![]() |
۩ الفرق بين القرية و المدينة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة الفرق بين القرية و المدينة سؤال.. في سورة الكهف قال الله تعالى : { حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ } الكهف:77 ثم قال سبحانه : { وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ } الكهف:82 لم اذا اختلفت التسمية : ( قرية ) ، ثم ( مدينة ) ؟ أولاً- لفظ ( القرية )مشتق من ( القاف والراء والحرف المعتل ) ، و هو أصل صحيح يدل على جمع و اجتماع . و سمِّيت القرية قرية لاجتماع الناس بها. و منه : قريت الماء في الحوض . أي: جمعته . و النسبة إلى القَرْية : قَرَويٌّ بفتح القاف ، و تجمع على ( قُرًى )بضم القاف ، و هي لغة أهل الحجاز ، و بها نزل القرآن . قال تعالى : { وَ تِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِداً } الكهف:59 و لغة أهل اليمن : قِرْيَة ، بكسر القاف ، و يجمعونها على ( قِرى )بكسر القاف . أما لفظ ( المدينة ) فهو مشتق من ( الميم والدال والنون ) ، و ليس فيه إلا ( مدينة )، على وزن : فعيلة . و منهم من يجعل الميم زائدة ، فيكون وزنها : مَفْعِلة ، من قولهم : دِينَ . أَي : مُلِكَ . و يقال : مَدَنَ الرجل ؛ إذا أتى المدينة . وهذا يدل على أن الميم أصلية . و قيل : مَدَنَ بالمكان : أقام به ؛ و منه سمِّيت المَدينَةُ . و قيل : المدينة هي الحصن ، و كل أرض يُبنَى بها حِصْنٌ في وسطها فهو مدينتها ، و تجمع على : ( مُدُن ) بضمتين ، و ( مُدْن )بضم فسكون و تجمع أيضًا على : ( مَدائن ) ، و أصلها : ( مداين )، همزت الياء ؛ لأنها زائدة ، ومنها قوله تعالى : { فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ } الشعراء:53. ثانيًا - إذا عرفت ذلك فاعلم أن اسم ( القرية )يطلق في اللغة ، و يراد به ( المدينة ) ، كما يطلق اسم ( المدينة )و يراد به ( القرية ), والدليل على ذلك قوله تعالى : { فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ } فسمَّاها : قرية ، ثم قال : { وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ } فسمَّاها : مدينة بعد أن سمَّاها : قرية . و مثل ذلك قوله تعالى : { وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جاءَهَا الْمُرْسَلُونَ } يس:13 ثم قال: { وَ جاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعى } يس:20 فسمَّاها : مدينة ، بعد أن سمَّاها قرية ، فدل ذلك على جواز تسمية إحداهما بالأخرى . و من ذلك إطلاق اسم ( أم القرى )على مكة المكرمة ، و إطلاق اسم ( القريتين )على مكة و الطائف ، و من الأول قوله تعالى : { وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا } و من الثاني : { لَوْلاَ نُزّلَ هذا القرءان على رَجُلٍ مّنَ القريتين عَظِيمٍ } و قيل : سمِّيت مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة خاصة ، وغلبت عليها هذه التسمية تفخيمًا لها ، شرَّفها الله . ثالثًا - و من الفروق بين ( القرية ) ، و ( المدينة ) : 1- أن عدد من يسكن ( القرية ) أقل من عدد من يسكن ( المدينة ) . و من هنا قيل : إن قلُّوا قيل لها : قرية ، و إن كثروا قيل لها : مدينة. و قيل : أقل العدد الذي تسمَّى به قرية ثلاثة فما فوقها . فالمدينة أوسع من القرية ، و أكبر . 2- أن لفظ ( القرية )يطلق على السكان تارة ، وعلى المسكن تارة ؛ وذلك لكثرة استعمالهم لهذا اللفظ و دورانه في كلامهم. قال الراغب : القرية اسم للموضع الذي يجتمع فيه الناس ، و للناس جميعًا ، و يستعمل في كل واحد منهما . قال تعالى : { وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ } يوسف:82 قال كثير من المفسرين معناه : أهل القرية . و قال بعضهم : بل القرية ههنا القوم أنفسهم . وعلى هذا قوله : { وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً } و قال : { وَ كَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِّن قَرْيَتِكَ } محمد:13 . و قوله : { وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ و َأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ } هود:117 فإنها اسم للمدينة . و حُكِي أن بعض القضاة دخل على علي ابن الحسين رضي الله عنهما ، فقال : أخبرني عن قول الله تعالى : { وَ جَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً } سبأ:18 ما يقول فيه علماؤكم ؟ قال : يقولون : إنها مكة ، فقال : و هل رأيت ؟ فقلت : ما هي ؟ قال : إنما عنى الرجال ، فقال : فقلت : فأين ذلك في كتاب الله ؟ فقال : ألم تسمع قوله تعالى : { وَ كَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ .. } الطلاق:8 رابعًا - بقي أن تعلم أن الله تعالى عبَّر في قوله : ﴿ حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ ﴾ عن ( المدينة ) بلفظ ( القرية ) ؛ لأنه أدلُّ على الذم ؛ لأن معناه يدور على الجمع الذي يلزمه الإمساك ، فكان أليق بالذم في ترك الضيافة . ففيه إشعار ببخلهم حالة الاجتماع ، و بمحبتهم للجمع و الإمساك . ثم وصف القرية بقوله : { اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا } ؛ ليبين أن لها مدخلاً في لؤم أهلها . و عن النبي صلى الله عليه و سلم : ( كانوا أهل قرية لئامًا ). و أظهر في قوله :﴿ أَهْلَهَا ﴾ ، و لم يضمر، فيقول : ( استطعماهم ) ؛ لأنهما استطعما بعض أهلها الذين أتياهم، فجيء بلفظ ( أهلها ) ليعم جميعهم ، و أنهم يتبعونهم واحدًا واحدًا بالاستطعام . و لو كان التركيب ( استطعماهم ) ، لكان عائدًا على البعض المأتي . ثم قال تعالى : { وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ } فعبَّر عنها بلفظ ( المدينة ) ؛ لإظهار نوع اعتداد بها، باعتداد ما فيها من اليتيمين ، وأبيهما الصالح . و لما كان سوق الكلام السابق على غير هذا المساق عبَّر بلفظ ( القرية ) فيه ، دون لفظ ( المدينة ) . |
و قيل : لما كانت ( المدينة )بمعنى : الإقامة ، كان التعبير بها هنا أليق ؛ للإشارة به إلى أن الناس يقيمون فيها ، فينهدم الجدار وهم مقيمون ، فيأخذون الكنز ؛ و لهذا قال : ( في المدينة ) . و أما التعبير عن ( القرية )بـ( المدينة ) في قوله تعالى : { وَجاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعى } يس:20 بعد قوله : { وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جاءَهَا الْمُرْسَلُونَ } يس:13 فللإشارة إلى السعة ؛ إذ كانت قرية واسعة ممتدة الأطراف ، بدليل أن الرجل جاء يسعى من أقصاها . أي : من أبعد مواضعها ؛ و لذلك عبَّر عنها هنا بلفظ ( المدينة )بعد التعبير عنها بلفظ ( القَرْيَة ).. و الله تعالى أعلم ! |
جزاك الله خير الجزاء يعطيك ربي ألف عافيه طرح رآئع وتواجد مميز ننتظر مزيد من العطاء ودي وتقديري |
بارك الله فيج وجزاج الله الخير
وجعله في ميزان حسناتج |
اقتباس:
يسعدلي قلبك ويسلمووو ع الحضور الرآئع بصفحتي وجزاك الله كوول خير وصحة وسعادة يااااااارب تقبلي شكري تقديري واحترامي مع تحياتي قلب الزهور بباي |
اقتباس:
يسعدلي قلبك ويسلمووو ع الحضور الرآئع بصفحتي وجزاك الله كوول خير وصحة وسعادة يااااااارب تقبلي شكري تقديري واحترامي مع تحياتي قلب الزهور بباي |
جزاك الله خير على المعلومه وجعله بموازين حسناتك
|
اقتباس:
يسعدلي قلبك ويسلمووو ع الحضور الرآئع بصفحتي وجزاك الله كوول خير وصحة وسعادة يااااااارب تقبلي شكري تقديري واحترامي مع تحياتي قلب الزهور بباي |
الساعة الآن 09:55 PM. |