الغالي والقريب ........
الذي لا يقف موقف المجامل في مواضيعي ولا يكترث لما يدور من حوله
مهما بلغت الأخطار....
سجين العناد قائد الكبرياء من داخل الذات ..
تعلمتك وعلمتك فأنا من وضع القواعد وشيد المراكب ووضع الأشرعة وقاد الركب في وسط هذه الأمواج العاتية
ولكن لم أستطع أن أعلمك شيئاً عني أو أسرد لك بعض ما يعكر صفوي
ألد الأعداء إلى قلبي ..... هو (( الهجر ))
وأقسى الفصول إلى جسدي هو (( الشتاء ))
ولك أن تستوقف نفسك وتحاسبها وتأنبها كثيرا لأنها تهفو وقد تسلك
الزلل وهذا ما يسمى تأنيب الضمير ... فليس لأحد أن يوقفك ساعتها
ويقول لك توقف ما عساك فاعلا بها ... ؟؟
دعني أقف واسترسل مع كلماتك ..
في طرحك عزيزي مسارين أولهما ما تحدثت به حول الاختيار والانتقاء كيفتها وما لها وعليها ..
والآخر أعتقد ينصب ( وللأسف ) في ختام موضوعك .. الذي أخذ نصيبا لا بأس به من الســرد
كل المسارين ينصبان في قالب واحد .. وهما مكملان لما أردت
الوصول إليه فأنا دائما أتعلم من الغير فكل مخلوق معلمي المفضل
علق صاحب محل لبيع الأسماك لوحا على بابه مكتوب عليه
( طغام للأسماك ) ولاحظ أحد زبائنه الخطأ فسأله ألم ينبهك أحد إلى هذا الخطأ فقال التاجر نعم فقد دخل كثيرون ينبهوني فلم يخرج منهم أحد إلا وقد ابتاع شيئا ..
هل تعتقد أن الفتاه قادرة
على اتخاذ قراراتها لوحدها بدون الــركون ( لا الرجــوع ) إلى ذويها ) .. إن كانت الفتاة ترجع لمشورة والديها فهذا ليس بمستغرب ( قشه ويتناولها البعـير ) إما وإن ضربت بالضوابط
والعرف القائم على ( إحتــرام الوالدين والإخوه ) عرض الحائط ، فهذه بمثابة القشة التي ستقصم ظهر ذالك البـعير ..!
دعني أتناول سؤالك بالتفصيل ومن كل الجهات ..
بدون ذكر جنس معين داخل الأسرة ... وهل هو قادر أم لا في
اتخاذ القرار فهذه المسألة يصعب الحكم فيها لأن فاقد الشيء لا يعطيه
فالأسرة هي التي تربي وتدعم وتغرس الصفات الخارقة في نفس
الفرد الذي عاش فيها .. فعندما ينشأ الإنسان في أسرة يغيب فيها
الحوار ويكون نظامها الدكتاتورية تكون بيئة نووية ضعيفة وبالتالي
تنتج لنا شخصا مهزوز الثقة لا يستطيع أن يحدد في حياته شيء
بل سوف تكون حياته خبط عشواء هل سوف تطالبه بأن يصيب
وقد فقد من يطور قدراته ويوظفها كي يكون شخصا ناجحا ..
أما إذا كانت بيئته عكس السابق في إحياء الحوار والتقبل
والاستماع للرغبات فسوف يكون شخصا عقلانيا يستمع
لأسرته لأنهم استمعوا له وحاوروه واحترموا وجهة نظرة
وقراراته فبتالي سوف يأخذ منهم ما وضعوه له بعد قراره
فهو الآن شخص قادر على اتخاذ قراراته بنفسه بشكل
يتماشى مع بيئته ولا يخرق عاداته وتقاليده ..
لأنه أصبح يعلم ما له وما عليه ..
أما من زاوية أخرى فالبنت أو الولد مرتبطين ارتباط كلي
بذويهم فأنا لم أنكر حق الرجوع إلى الوالدان والأخوة
لأني لم أركز على خلق ثورة داخل الأسرة ..
ولكن من حق البنت أو الولد اتخاذ قراراتهم بأنفسهم
ومن حقهم أن نستمع لهم وأن نحاورهم كي يحسوا بكيانهم
وأهميتهم بين ذويهم ومن ثم نظهر لهم السلبيات التي
تترتب على قراراتهم لأنه قد تغيب عنهم أشياء كثيرة ..
ولأنهم كانوا يفكرون بصفاء نية بعيدا عن العواقب مستقبلا
فتتضح لهم الصورة كاملة وتصبح جليه أما أعينهم
سوف يكون القرار لهم بعد أن نخيرهم ببدائل تكون قريبة
من نفس قرارهم الأول وعندما نكون قريبين جدا من أرواحهم
نستطيع أن نغير ما اتخذوه بشكل إيجابي وتكفي الكلمة الطيبة
التي سوف توقع بسور الصين العظيم ..
.................................................. ....
استحضر ما قاله انشتاين
أن يكون لكل ٍ منا قاعدته الخاصة فلا يتقيد
بآراء الآخرين ..
ولعلي أنا أيضا استحضر ما قاله فولتير :
قد أختلف معك , لكني على استعداد لأن أسفك
دمي مقابل حقك في الدفاع عن نفسك ..