العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > المنتدى العام
 
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 24-02-2005, 06:41 AM   رقم المشاركة : 1
X§¶أبـونــورة¶§X
( ود جديد )
 
الصورة الرمزية X§¶أبـونــورة¶§X
 





X§¶أبـونــورة¶§X غير متصل

الاجازة, مضيعة للوقت ام متعة للفكر والمزاج؟

الاجازة, مضيعة للوقت ام متعة للفكر والمزاج؟

قل لي اين تقضي اجازتك اقول لك من انت.. مقولة يرددها الغربيون كثيرا نتيجة لاهمية ايام العطل والاجازات لديهم فاطبائهم يقولون ان الاجسام الحية بطبيعتها عاجزة عن العمل الدائم ولابد لها من اجازة بين اونة واخرى. اذ يصيب التعب خلايا العضلات والجسم عموما بما في ذلك خلايا المخ والاعصاب. وتعب العضلات من العمل المستمر، اما المخ والاعصاب فيتعبان من العمل المكرر المتشابه، لذلك لابد من تنويع نشاطه فمثلا نقضي ساعة في القراءة وساعة اخرى في الاستماع للاخرين وساعة لحل واحدة من مشاكل الحياة اليومية وهكذا… وبسبب ما ذكر يرى الغربيون ان العطلة الاسبوعية لم تأت اعتباطا وان الاجازة السنوية ضرورة لابد منها.

نعم هكذا ينظر الانسان في البلدان المتقدمة الى العطل والاجازات والسؤال الذي يثير نفسه هنا هو ماهي اهمية عطلة نهاية الاسبوع بالنسبة للمواطن العراقي وماذا يفعل اثناء ايام اجازاته؟

طرحنا سؤالنا هذا على السيدة نجلاء عبدالجبار وهي موظفة في الثلاثين من عمرها فقالت مستاءة:

انني لم ار عطلة في حياتي.. اذ استغل ايام العطل الرسمية لقلب البيت رأسا على عقب وابحث عن الغبار في زوايا البيت لانظفه واتعب في وعك الارضية وتلميع السقوف ونشر الاغطية في الشمس واخيرا وليس اخرا اعداد اطباق الطعام لافراد عائلتي بمناسبة العطلة (السعيدة). قاطعنا نجلاء متسائلين وماذا تفعلين في اجازاتك السنوية؟ قالت بتهكم: اذهب الى فرنسا لمشاهدة متحف اللوفر وشراء الملابس لي ولزوجي في مخازن الشانزلزييه.. ثم اضافت بعصبية هل تستخفون بعقول الناس؟ عن أية اجازة تتحدثون؟ انا لم اتمتع باجازة واحدة طيلة سنوات خدمتي الا تكفيني شقاء الدائرة لاضيف اليها التعب والنكد في البيت؟ قلنا لها ولماذا لا تذهبين وزوجك الى منطقة سياحية؟ ما الذي يبقيكما في البيت؟ قالت:

اذا قضينا اجازتنا خارج البيت من اين ندفع ايجار الدار؟ كيف نوفر لقمة العيش لاطفالنا؟ اننا.. زوجي وانا نعمل طوال ايام الاسبوع عدا ايام العطل بدون كلل مع ذلك لانستطيع توفير دنانير قليلة لسد احتياجاتنا الكثيرة فكيف لنا التفكير في قضاء الاجازة السنوية في منطقة سياحية؟

بعد ان تركنا السيدة نجلاء وتساؤلاتها المريرة التقينا دارا اسماعيل احمد (44 سنة – موظف) وبعد ان طرحنا عليه سؤالنا الانف الذكر قال:

انا لا ارتاح ايام العطل بل استيقظ مبكرا واعمل فيه اكثر من أي يوم اخر قلنا له وماذا تفعل؟ فقال املك سيارة اجرة فاعمل سائق سيارة اجرة من الصباح الباكر الى منتصف الليل لانني لا اعمل في الايام الاخرى اكثر من ثمان ساعات كسائق سيارة وذلك بعد انتهاء الدوام الرسمي في دائرتي لغاية الساعة العاشرة مساء قلنا له لكن الرواتب تحسنت ويمكنك ان ترتاح في ايام العطل قال:

والاولاد كبروا وزادت مصاريفهم واسيناه وقلنا لا بأس عليك فباستطاعتك التمتع باجازتك السنوية قال بنبرة حزن لا اتصور انني سأتمتع بساعة واحدة من الراحة الى ان اموت فأنا اركض في ماراثون غير محددة المسافة.

كان السيد معروف خضر اكثر انشراحا من دارا واقل تشاؤما منه فهو بالرغم من اعوامه السبعين مازال ينظر الى النصف المملوء في كاسه لانه كما قال لنا قد عاش حياته طولا وعرضا ومتع نفسه كثيرا بالنسبة للعطل والاجازات السنوية قال العم معروف ايام العطل كانت تعني لي المزيد من المرح والسفرات القصيرة الى المناطق السياحية القريبة.. اما في الاجازات السنوية فكنت اسافر الى اوربا وبالاخص الى دول الكتلة الاشتراكية (سابقا) حيث كان راتبي (36) دينارا وكان الدينار يعادل اكثر من ثلاث دولارات وكنت اقضي شهرا كاملا كالملوك في ارقى الفنادق السياحية في تلك الدول مقابل اقل من راتبي بكثير وبعد الاجازة كنت ارجع الى وظيفتي وكلي نشاط وحيوية قلنا له كيف تقضي ايامك وانت محال على التقاعد قال ضاحكا اقضيها كما يجب ان اقضيها تماما اي في المطالعة وزيارة الاصدقاء فأنا الآن في اجازة طويلة سامتع نفسي فيها كما كنت افعل دائما.

محطتنا الاخيرة كانت دار صلاح محي الدين وزوجته السيدة قمرناز يعقوب صاحب الدار معلم جاوز العقد الرابع من عمره بقليل اما سيدة البيت فتبدو في نهاية الثلاثينات قلنا لهما كيف تقضيان ايام العطل والاجازات قالت قمرناز نحن ومنذ بداية زواجنا قبل عشرين سنة من الآن نعيش عطلة نهاية الاسبوع في بيتنا. لا نزور احدا ولانستقبل احدا فهو يومنا المميز نقضيه معا اما في الاجازات وهي بالنسبة الينا العطلة الصيفية للمدارس فنقضي معظمها عند اهل زوجي في احدى القرى التابعة لمصيف شقلاوه حيث الهدوء والهواء العليل وقال صلاح لولا ضيق ذات اليد لقضينا اجازتنا السنوية في خارج العراق لكن ما باليد حيلة فقد سد النظام السابق ابواب الخارج في وجوهنا وجوعنا سنين طويلة واراد افهامنا بأن الاجازة مضيعة للوقت.. فكانت صحفه الصفراء تنشر مواضيع عن موظفين خدموا لاكثر من ثلاثين سنة دون ان يتمتعوا باجازة واحدة واعتبرتهم ابطالا. في حين ان تمضية اجازة ممتعة تغسل رتابة الحياة وتنشط القلب والمزاج والفكر…

للأمانه : منقول
من جريدة الصوت الأخر
العراق الحر







 

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:26 AM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية