العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > ۞ مكتبة الــوٍد الإسلامية ۞
 
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 01-03-2013, 03:36 AM   رقم المشاركة : 1
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور
۩ الفرق بين القرية و المدينة


السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

الفرق بين القرية و المدينة


سؤال.. في سورة الكهف قال الله تعالى :
{ حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ }
الكهف:77
ثم قال سبحانه :
{ وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ }
الكهف:82
لم اذا اختلفت التسمية : ( قرية ) ، ثم ( مدينة ) ؟

أولاً- لفظ ( القرية )مشتق من ( القاف والراء والحرف المعتل ) ،
و هو أصل صحيح يدل على جمع و اجتماع . و سمِّيت القرية قرية لاجتماع
الناس بها. و منه : قريت الماء في الحوض .
أي: جمعته . و النسبة إلى القَرْية : قَرَويٌّ بفتح القاف ،
و تجمع على ( قُرًى )بضم القاف ، و هي لغة أهل الحجاز ،
و بها نزل القرآن .
قال تعالى :
{ وَ تِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِداً }
الكهف:59
و لغة أهل اليمن : قِرْيَة ، بكسر القاف ، و يجمعونها على
( قِرى )بكسر القاف .
أما لفظ ( المدينة ) فهو مشتق من ( الميم والدال والنون ) ، و ليس فيه إلا
( مدينة )، على وزن : فعيلة . و منهم من يجعل الميم زائدة ،
فيكون وزنها : مَفْعِلة ، من قولهم : دِينَ . أَي : مُلِكَ . و يقال : مَدَنَ الرجل ؛
إذا أتى المدينة . وهذا يدل على أن الميم أصلية .
و قيل : مَدَنَ بالمكان : أقام به ؛ و منه سمِّيت المَدينَةُ .
و قيل : المدينة هي الحصن ، و كل أرض يُبنَى بها حِصْنٌ في وسطها
فهو مدينتها ، و تجمع على : ( مُدُن ) بضمتين ، و ( مُدْن )بضم فسكون
و تجمع أيضًا على : ( مَدائن ) ، و أصلها : ( مداين )، همزت الياء ؛
لأنها زائدة ،
ومنها قوله تعالى :
{ فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ }
الشعراء:53.
ثانيًا - إذا عرفت ذلك فاعلم أن اسم ( القرية )يطلق في اللغة ،
و يراد به ( المدينة ) ، كما يطلق اسم ( المدينة )و يراد به ( القرية ),
والدليل على ذلك قوله تعالى :
{ فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ }
فسمَّاها : قرية ، ثم قال :
{ وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ }
فسمَّاها : مدينة بعد أن سمَّاها : قرية .
و مثل ذلك قوله تعالى :
{ وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جاءَهَا الْمُرْسَلُونَ }
يس:13
ثم قال:
{ وَ جاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعى }
يس:20
فسمَّاها : مدينة ، بعد أن سمَّاها قرية ، فدل ذلك على جواز تسمية
إحداهما بالأخرى .
و من ذلك إطلاق اسم ( أم القرى )على مكة المكرمة ،
و إطلاق اسم ( القريتين )على مكة و الطائف ،
و من الأول قوله تعالى :
{ وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا }
و من الثاني :
{ لَوْلاَ نُزّلَ هذا القرءان على رَجُلٍ مّنَ القريتين عَظِيمٍ }
و قيل : سمِّيت مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة خاصة ،
وغلبت عليها هذه التسمية تفخيمًا لها ، شرَّفها الله .
ثالثًا - و من الفروق بين ( القرية ) ، و ( المدينة ) :
1- أن عدد من يسكن ( القرية ) أقل من عدد من يسكن ( المدينة ) .
و من هنا قيل : إن قلُّوا قيل لها : قرية ، و إن كثروا قيل لها : مدينة.
و قيل : أقل العدد الذي تسمَّى به قرية ثلاثة فما فوقها .
فالمدينة أوسع من القرية ، و أكبر .
2- أن لفظ ( القرية )يطلق على السكان تارة ، وعلى المسكن تارة ؛
وذلك لكثرة استعمالهم لهذا اللفظ و دورانه في كلامهم.
قال الراغب : القرية اسم للموضع الذي يجتمع فيه الناس ، و للناس جميعًا ،
و يستعمل في كل واحد منهما .
قال تعالى :
{ وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ }
يوسف:82
قال كثير من المفسرين معناه : أهل القرية .
و قال بعضهم : بل القرية ههنا القوم أنفسهم .
وعلى هذا قوله :
{ وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً }
و قال :
{ وَ كَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِّن قَرْيَتِكَ }
محمد:13 .
و قوله :
{ وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ و َأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ }
هود:117
فإنها اسم للمدينة .
و حُكِي أن بعض القضاة دخل على علي ابن الحسين رضي الله عنهما ،
فقال : أخبرني عن قول الله تعالى :
{ وَ جَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً }
سبأ:18
ما يقول فيه علماؤكم ؟
قال : يقولون : إنها مكة ،
فقال : و هل رأيت ؟
فقلت : ما هي ؟
قال : إنما عنى الرجال ،
فقال : فقلت : فأين ذلك في كتاب الله ؟
فقال : ألم تسمع قوله تعالى :
{ وَ كَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ .. }
الطلاق:8
رابعًا - بقي أن تعلم أن الله تعالى عبَّر في قوله :
﴿ حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ ﴾ عن ( المدينة ) بلفظ ( القرية ) ؛ لأنه أدلُّ على
الذم ؛ لأن معناه يدور على الجمع الذي يلزمه الإمساك ، فكان أليق بالذم
في ترك الضيافة . ففيه إشعار ببخلهم حالة الاجتماع ، و بمحبتهم للجمع
و الإمساك . ثم وصف القرية بقوله : { اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا } ؛
ليبين أن لها مدخلاً في لؤم أهلها . و عن النبي صلى الله عليه و سلم :
( كانوا أهل قرية لئامًا ).
و أظهر في قوله :﴿ أَهْلَهَا ﴾ ، و لم يضمر، فيقول : ( استطعماهم ) ؛
لأنهما استطعما بعض أهلها الذين أتياهم، فجيء بلفظ ( أهلها )
ليعم جميعهم ، و أنهم يتبعونهم واحدًا واحدًا بالاستطعام . و لو كان التركيب
( استطعماهم ) ، لكان عائدًا على البعض المأتي .
ثم قال تعالى :
{ وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ }
فعبَّر عنها بلفظ ( المدينة ) ؛ لإظهار نوع اعتداد بها، باعتداد ما فيها
من اليتيمين ، وأبيهما الصالح .
و لما كان سوق الكلام السابق على غير هذا المساق عبَّر بلفظ ( القرية )
فيه ، دون لفظ ( المدينة ) .






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:17 AM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية