اُخَالُهَا ( عِرَاقِيَّة ) هَذِهِ المَرأة إن صَدَقَ حَدسِي..والتِي قَدَّر الله ومَاشَاء
أن تصِل إلَى هَذَا المَوقِف .. الذِي يُدمِي القُلُوب .. يالله مِنه صَعِب جداً ..
ليسَ عليَ وَحسب .. وإنَّمَا على كل النفوس البشرِيَّة المُحِبَّة للخَير ..
شيء مؤسف هذا التحول الذي نراه في طبيعة هذه القسوة وتحولاتها..
فلم تعد هذه القسوة في هذا الزمن قاصرة على نكران الجميل ..
وتجاهل المشاعر الإنسانية .. وقطع صِلَة الرِّحم ..
بل تعدت الى ما هو اقسى من ذلك .. الى اكبر مما نتصوره او نتخيله ..
شاهدي مَعِي أستَادَة قَدِيرَة ( رُومَنسِيَّة ) ان شئتِ ما يعرض ..
على شاشات التلفاز..من اخبار يومية مليئة بالحروب والإرهاب والإنفجارات
واقرئِي في الصحف اليومية كمية الجرائم البشعة التي يرتكبها الإنسان ..
في حق اخيه الإنسان ..
جرائم ترتكب بأسم الحرية وحقوق الانسان وهي ابعد ما تكون عن ذلك..
تُرى كيف يمكن للإنسان ان يكون متّزناً مع نفسه .. في ظل ما يرى؟
كيف يشعر بالأمان النفسي الداخلي وهو يرى تلك الصور الانسانية المخجلة؟
كيف يتفاءل بغد مشرق ..
ومستقبل واعد .. في ضوء هذه الصورة القاتمة امام عينيه؟
أليسَت مثل هذه المآسي التي نراها ونسمع عنها يومياً تؤثر علينا سلبياً..
وتُدخل في قلوبنا نوعاً من الخوف من المستقبل وعدم الأمان مِمَا سيحدث؟
قَد تقُولِين وهَذَا ما أتوقّعه ..
كل شيء بإرادة الله ولا شك ولكن حينما تتكرر تلك المآسي على مسمع
ومرأى من العالم المتحضر .. أو هكذا يسمى دون أن يُحرك ساكناً ..
لا شك .. أنكِ سوف تصابي بالإحباط والذهول وخيبة الأمل اليسَ كذلك؟
وطالما إن هَذِهِ الصٌّورَة لأمرأة عِرَاقِيَّة ..
اُنظري فقط لِمَا يحدث في ( العِرَاق ) الآن كَمَا هُوَ حَال هَذِه ( المَرأة )
يلِّي أرفقتِ صُورَتهَا بِعَالِيعه .. أليس شيئاً مؤسفاً؟
ان ما يحدث لهذا البلد المسلم العَظِيم لا يمكن ان يقال فيه سوى ان ندعو الله
عز وجل أن يخرجه من محنته ..
ويعيده كما كان لأن الطريق أمامه مظلم والمستقبل قاتم والمحنة قائمة..
والمجازر مستمرة والضحية بالطبع هو المواطن العِرَاقِي المسلم المسكين
الذي لاحول له ولا قوة ..
ذلك المواطن الذي وجد نفسه بين عشية وضحاها أمام فئة من البشر تعيث
في الأرض فساداً .. ولا تفرق في وحشيتها وإنتقامها بين طفل رضيع ..
أو امرأة حامل .. أو مسنٍ كبير .. فاللهم لا حول ولا قوة إلا بالله ..
شيء مؤسف ما يحدث في ( العِرَاق ) اليوم بكل المقاييس ..
فالمسلمون في شتى بقاع الأرض يستقبلون رمضان بقلوب ملؤها الحب
والود والصفاء والشفافية حَتَّى ..
ينأون بأنفسهم عن مجرد التلفظ بكلمة .. قد تجرح صيامهم او تفسده ..
يحاولون ان يعوضوا في رمضان ماخسروه في الأيام والشهور الماضية ..
كل هذا لأجل أن ينالوا رضا الله من أجل توبة صادقة صالحة في شهر الخير
وشهر التوبة ..
وفي المقابل تَرِي آخرين في ( العِرَاق ) يستقبلون رمضان بمجازر دموية
وجرائم فظيعة .. يقشعر لها البدن وتدمى لها القلوب وضد من تخيلي؟
ضد اخوانهم في الإسلام ..
هل يعقل هذا الذي نراه ونسمعه؟
لقد حاولت كغيري تصديق ما اسمعه وما اراه ولكني عبثاً حاولت؟
شيء فظيع ما هو أمامك ..فهذه جثث الأطفال والنساء والكبار مقتولة..
بهمجية..
ضحايا بالمئات مثّل بهم لدرجة لا يصدقها العقل ..
فهذه رؤوس اطفال قُطِّعت بالفؤوس .. وتلك بطون نساء بُقِرَت بالسّكاكين
وتلك اعضاء بشرية مفصولة عن اجسادها بشكل همجي والأعظم من ذلك
أن كل جثث أولئك الضحايا الأبرياء مرمية على الأرض ..
وعلى قارعة الطريق كالبهائم فَهَل تُصدّقين ذلك؟
قتل جماعي عشوائي لقرى كاملة بما فيها ومن فيها..فقط تخيلي نفسك
وأنت تُدعِي لمشاهدة هذهِ المناظر البشعة..فهل تستطيعي تلبية الدعوة؟
وَإن تم ذلك؟
فهل تستطيعي تكرار تلبيتها؟
تُرى بأسم من ترتكب تلك المجازر والجرائم من هو المستفيد من وراء ذلك؟
إنها النفس البشرية المريضة التي يُمثلها أولئك المجرمون الذين يتخذون ..
من الاسلام مبرراً لأعمالهم الوحشية اللاانسانية..والإسلام بريء منهم ..
لأن الاسلام دين الرحمة والسلم ..وليس دين الارهاب والقسوة ..
دين التسامح والمؤاخاة وليس دين الإنتقام..دين الحوار والموعظة الحسنة
وليس دين منطق الغاب .. وفرض الشيء بالقوة .. ولكن من تُخاطبي؟
أناساً أعماهم الحقد الدفين عن كل شيء جميل وإنساني حولهم؟
اُناساً تأصَّل الشَّر فِي دَوَاخِلهُم فلم يعودوا يرون شيئاً سواه فأللهم لاحول
ولاقوة الاَّ بالله ..
في عصرٍ لم يعد بأمكانكِ ان تفعلي شيئاً..لم يعد لكِ كلمة مسموعة..
لايتبقى لكِ سوى ان تدعي الله سبحانه وتعالى .. ان يرفع الغمّة ..
ويزيل الغشاوة عن أعين المسلمين .. أن يُعيدهم الى جادة الحق ..
فما هو أمامهم من واجبات وما يُحاك ضدهم من مؤامرات يدفعهم لأن يكونو
يداً واحدة ..
فاللهم أصلح القلوب وألّف بينها في هذا الشهر الكريم وإجعله بداية خير
على كل المسلمين .. ولمَّ شملنا..ولا تطل تفرِّقنا وبُعدنا عن بعضنا..
انك قادر على كل شيء ،،،
/
/
/
إنتـَــر
مهما احتفظت ..
بورودك النديَّة ..
في مناديل ..
أو أغلقة مُحكمة ..
كي تحتفظ ..
بطراوتها الطبيعية ..
كي تُبقي ..
على رائحتها الزكية ..
كي تُحافظ ..
على ألوانها الصَّفية ..
كي تُصبح ذكرى عطرة نقية ..
/
/
ومهما حرصتَ ..
على أن يراها غيرك مُتفتِّحة ..
قبل ان تذبل أوراقها ..
قبل ان تجفَّ أغصانها ..
قبل ان تيبسَ أعوادها ..
/
/
فيكفي أنها منك ..
وهذا قمَّة جمالها ..
ومُنتهى روعتها ..
يكفي أن فيها نَفَسك ..
وهذا ما يجعل ..
رائحتها مُميزة لا تُنسى ..
يكفي أن فيها روحك ..
وهذا ما يجعلها ..
مُتفتِّحة بأستمرار ..
فَهَل تَلِمنِي ..
حِينَمَا إحتفَظت ..
وَلازلتُ أحتَفِظ بهَا؟
.