العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > المنتدى العام
موضوع مغلق
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-08-2005, 12:18 PM   رقم المشاركة : 1
الغامدي الحزين
( ود فعّال )
 
الصورة الرمزية الغامدي الحزين
 





الغامدي الحزين غير متصل

Icon1 غضب امراءة في مطار في هيثرو

غضب امرأة في مطار هيثرو

لندن مدينة استفزازية لكثير من العرب الذين يحبونها ويكرهونها في آن معا، والعلاقة بالغرب ملتبسة حتى الجنون. وكل كلام على التسامح في اللحظات العصيبة يبدو هستيرياً، فلا اللبنانيون شعروا بالفجيعة لما جرى في لندن من تفجيرات كارثية، ولا الإنجليز يأرقون الليل بسبب الموت العراقي اليومي، رغم ان المسافة بين العالمين لا تتجاوز غفوة صغيرة في الطائرة.

سمعت سيدة عربية في مطار هيثرو تقول، وهي تنتظر في طابور طويل كي يختم جواز سفرها، بينما يمر الأوروبيون من معبرهم الخاص، وكأنهم يتنزهون في بلدهم: «إنهم يتعمدون إذلالنا وإهانتنا!». كان ذلك قبل الانفجارات، أما بعدها فقد علّق الكثيرون في بيروت شامتين: «ليذوقوا بعض ما نتجرّع، وهل علينا أن نموت وحدنا؟».

وحين قال طوني بلير ان الحل ليس أمنيا وإنما بمعالجة الأسباب الكامنة وراء الإرهاب فقد أصاب كبد الحقيقة. فالقلوب ملآنة، وتنفيس الاحتقان بات ملحاحا، خاصة وان الهوة بين عالمين متجاورين جغرافياً، أحدهما وصل إلى الفضاء وتجاوز وحدات الزمن والآخر تحنط في القرن السابع الميلادي، تبدو سوريالية.

والحل لا يمكن ان تحمله قنابل طائرات الأباتشي أو الصواريخ العابرة للقارات. فإن أحداً لن يستطيع ان يمنع حاقداً من حمل حقيبة متفجرة، والنزول بها إلى أحد القطارات الموجودة في بطن أي عاصمة أوروبية ليحول النفق إلى مقبرة جماعية. وكل كلام على إجراءات أمنية تمنع محتقناً بالغيظ من الانفجار وسط آمنين هو مجرد رسائل طمأنة نفسية وهمية. فمنذ ولد الفدائيون الفسطينيون والعواصم الأوروبية الوادعة والمتصالحة مع ذاتها، تعلم ان ثمة مجموعة من المخربين، موجودة على الضفة الأخرى من المتوسط يسعدها ان تجرح أمنها وتدمي هدوءها.

تتغير المسميات، وتبقى اللهجة الاحتجاجية بأدواتها البدائية والمتهيئة للتشظي غيظاً، هي اللغة المفضلة للمعترضين، ففي الثمانينات والتسعينات عرفت باريس ذعر لندن، وبعدها مدريد، وبينهما نيويورك، وسمها غزوات أو هجمات، عمليات انتحارية أو استشهادية، فتغيير المفردات قد لا يكون مخصباً لحل معضلة هذه الحرب الشعواء بين ذهنيتين، طالت أكثر مما كتب لداحس والغبراء. الحرب على العراق لم تزد المتشددين إلا تطرفاً، والراغبين في الموت شهوة في الإسراع بطلبه، والجمود الفلسطيني- الإسرائيلي يسلّح الهائجين بالذرائع، وفوضى لبنان تؤكد للباحثين عن إثباتات بأن المنطقة بأكملها ذاهبة إلى الجحيم، فلا الديمقراطية حلّت ولا الطغيان اندثر، وعدد الهالكين في تصاعد.

ليس الأبرياء الذين قضوا في أنفاق القطارات اللندنية هم المسؤولون بالتأكيد عن اغتيال سمير قصير أو جورج حاوي في لبنان أو مقتل السفير المصري في العراق، لكن منطق الحروب يخلط الحابل بالنابل ويجعل الرؤية تنعدم إلى صفر. وبمراجعة باتت تقليدية وخبيثة في الوقت عينه، نعي ان الخراب الذي تسبب به العرب لأنفسهم يتجاوز بعشرات الأضعاف ما كاده الغرب لهم وحاكه ضدهم. لكن العيون العربية مصابة بالحول.

الكارثة الكبرى اليوم هي ان المجتمعات العربية لم تعثر على صيغ تعايشية سياسية وعقود اجتماعية، تسمح لأهل كل بلد أن يتوافقوا على ما يجمعهم ويضمن حقوقهم كمواطنين احرار في موطنهم، إلا ان الفكرة الشائعة والمحببة، هي ان الغرب سبب كل علة. ويكفي ان يعمل الإنجليزي حتى السابعة مساء وتقفل الدوائر اللبنانية الرسمية أبوابها مع حلول الثانية ظهراً كي تشعر أن العاطلين يريدون ان يتمتعوا زوراً بحقوق الكادحين. وكأنما لا فرق بين امة تسهر على بناء صروحها منذ 500 سنة وأخرى تهدم ما ورثته طوال الفترة نفسها. وبالتالي فالإسلام براء من هذه المعارك الثأرية والكيدية، التي بمقدور اصحابها، على الجانبين، ان يلبسوا ما شاءوا من أقنعة، وتبقى العلة تراوح مكانها. ومن البديهي بعد أن طعنت لندن في قلبها ان تتعالى أصوات فرنسية تتحدث عن ضرورة «تضامن الأغنياء في مواجهة الإرهاب»، او ان «لندن عاصمة كل الأوروبيين»، «والتعاون الأمني يفرض نفسه».

فالخوف ينمي الرغبة في التقوقع، ويحفّز على الدفاع عن النفس.

وإن كان الغرب له مصالحه في ديارنا ويحاول انتزاعها بكل ما اوتي من بأس وقوة، فليست مشكلته اننا لا نملك الدفاع عن ابسط حقوقنا لنمنع الشطط. «الشاطر بشطارته» ـ كما يقول اللبنانيون ـ وليس من الشطارة في شيء ان تشرع أبوابك لكل اللصوص والمتطفلين ثم تتهمهم بخراب بيتك، وتهددهم بدمار ثأري، له أول ولكن ليس له آخر، وكي لا تأتيك الريح سد الباب واسترح.

وبإمكاننا تفهم المشاعر الشعبية عندنا، بقياسها على أحاسيس تلك السيدة العربية في مطار هيثرو، حين اغتاظت من الوحدة الأوروبية لأنها استطاعت ان تجعل من سكان قارة بأكملها، إخوة في المواطنية، ولم تفكر لحظتها ان تلعن الفرقة العربية، والتشرذم الذي جعل الحكم لعشائر تجهل فوق جهل الجاهلين. ويحكى ان ثعلباً رغب في قطف عنقود من العنب النضيج، ولما لم تسعفه قدراته الجسدية على ذلك، رغم كل المحاولات التي قام بها، ما كان منه إلا ان لعن الحصرم ومن يسعى إليه. وهكذا فالتلميذ الكسول يحسد زميله المجتهد ويحقد عليه، إلا في حالة واحدة شرطها ان يكون الثاني مالكاً لإرادة النجاح والمنافسة والمزاحمة. وما عدا ذلك بإمكاننا ان نرثي لحالنا بالقول: لله الحسد ما أعدله بدأ بصاحبه فقتله.







التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


الغامدي المجروح
MER_6866@HOTMAIL.COM

قديم 08-08-2005, 06:39 PM   رقم المشاركة : 2
تغاريد
( وِد ماسي )
 
الصورة الرمزية تغاريد
 






تغاريد غير متصل

يعطيك العافية


ينقل لقسم القضايا الساحنة


تحياتي







التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

قديم 08-08-2005, 08:27 PM   رقم المشاركة : 3
مرام الحلوة
( وِد ذهبي )
 
الصورة الرمزية مرام الحلوة
 






مرام الحلوة غير متصل

يسلموووووووووو ع الموضوع اخووووووي


ويعطيكـ الف عافية


وننتظر جديدكـ



تحياتي
مرام الحلوة







موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:26 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية