.
( الوضوء ) و هدي الرسول الحبيب و ربطه بما توصل إليه العلم الحديث.
وتساؤلات عظيمة
الوضوء سلاح المؤمن ، قال تعالى : } يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برءوسكم وأرجلكم إلى الكعبين، وإن كنتم جنبا فاطهروا، وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه، ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون{ ( المائدة 6 )
مقدمة:
إن الوضوء ليس مجرد تنظيف للأعضاء الظاهرة، وليس مجرد تطهير للجسد يتـوالى عدة مرات في اليوم.
بل إن الأثر النفسي والسمو الروحي الذي يشعر به المسـلم بعد الوضوء لشيء أعمق من أن تعبر عنه الكلمات، خاصة مع إسباغ الوضوء وإتقانه فهو يجعله دائما في يقظة وحيوية وتألق، وقد قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم : ( من توضأ فأحسن الوضوء خرجت الخطايا من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره ) .
وعنه صلى الله عليه وسلم فيما رواه أحمد عن أبي أمامة : ( من توضأ فأسبغ الوضوء وغسل يديه ووجهه ومسح على رأسه وأذنيه ثم قام إلى صلاة مفروضة غفر له في ذلك اليوم ما مشت إليه رجلاه وقبضت عليه يداه وسمعت إليه أذناه ونظرت إليه عيناه وحدث به نفسه من سوء ) .
( صدق رسول الله، صدق رسول الله، أللهم اكتبني مع اللذين صدقوا رسول الله و اتبعوا سنته.)
( الربط العلمي للوضوء)
الوضوء وأسراره الثمينة:
1- تذكروا(جزئيات الانتعاش) التي تحدثت عنها في الموضوع السابق و تأثيرها فهي تجعلكم تشعرون بالاسترخاء، و رفع الروح المعنوية، و بالتالي ثراء في المخرج الذهني
2- غسل اليدين و الرجلين:
أ- لقد ثبت علمياً من خلال علم الطاقة أن التدليك للأعضاء اليدين و الرجلين و خصوصا تحت الماء تخرج من الجسم جميع الطاقة السيئة الموجودة بالجسم لذلك ينصح بها علماء الغرب لإعادة التوازن و الحيوية للجسم.
ب- في القدمين منعكسات لأجهزة الجسم كله، وكأن هذا الذي يذهب ليتوضأ قد ذهب في نفس الوقت يدلك كل أجهزة جسمه على حدة بينما هو يغسل قدميه بالماء ويدلكهما بعناية. وهذا من أسرار ذلك الشعور الطاغي بالهدوء والسكينة الذي يلف المسلم بعد أن يتوضأ .
ج-غسل اليدين إلى المرفقين فائدة كبيرة جدا في إزالة الأتربة والميكروبات فضلا عن إزالة العرق من سطح الجلد، كما أنه ينظف الجلد من المواد الدهنية التي تفرزها الغدد الجلدية، وهذه تكون غالبا موطنا ملائما جدا لمعيشة وتكاثر الجراثيم .
د- عملية غسل الأعضاء المعرضة دائما للأتربة ولعدد مهول من الميكروبات وهي دائما في حالة هجوم على الجسم الإنساني من خلال الجلد في المناطق المكشوفة منه، وعند الوضوء تفاجأ هذه الميكروبات بحالة كسح شاملة لها من فوق سطح الجلد، خاصة مع التدليك الجـيد وإسباغ الوضوء، وهو هدي الرسول صلى الله عليه وسلم،
( سبحان الله على هذا الدين المتكامل الذي دلنا عليه الحبيب من عند الرب خالق هذا الكون، العالم بتكوين عباده الذي خلقهم و خلق لنا هذا الكون )
3- غسل الوجه:
عندما تقربون كفيكم من وجهكم لغسله، هذه الحركة بعلم الطاقة يمارسوها لتقوية الجبهة و التركيز ( سبحان الله المصلون يمارسها كل يوم إذاً التركيز عندهم مستمر و متجدد)
4- إن رفع اليدين إلى أعلى والمسح على الرأس و الأذنين:
يسمونه في علم الطاقة إحدى تمارين الشفاء الذاتي و عند رفعكم اليدان و انخفاضهما فإن ذلك يرافقه شهيق و زفير قوي مما يؤدي إلى تقوية الرئتين و القلب. ( سبحان الله، سبحان الله، أترون القدرة الإلهية التي منحنا إياها الله سبحانه و تعالى )
5- المضمضة:
أ-أثبت العلم الحديث أن المضمضة تحفظ الفم والبلعوم من الالتهابات وتحفظ اللثة من التقيح.
ب- و إنها تقي الأسنان وتنظفها بإزالة الفضلات الغذائية التي تبقى بعد الطعام في ثناياها.
ج- و هناك فائدة أخرى هامة جدا للمضمضة، فهي تقوي بعض عضلات الوجه وتحفظ للوجه نضارته واستدارته
د-و هو تمرين هام يعرفه المتخصصون في التربية الرياضية، وهذا التمرين يفيد أيضا في إضفاء الهدوء النفسي على المرء لو أتقن تحريك عضلات فمه أثناء المضمضة .
( سبحان الله، وبحمده وقاية من الأمراض، و هدوء نفسي، أي عظمة هذا الدين؟ )
6- غسـل الأنــف:
أظهر بحث علمي حديث أجراه فريق من أطباء جامعة الإسكندرية أن غالبية الذين يتوضئون باستمرار قد بدا أنفهم نظيفا خاليا من الأتربة والجراثيـم والميكروبات.
و تجويف الأنف من الأماكن التي يتكاثر فيها العديد من الميكروبات والجراثيم، ولكن مع استمرار غسل الأنف والاستنشاق والاستنثار بقوة - أي طرد الماء من الأنف بقوة - يحدث أن يصبح هذا التجويف نظيفا خاليا من الالتهابات والجراثيـم، و هذه العملية تحمـي الإنسان من خطر انتقال الميكروب من الأنف إلى الأعضاء الأخرى في الجسم .
7- الدورة الدموية :
( قد ثبت بالبحث العلمي أن الدورة الدموية في الأطراف العلوية من اليدين والساعدين، والأطراف السفلية من القدمين والساقين أضعف منها في الأعضاء الأخرى لبعدها عن المركز المنظم للدورة الدموية وهو القلب) نستنتج من ذلك:
أ- لذا فإن غسل هذه الأطراف جميعا مع كل وضوء ودلكها بعناية يقوي الدورة الدموية، مما يزيد في نشاط الجسم وحيويته.
ب- و ثبت أيضا تأثير أشعة الشمس ولا سيما الأشعة فوق البنفسجية في إحداث سرطان الجلد.
( وقانا الله منه،إنني شاهدته بأعيني لأحد الأشخاص و يسبب تفحم و تقرحات بالجلد و العياذ بالله)
وهذا التأثير ينحسر جدا مع توالي الوضوء لما يحدثه من ترطيب دائم لسطح الجلد بالماء، خاصة تلك الأماكن المعرضة للأشعة، مما يتيح لخلايا الطبقات السطحية والداخلية للجلد أن تحتمي من الآثار الضارة للأشعة .
ج- ركود الدم يؤدي لأعراض مثل نوبات من الألم الحاد، وظهور أورام و بالتالي الوضوء يمنع هذا الركود للدم.
د- الوضوء يزيل سخونة الدم ( هذه الحالة تحدث بسبب تولد حرارة زائدة من عضو داخلي يكون عادة الكبد) و سخونة الدم تسبب اضطرابات الحالة الذهنية، و حدوث مشكلات بالجلد.
تساؤلات و وقفات للتأمل:
• أبعد هذا كله هل يعتبر الوضوء عبء أم وقاية أم تزكية لنفوسنا و عقولنا؟
• أبعد هذا كله ألا الواجب علينا أن نتبع سنة حبيبنا التي بها كل خير للمؤمن.
• أبعد هذا كله ألا يجب علينا أن نستحي من ربنا و أن نخلص نيتنا له و نعبده بكل جوارحنا !
• أبعد هذا كله ألا نعتز بديننا و بسنة نبينا محمد صلى الله عليه و سلم التي لم نعلم إلى الآن إلا جزءاً بسيطاً من فوائد هذه السنة النبوية التي نزلت من عند خالق هذا الكون و هو أعلم بأسرارها العظيمة.
( سبحان الله وبحمده عدد خلقه و رضاء نفسه و زنة عرشه و مداد كلماته )
منقول للفائده
اختكم مزايا