضا مسؤولة عن ذلك فليس دورها تعليميا فقط بل تربويا أيضا وكرمها الله لتؤدي مثل هذه المهنة، فهذه المهنة من المهن الخطيرة جدا فيجب أن تركز على الجانب التربوي وعلى القيم والأخلاق، أما بالنسبة لدور الاختصاصيات الاجتماعيات في الجامعة فأتصور أنه مرت عليهن حالات عديدة واستطعن إلى حد ما معالجتها وقد أقيمت عدة ندوات ومحاضرات عولجت في مضمونها هذه الظاهرة، ولكن عدد الاختصاصيات الاجتماعيات لا يتوافق مع أعداد الطالبات الكثيفة[/B]