كما أن المرأة أم للدعاة والمصلحين.... وهي زوجة لهم .. فالمرأة أيضا داعية في موقعها ومع بنات جنسها.... وهذا الدور الدعوي يتأكد ويتزايد في هذه المرحلة التي نعيشها
إن كثيرا من فتيات المسلمين في مراحل التعليم اللاتي يعانين ما يعانين من نتائج الحملة الشرسة التي تشن على المرأة المسلمة في عفافها ودينها وفي حيائها وفي أمور حياتها
يقابلن كل صباح من تدرسهن وتربيهن في المدرسة ولن تعدم مدارس المسلمين وجامعاتهم من مدرسة صالحة وفية ومن امرأة داعية مخلصة صادقة ناصحة
ولو قمن بدورهن وواجبهن لكانت المدارس والجامعات ميدانا للتربية والتنشئة والإصلاح فهل تدرك المعلمة وهي تتحمل أمانة التدريس وعبء التربية أن دورها يتجاوز بكثير تلك الأسطر التي تقرؤها في الكتاب المدرسي ثم تعيد بعد ذلك إلقاءها على فتياتنا
إن لها دورا أكبر من ذلك وجهدا أعظم من هذا، ولا يسوغ بحال أن يقف دور المرأة على تلقين التلميذات معلومات جافة وهي تعلم أنهن يعانين ما يعانين
إن الفتاة المسلمة في عرض العالم الإسلامي وطوله قد أصبحت ضحية المجلة الهابطة والفلم الساقط، وضحية مؤامرة شنيعة تدبر لها لتلحق بنساء الغرب وتسير وفق طريقهن لتسلك طريق الهاوية والدمار والهلاك
وبلادنا يرد إليها أكثر من خمسين مجلة تهتم بالمرأة والأسرة وهي مجلات تنحى المنحى الغربي الساقط وقد لا يمنعها من الإسفاف والوقاحة إلا رغبتها في مزيد من الانتشار وإسماع الصوت
وهذه الصحف والمجلات تتاجر بالغرائز وتثري أصحابها على حساب فضيلة وعفة من يقرؤها ويقتنيها
وتلك الأفلام من ينظر إليها ويستمع ما فيها ؟ وتلك الأصوات النشاز التي تتحدث إلى المرأة عن قضيتها وباسمها دون وكالة شرعية ولا تملك أدنى مؤهل يؤهلها إلى ذلك من يسمعها إلا الفتاة المسلمة هنا وهناك
وهي حين تعيش في هذا المجتمع.... وتقرأ تلك الأحرف وتسمع تلك الأصوات وترى تلك المشاهد.... تبحث عمن يوجهها ويأخذ بيدها وينقذها من هذا الطريق المظلم الذي تقاد إليه
فممن تسمع الصوت الناصح؟ وممن تتلقى التوجيه إن لم يكن من معلمتها ، فهي التي تعلمها وتلقي عليها الدرس صباح مساء
إن المدرسة والمربية حين تريد أن تصل إلى أداء دور فعال في التربية والتنشئة والإصلاح والتقويم.... تكون بحاجة إلى أن ترتقي أكثر في أسلوب الخطاب ولغة التوجيه والحديث
فينبغي أن تتجاوز تلك اللغة التي لم تعد المرأة تعرف فيها إلا الحديث عن بعض القضايا التي تخص الفتاة أو المخالفات التي تقع فيها النساء فهي حين تسمع حديثا يخصها تنتظر أن تسمع حديثا عن الحجاب والتحذير من السفور وعن قوامة الرجل وعن اختلاطها بالأجانب وعن اللبس المحرم وعن السماع المحرم وعن الكلام المحرم وغير ذلك....
وهو حديث لابد أن تسمعه ولا يجوز أبدا أن يقلل من قيمته وشأنه.... لكن أليس هناك أمور أخرى ينبغي أن تعرفها المرأة؟ أليست الفتاة بحاجة إلى أسلوب آخر ومواضيع أخرى تتعلمها؟
وفي موطن أمر-صلى الله عليه وسلم- النساء بالصدقة وأخبرهن أنهن من أكثر أهل النار وأمرهن أن يتصدقن ولو بالقليل.
والمقصود أنه لا ينبغي أن يقتصر على هذا اللون من الخطاب ولا ينبغي أن لايعرف الناس عن قضية المرأة إلا الحجاب و النقاب والمنع من اللباس الفاضح والاختلاط بالرجال
إن الفتاة التي تتهاون بأمر الله سبحانه وتعالى ستتهاون بالحجاب وهي تعلم تمام العلم وتوقن تمام اليقين أن هذا السلوك مخالفة لأمر الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- وأنه لا يرضي الله سبحانه وتعالى
فلو خوطبت بلغة أخرى وسعت الداعية والمدرسة والمربية والموجهة إلى أن يغرسن الإيمان في قلوب الفتيات ويذكرنهن بالله سبحانه وتعالى واليوم الآخر حتى تصبح الفتاة تخشى الله سبحانه وتعالى وتخافه وتبتغي مرضاته عز وجل
وتدرك تمام العبودية والخضوع لله تعالى سترى أن الحجاب والعفاف لباس عز وشرف لأنه استجابة لأمر الله سبحانه وتعالى وعبودية له عز وجل
فتفتخر الفتاة وتعتز بأن ترتدي هذا الحجاب.... وبأن تمتنع عن هذا اللباس وهذا السلوك وتتجنب ذلك الموقف
إنها تعتز بمثل هذه المواقف وترى أنها تمثل عبودية لله سبحانه... وأن هذا يزيدها رفعة وشرفا وفخرا..... إن المرأة تتعلق بالمظاهر وتفتتن بالزينة وتسعى إليها .......وأن زينة الإيمان هي أعلى زينة وأتم ويغرس هذا المعنى في نفسها وينمى لديها بالكلمة المؤثرة والقدوة وسائر أساليب التربية
فإنها تنطلق لأمر الله سبحانه وتعالى راغبة راضية متوجهة إليه لا أن تتوجه إليه وهي تؤطر إليه أطرا
وثمت جانب آخر له أهميته..... وهو أن فتياتنا وشبابنا يعيشون أزمات هي جزء من نتائج هذه الأزمة الموجهة إلى الأمة..... وهم جميعا يحتاجون إلى من يوجههم من منطلق واقعهم خاصة في مرحلة الشباب
فالفتاة بحاجة إلى أن تسمع من المعلمة التي ترى أنها تعرف واقعها وتدرك مشكلاتها وتعي حقيقة معاناتها..... فتحدثها بلغة واقعية وبلغة العارفة المدركة لواقعها..... وتطرح عليها الحلول العملية
وليست تلك الحلول المثالية والمغرقة في الخيال.... ولا تلك الحلول التي ترى أنها لا تتناسب معها....... وتتحدث معها بكل صراحة ووضوح فهي حين تسمع هذا وتنصت إلى مثل هذا الخطاب
فإنها حينئذ تدرك أنها تستمع لصوت يجمع بين المصارحة والشفقة والعلم والوعي والمعرفة بالواقع... فهذا أدعى للاستجابة وأدعى أن تؤتي هذه الجهود بإذن الله عز وجل ثمرتها وبركتها
إان على المرأة في قطاع التعليم أو غيره وفي أي ميدان كانت دورا لا يمكن أن يقوم به غيرها فحين تقوم المرأة بتحمل أمانتها ودورها ومسؤوليتها فإنها تبلغ كلمة لا يستطيع الرجال أن يبلغوها
وتخاطب من لا يستطيع الرجال أن يخاطبوها ، فهل تدر ك المرأة الداعية عظم الأمانة والمسؤولية التي حملها الله إياها
إن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد قال: "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان"
والله سبحانه قد وصف الأمة بأنها أمة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وأخبر أن هذا مناط خيريتها : {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله} وخطاب الشرع يعم الرجال والنساء.. فنحن أمة أمارة بالمعروف .. ناهية عن المنكر .. قائمة بالحق .. داعية إلى الله سبحانه وتعالى
فعلى الداعية تحمل هذه الأمانة، والقيام بدورها..... وإبلاغ الكلمة لبنات جنسها سواء كن طالبات أو كن صديقات أو قريبات... ولكل من تلقاهن ......ولا تيأس ولا تعجز من أن تبلغ كلمة أو تأمر بخير أو تنهى عن منكر..... فالأمة أحوج ما تكون إلى دورها، وإلى أن يتكاتف المسلمون جميعا و يحملوا الأمانة جميعا ويدركوا أنها أمانة لا تخص طائفة دون طائفة
أسأل الله تعالى للمسلمات الستر والعفاف والحياء وأن يرزقهن الزوج الصالح الناجح والذرية الصالحة .. إن الله سبحانه وتعالى سميع قريب مجيب .
وصلى الله على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه وسلم
أعتذر للجميع لتأخري عن الرد وخصوصا الأخ راكان وإن كانت الأخت حلم قد ردت نيابة عني لكن يبقى موضوعك أخي راكان متميزا وأرجوا أن تصوغه في فكرة جديدة لعرضه لفائدة
أخت حلم لك الشكر والتقدير على طلبك نقل الموضوع وتثبيته فتحمليننا مسؤلية لسنا أهلها وأسألأ الله أن يجعلني خير مما تظنون ويغفر لي ما لا تعلمون
الاخت نجد الاسلام أنت لك أجمل تحية وتقدير ياداعية الخير وياوجه الخير سلمت يمينك التي كتبت تلك الأحرف
الأخ متأمل لله كم نحبك في الله دون أن أراك أو أعرفك إنما احببت قلمك المبدع ودعوته للخير.......جزاك الله عني خير الجزاء
لايسعني في هذه العجالة إلا أن أتقدم بالشكر والتقدير لكاتب الموضوع حفظه الله الأخ العزيز بقايا جروح .. والذي لم يدع لنا مجالا في التعليق .. ذلكم لأن الموضوع قد شمل الذي كنت أود كتابته .. لكني أكتفي بالدعاء لأخي العزيز ..
بأن يجزيه الله خير الجزاء .. وأن يوفقه في دينه ودنياه ...
بارك الله فيك وفي أختنا حلم التي أكرمتنا بنقل هذا الموضوع إلينا ..
وأحب أن أنوه أنه لاينبغي الاستئذان في مثل هذه الأمور وبالعكس نعين ونعاون على تثبيت مثل هذه المواضيع المشعة بالنور ...
وفق الله الجميع .. وشكر الله لكم جميعا ..
لك جزيل الشكر موضوع غاية في الروعه و يدعم من تقرأه بالفائده سلمت يدااك و جزيت خيراً و جعله الله في ميزان حسناتك متمنيه لك دوام الصحه و العافيه و بالتوفيق الدائم إلى الأمام أخي الكريم .