كل منا مدمن بشكل اوباخر ..هكذا تقول الدراسات النفسيه والسلوكيه الحديثه ..بل يشير المعجم ان ادمان الشيء هو التعود عليه وعدم الاقلاع عنه. فداخل كل واحد منا مجموعه من الهوايات والاهتمامات التي لايستطيع الاستغناء عنها..
الادمان اذن لايعنني بالضرورة الاقبال الى المسكرات والمخدرات ولكنه حاله سلوكيه تشمل كل الهوايات التي نحبها ونشعر بالاضطراب وعدم الاستقرار اذا فقدنا قدرتنا على ممارستها .
هناك مثلا من يحب العاب الحاسب بشكل غير عادي .وهناك من لايستطيع الاستغناء عن الغوص في بحوووور الانترنت لاوقات طويله
(ان هذه الانماط معروفه وشائعة الادمان ...وانا متأكده كل التأكيد انكم لاتخلون منها ...صح؟؟؟) وهناك وسيلتان لمواجهتها
1...اما ان نعتبرها سلوكيا شائنا ونحاربها بلا هواده ..
2..واما ان نعتبرها سلوكيات طبيعيه لها بعض الاثار الجانبيه..ونحاول من خلال هذه الرؤيه استثمار هذه الهويه وتعميق ايجابياتها مع تهذيب اهتماماتنا بها حتى لاتطغى على جوانب الحياة الاخرى!
ان اللجوء للوسيله الاولى(1) هو السبيل الشائع . ولكن هذا الطريق للاسف لم يثبت نجاحا على المدى الطويل واحيانا خلف اثار عكسيه
فمازالت هوة الادمان بمعناه الشامل تبتلع كل يوم المزيد من الطاقات والثرورات التي لاتقدر بثمن مما يستوجب اعادة النظر والبحث عن وسائل لاستثمار تلك الطاقه المهدره بدلا من اخراج اصحابها من زمرة التفاعل الاجتماعي الى الابد .( فسلاح البتر اي الانقطاع التام لايكون فعال بالضروره في كل الحالات) وبقي ان نسأل انفسنا لماذا لانستخدم هذه الحاجات العقليه الملحه فيما ينفع؟؟لماذا لانعترف بها ونتفاعل معها بدلا من محاربتها؟؟وبعبارة اوضح لماذا لانتخلص من السلبيات وحدها ونحاول تنمية الجانب الايجابي في هذه الظواهر .فالمعلومات تؤكد ان العباقرة والمخترعين كانو يدمنون انشطة محددة ولكنهم راحو يطوعوه هذه الحاله لخدمة البشريه ..فهم من ناحيه يحققون لانفسهم اشباع بممارسة هواياتهم ومن ناحيه اخرى يخدمون مجتمعهم ولاينعزلون بها..
وهناك من يدمن برامج الدردشه وهناك من لايطيق صبرا على اجراء عمليات البحث عبر الانترنت والحالتين تعبران عن رغبه سلوكيه في التعرف على الاسرار وحب الاستطلاع وفضول اساء صاحبه التعبير عنه .. وبدلا من استثمار هذه الحاله العقليه في هوايات نافعه ضلت طريقها لتكون معول هدم وخراب..
والشاب الذي يدمن البحث عن الارقام المميزه للجوال او السيارات او الذي يصمم برامج ( البروكسي) لتحطيم الحوائط الناريه.هو في الحقيقه شاب مبدع يمكنه ببساطه تحويل طاقته وراس ماله المادي والفكري الى ماينفع..
ان علينا اعادة النظر معا الى تلك الظواهر بصوره ديناميكيه وجديده لاتضع كل هذه الانماط في سله واحده ..ولاتلجأ الى الهجوم وحده كوسيله للعلاج ومن المهم اذا تمكنا من ذلك ان نلجأ الى تنمية الوسائل التي تحقق هذا التحول وتجعله ممكنا.
مجلة حياة
دمتم بود