العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > ۞ مكتبة الــوٍد الإسلامية ۞
 
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 16-03-2007, 06:30 PM   رقم المشاركة : 1
مرحبا بالجميع
Band
 





مرحبا بالجميع غير متصل

الظلمُ مرتـَعُهُ وخيمٌ

الظلمُ مرتـَعُهُ وخيمٌ

الحمدُ لله ِالقائل ِفي محكم ِالتنزيل ِ:

( وَعَنتِ الوجوهُ للحيِّ القيُّوم ِوقدْ خابَ مَن حَملَ ظلماً {111} ومَن يعملْ منَ الصالحاتِ وهوَ مؤمنٌ, فلا يخافُ ظلماً ولا هَضما {112} ) طه .

عَنـَت، منَ العناءِ والشِّـدَّةٍ:

بمعنى التعب, وحُـقَّ ذلك,لأنـَّهُ موقفٌ مَهيبٌ من أهوال ِيوم ِالقيامة .

عَنـَتِ الوجوهُ للحيِّ القيوم:

أي:خشعَتْ واستأسَرَتْ, ذلـَّتْ وخضَعتْ، واستسلمتْ للهِ الواحِدِ القهار.

وقدْ خابَ مَنْ حملَ ظلماً:

أي: خابَ وتعِسَ منَ الحرمان ِوالخُسران ِمَن جاءَ يومَ القيامةِ وقد امتلأ جرابُهُ ظلم .

إخوتي في الله :

الظـُّلمُ : منَ الظـُّلمةِ نقيضَ النـُّورِ, وهوَ الجَوْرُ ومجاوزة ُالحدِّ , والظلمُ لغة ً: هو وضعُ الشيءِ في غيرِِ موضعهِ .

ومن أمثال ِالعربِ:

مَن ِاسترعى الذئبَ فقد ظلم،

هذا في حقِّ العَجمَاءِ ( أي:ألبهيمة ) فكيفَ بمن رضيَ بذِئابِ الغـَضَى , { اشرس أنواع الذئاب } تنهَشُ لحومَ خيرِ مَنْ سبَّحَ فوقَ الثرى ، وأيَّدَهُم وبايعَهُم برِضا.

ومَن يَعمل منَ الصالحاتِ وهوَ مؤمن:

أي: من وقرَ الإيمانُ قلبَهُ, وصدَّ قهُ العملُ الصَّالحُ الخالصُ والصحيحُ الموافقُ للكتابِ والسُّـنـَّةِ , فلا يخافُ ظلماً ولا هضماً: أي : أن يعاقِبَهُ الله ُبذنوبِ غيرِهِ, أو أن يزيدَ في سيئاتِهِ .

ولا هَضماً: الهضمُ هو النقصُ, أي: لا يُنقـَصُ من حسناتِهِ, ولا يُطرَحُ عليهِ سيئاتُ غيرِهِ, فتعالى اللهُ عَن ذلك عُلوَّاً كبيرا، لأنَّ اللهَ تبارك وتعالى مِن أسمائِهِ وصفاتِهِ العادلُ،
ولقد وصفَ نفسَهُ بقولِهِ: ( إنَّ اللهَ لا يظلِمُ مِثقالَ ذرَّةٍ {40} ) النساء .

وفي الحديثِ القدسيِّ قولـُهُ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ فيما يرويهِ عنْ ربِّهِ :

( يا عبادي إنـِّي حرَّمتُ الظلمَ على نفسي وجَعلتـُهُ بينكـُم مُحرَّماً فلا تظالموا )
يعني أنهُ مَنعَ نفسَهُ منَ الظلم ِلعبادِهِ كما قالَ عزَّوجل:

( إنَّ اللهَ لا يَظلِمُ النـَّاسَ شيئا ولكنَّ النـَّاسَ أنفسَهُم يظلمُون{44} ) يونس

وكذلكَ حرَّمَ الظلمَ على عبادِهِ ونهاهُمْ أنْ يَتظالموا فيما بَينـَهُم, فحَرامٌ على كلِّ عبدٍ أن يَظلِمَ غيرَه,

مَعَ أنَّ الظلمَ في نفسهِِِ محرَّم ٌمطلقا,

وواقِعُهُ: إمَّا أنْ أكونَ ظالِماً، أي: يَحصُلُ الظلمُ مِني ،

أو أن أكونَ مَظلومَاً، أي: يقعُ الظلمُ عليَّ ،

وأدنى درجاتِ الظلم ِحرامٌ , كقولهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ في حِجَّةِ الوَداع :

( إنَّ دِماءَكـُم وأموالـَكـُم وأعراضَكـُم عليكـُم حرَام ..... إلى أن قال: اسمعوا منِّي تعيشوا, ألا لا تظالموا, ألا لا تظالموا, ألا لا تظالموا, إنـَّهُ لا يَحِلُّ مالُ امريءٍ مسلم ٍ إلاَّ عن طيبِ نفس ٍمِنه )

فلا تستهينوا بالظلم ، فأقلُّ درجاتِهِ إثمٌ ومعصية ٌ, كقولهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ:

( مَطلُ الغنيِّ ظلم )

وأعلى درجاتُ الظلم ِأن يظلِمَ الإنسانُ نفسَهُ فيورِدَها النـَّارَ وقد استبدلَ الكفرَ بالإيمان ِفيَصِلُ بها إلى الكفرِ والشركِ، قالَ تعالى :

( والكافرونَ هُمُ الظالِمون {254} ) ألبقره .

وقولِهِ : ( إنَّ الشِركَ لظلمٌ عظيم {13} ) لقمان .

هذا واقِعُ الظالِم ِلنفسِِِِِهِ, وقد حذرَهُ اللهُ عاقِبة َأمرهِ بقولِهِ :

( والظالِمينَ أعدَّ لهُم عذاباً أليما {31} ) الإنسان .

أمَّا حالُ المظلوم ِالذي يقعُ الظلمَ عليهِ فموعودٌ بالفرج ِ, لقولِهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ :

( ثلاثة ٌ لا تـُرَدُّ دعوَتهُم: الإمامُ العادلُ, والصَّائمُ حتى يُفطر, ودعوة ُ المظلوم ِفإنـَّها تـُرفعُ فوقَ الغمام ِويقولُ لها الرَبُّ جلَّ وعلا، وعزَّتِي وجَلالِي لأنصُرَنـَّـكِ ولو بعدَ حين )

هذا واقعُ الظلم ِبشِقـَّيهِ: الظالِمُ لنفسِهِ, والمَظلوم .

أيـُّها الإخوة ُالعقلاء:

الذي أردتُ أن أبيِّنهُ في هذهِ العُجالةِ أنَّ المظلومَ يكونُ أحياناً ظالِماً لِنفسِهِ, مِن حيثُ يدري أولا يدري, وهذا نـُصحِي لكم وتذكيري وتحذيري !

فمَن أيَّدَ الفجَّارَ والفسَّاقَ والظـُّلام َأو سَكتَ عنهُم فهو إذن مِثلهُم، وشريكاً لهم في بغيهم .

قال تعالى: ( ولا تكن للخائِنينَ خصيماً {105} ) النساء . أي: مُخاصِماً عَنهُم, مجادِلاًَ لِلمُحِقـِّينَ بسببهم, كأن تجعلَ من نفسِكَ بُوقاً لهُم تدافِعُ عَنهُم, تقولُ ما يقولون, وتفعلُ ما يفعلون .

ويقولُ أيضاً:

( ولا تركنوا إلى الذينَ ظـَلموا فتمَسَّكـُمُ النـَّار{113} ) هود .

أي: لا تميلوا إلى الظـَّلمَةِ مِنَ الأمراءِ والحُكـَّام ِِوأعوانِهـِم فتمَسَّكُم نارُ جهنـَّم .

والرُّكونُ: هوالميلُ اليسيرُ, أي: لا تميلوا إليهم أدنى مَيل ٍفتمَسَّكُمُ النارُ برُكونِكُمْ إليهم .

إخوتي وأحبَّـتي:

إذا كانَ الرُكونُ اليَسيرُ يُهلِكُ صاحِبَهُ !!

فما ظنـُّكـُم بالرُكون ِإلى الظالِمينَ المَوسُومينَ بالظـُلم ِوالميل ِإليهم كلَّ المَيل ِ!!


قالَ ابنُ عباس ٍرضيَ اللهُ تعالى عنهما : ( إنـَّها عامـَّة ٌ في الظلمَةِ من غيرِ فرق ٍ بينَ كافرٍ ومسلم ) .

وقالَ الطبريُّ في تفسيرِهِ:

هذهِ الآية ٌدالة ٌعلى هِجران ِأهل ِالكفرِ والمعاصي .

وقالَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ :

( سَيكونُ أمراءُ تعرفونَ وتنكِرون, فمَن نابَذهُمْ نجا, ومَن ِ اعتزَلهُمْ سَلِم, ومَن خالطهُم هَلك)

وقال:

( إنَّ الناسَ إذا رَأوُا الظالِمَ فلم يأخذوا على يَديهِ أوشكَ أن يَعُمَّهُمُ اللهُ بعِقاب)


وقالَ أيضاً :

(مَن رأى سُلطاناً جائِراً، ناكِثاً لِعَهدِ اللهِ , مُستحِلاَ ً لِحُرَم ِاللهِ, عامِلا ًفي عِبادِ اللهِ بالإثم ِوالعُدوان ِولمْ يُنكِرعليهِ بقول ٍولا فِعل ٍ كانَ حقاً على اللهِ أنْ يُدخِلـَهُ مُدخـَلهُ )

فباللهِ عليكم مَن مِنكم يُريدُ أن يَدخلَ مُدخلَ هؤلاء ِالحُكام الفسَّاق ِالفجَّارِ الظـُّلام ِ!!

إذن لا بد من ذكرهم وفضح أقوالهم وأعمالهم وتصرفاتهم , ليعرفهم الناس على حقيقتهم , فلا ينغروا بهم .

وقالَ أيضاً:

( يَكونُ في آخِرِ الزمان ِ أمراءُ ظلمة ٌ, وَوُزراءُ فسقة ٌ, وقضاة ٌخونة ٌ, وفقهاءُ كذبة ٌفمَن أدركهُم فلا يَكوننَّ لهُم عريفاً ولا شُرَطياً ولا حاجباً ولا خازِناً )
.

وقالَ مُحذراً:

( كلاَّ واللهِ لتأمُرُنَّ بالمَعروفِ ولتنهَوُنَّ عَن المنكرِ, ولتأخـُذنَّ على يدِ الظالم ِ ولتـَأطـُرُنـَّه ُ على الحقِّ أطراً أو لتـَقصُرُنـَّهُ على الحقِّ قصراً، أو ليضرِبَنَّ اللهُ بقلوبِ بَعضِكـُم بعضاً ثمَّ ليَلعَنـَكـُم كما لعَنـَهُم ) .

فمُرُوا بالمعروفِ وانهَوا عن ِالمُنكرِ، لا تخشَوْا في اللهِ لومََة َلائِم , فاللهُ لا يقبلُ الإنِكارَ بالقلبِ مَعَ استِطاعةِ الإنكارِ باللسان
وصدقَ اللهُ:

( فلا تقعُد بَعدَ الذِكرى مَعَ القوم ِالظالِمين {68} ) الأنعام .
فكونوا مِمَّن عَرَفَ المُنكرَ وأنكر, ولا تكونوا مِمَّن أيَّدَ المنكرَ وَأقر.

وقالَ مُحَذراًالظالمينَ:

(ولا تحسَبَنَّ اللهَ غافِلا ًعمَّا يَعملُ الظالِمون, إنما يُؤخرُهُم ليَوم ٍتشخصُ فيهِ الأبصارُ {42} مُهطِعينَ مُقنِعي رُؤوسِهم لا يَرتدُّ إليهم طرفـُهُم وأفئِدَتـُهُم هواء {43}) إبراهيمُ .

وفي الخِتام ِمِسكُ الخِتام ِ, قولُ اللهِ تباركَ وتعالى بحَقِّ المُؤمنين:

( والذينَ إذا فعلوا فاحِشة ًأو ظلموا أنفسَهُم ذكروا الله َفأستغفـَروا لِذنوبهـِم، ومَن يغفرُ الذنوبَ إلاَّ اللهُ ولم يُصرُّوا على ما فعلوا وهم يعلمون{135} )
آل عمران .







 

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:32 AM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية