أيها العراقيون ارفعوا رؤوسكم فلقد اقترب النصر
((( وجهة نظر منقوله )))
5
4
3
2
1
هذه الأيام، وفي ذكرى الغزو الصهيو- ايراني - أمريكي للعراق، من حقنا أن نفتخر أكثر مما مضى بكوننا عراقيين، بعد أن بطحنا أقوى ثور استعماري في التاريخ وأشدها شراسة ووحشية، دون أن يكون لنا غطاء حماية سوى راية الله اكبر وإرادة المناضلين والمجاهدين، في مختلف فصائل المقاومة العراقية، على ارض العراق المقدسة، وتضحيات أطفال ونساء وشيوخ العراق قبل تضحيات حملة البندقية من شباب أهل الجنة شهداء المقاومة والتحرير البعثيين والإسلاميين والوطنيين الآخرين وشيوخ العشائر وعلماء الدين، عربا وأكراداً وتركمان، مسلمين ومسيحيين وصابئة.
وفخرنا ليس مبالغات محبطين فاشلين بل هو الابن الشرعي لصمود غير مسبوق في تاريخ كل الشعوب أمام أقسى وحش استعماري ظهر على الكرة الأرضية منذ وجدت، وهو أمريكا المصابة بداء بنيوي لا يمكن ان تشفى منه أبداً وهو داء الشر وإبادة الآخر لأجل نهبه والاستيلاء على حقوقه في الأرض والحياة والكرامة وحرية العيش والاعتقاد.
من انتصر على أمريكا هو بلا شك حامل أعظم رسالة إنسانية خالدة في العالم، وأكثر البشرية قرباً من الله وقيم التحضر والإنسانية، والأقدر بعبقريته وإبداعه على بناء عالم خال من الأنانية ونزعة التهام الآخر وتدميره ويحرم فيه سوء توزيع ثروات البشرية وأحادية استثمار مواردها. هل أبالغ؟ كلا وأتحدى كل من يستطيع أن يقدم مثالاً واحداً على أن هناك قوة في الماضي والحاضر أكثر شراً ووحشية وأنانية من أمريكا، وأقوى عسكرياً ومالياً وتكنولوجيا من أمريكا. إذن من انتصر على أمريكا في العراق يحق له أن يرفع رأسه دون غرور، وأن يسير في الأرض آمنا مطمئناً دون غفلة، وأن ينشر قيم العدالة الأرضية دون نسيان علوية قيم الله، وأن يعيد بناء العراق ليكون أفضل مما كان قبل الغزو دون أن ينسى أن تحرير العراق ليس سوى خطوة على طريق تحرير القدس والأمة العربية لتعود مشعلا منيرا يهدي الإنسانية إلى طريق الحق والعدالة والإيمان.
وهكذا يعيد العراق إنتاج ذاته الإبداعية على نحو أرقى وأعظم، فمنه بدأ الحرف الأول، ومنه انطلق صوت التوحيد الأول لإبراهيم الخليل، وعلى أرضه تدحرجت أول عجلة، وبعيون أبناء بابل اكتشفت اول النجوم والكواكب وزرع أول علم فلك، وعلى يد أطباءه شفيت أول الأمراض، وبعبقرية آشور نشأت أعظم المبادئ العسكرية، وعلى صخره نحتت أول القوانين والدساتير التي حافظت على حقوق الإنسان وحددت أساليب تعامله المتحضر مع بني الإنسان كافة.
هل كثير على (شعب العجب) كما وصف تموز العصر، أي البعث المتجدد، صدام حسين شعب العراق؟ كلا، ولكي لا يظن أحد أنني أمارس دعاية لصالح شعب العراق دعوني أذكركم بما تعرفون، وبما تسمعون وبما ترون، منذ ثلاثة أعوام هي سنوات الاحتلال العجاف، لتصلوا إلى أكثر مما وصلت إليه حول الأهمية التاريخية لانتصار شعب العراق على اله الشر أمريكا. تأملوا فقط ما جرى لاحتلال أمريكا للعراق وما نزل بجيشها واقتصادها من لعنات وغضب الهي عظيم جسدته 21 لعنة من لعنات الهزيمة على يد مناضلي العراق.
(21) لعنة أدمت قلب بوش وفقأت عيون الجحوش
الآن نشهد موسم اللعنات التي تنهال على أمريكا في الشوارع العراقية، فنجد صداها المباشر في أزقة البيت الأبيض في واشنطن، فبعد أن اعترف جنرالات أمريكا في العراق بان الانتصار على المقاومة مستحيل وانه لعبة عبثية لا يمارسها إلا من تعاطى الحشيشة، يأتي دور رامزفيلد وغيره ليشقوا ملابسهم ويضربوا ظهورهم بالزناجيل المصنوعة في طهران ولكن لتستخدم في العراق وغيره وليس في ايران. ماذا قالت اللعنات التي انصبت على من تلطخت وجوههم بدماء أطفال العراق؟
اللعنة الأولى: قال تقرير لخبراء اقتصاد أمريكيين: إن التكلفة الحقيقية التي ستتكبدها الولايات المتحدة جراء حرب العراق من المرجح أن تتراوح بين ألف مليار دولار (تريليون) وألفي مليار دولار، بزيادة 10 أضعاف عن تقديرات سابقة. (صحيفة الجارديان البريطانية يوم 7 – 1- 2006).
وفيما أوحى الرئيس الأميركي أن إدارته بدأت (تتعلم) من أخطائها، فإنه أصر على رفض تحديد أي مواعيد لسحب قواته من الأراضي العراقية. لكن نوابا ديموقراطيين ردوا عليه (يوم9 – 12 – 2005) مشددين بأن اعترافه بالأخطاء جاء متأخرا وأنه سيضطر إلى سحب قواته من العراق، بغض النظر عما سيسمي ذلك، في موعد أقصاه نهاية العام المقبل، أي عام 2006. ما معنى اللعنة هذه؟ المعنى الأساس والأهم هو أن إله أمريكا الأوحد، وهو الدولار، أخذ يتسرب من يد الاحتكارات لتغطية نفقات غزو كان مفروضا أن يمول بموارد النفط العراق، لكن المقاومة التي وضعت هدف منع أمريكا من استغلال النفط نجحت في ذلك مما اجبر أمريكا على تغطية نفقات الحرب من مواردها، وهكذا حينما يفقد اله أمريكا مبلغاً يصل إلى ترليوني دولار (ألفي مليار) فان كل شيء في أمريكا يتوقف ويتغير. وقد وصف مستشار الأمن القومي الأسبق زبغنيو بريجنسكي هذا الكم من الخسائر المادية ب (المحرم) كما سنرى. وحينما يبدأ (التحريم) في سياسة أمريكا المالية بفرض نفسه يحني الرئيس والكونغرس رأسيهما احتراما للإله الأوحد الدولار، ولذلك رأينا الكونغرس يقول ما معناه: اتركوا هذا الصبي الغبي يثرثر قائلا انه لن ينسحب فسوف يركل على مؤخرته هذا العام وسننسحب من العراق حفاظا على قدسية اله أمريكا الدولار.
اللعنة الثانية: قالت صحيفة (إندبندنت) البريطانية في افتتاحيتها إن الحفنة الصغيرة من المحافظين الجدد الذين تمتعوا بنفوذ قوي في السياسة الأميركية الخارجية خلال الفترة الأولى لرئاسة الرئيس الأميركي الحالي جورج بوش بدؤوا الآن ينأون بأنفسهم عن المأساة المتجلية شيئا فشيئا في العراق. وأضافت الصحيفة أنه رغم كون هذه المجموعة رمت بثقلها من أجل إسقاط الرئيس العراقي (السابق) صدام حسين فإن عددا من أفرادها المرموقين يحاولون الآن إبعاد أنفسهم عن عواقب حرب لم يألوا جهدا من أجل شنها.
وكتب روبرت كورنويل تعليقا في الصحيفة نفسها قال فيه إن دعاة الحرب مستعدون الآن لمواجهة الحقائق والاعتراف بخطئهم التقديري. وأضاف أنه بعد أكثر من ثلاث سنوات من الحرب وبعد زهق عشرات الآلاف من الأرواح العراقية والأميركية وبعد تبديد 200 مليار دولار من أموال الخزينة الأميركية وبعد أن عمت الفوضى ربوع العراق وأصبح على حافة الحرب الأهلية, ها هي ثلة المحافظين الجدد الذين أقحموا الولايات المتحدة في هذه الحرب الكارثية تبدأ تهجي العبارة التالية "لقد كنا على خطأ". ونقلت الصحيفة في هذا الإطار أقوال بعض هؤلاء الجماعة, فها هو ويليام باكلي يعترف بأنه حان الأوان لأميركا كي تعترف بهزيمتها في العراق. وها هو فرانسيس فوكوياما يقول إن غزو العراق حوله إلى أفغانستان جديد يستقطب الجهاديين ويوفر لهم أرضية مناسبة للتدريب وقاعدة عسكرية يجدون فيها عددا كبيرا من الأميركيين يمكنهم استهدافهم.
اللعنة الثالثة: امتدح وزير الدفاع البريطاني جون ريد التقدّم الذي أحرزته القوات الحكومية العراقية الموالية للاحتلال في الاطلاع بشق من المهام الأمنية في العديد من مناطق العراق، لكنه أكد في الوقت نفسه أن هذه القوات لم تصل بعد للمرحلة التي تؤهلها للسيطرة على الأوضاع الأمنية في محافظات بكاملها. وبعد اجتماعه مع القادة العسكريين الأمريكيين والبريطانيين خلال زيارته التي يقوم بها إلى بغداد اليوم، قال وزير الدفاع البريطاني في حديث للمراسلين: "نحن لسنا في المرحلة الخاصة بالحديث عن أن تبدأ القوات العراقية عندها أخذ السيطرة الكاملة على محافظات معينة، وهذه المرحلة عندما يأتي أوانها فستتم مناقشة تفاصيلها مع الحكومة العراقية والشركاء في التحالف الدولي". وأضاف جون ريد: "عندما تتوافر مجموعة من الشروط سنكون سعداء للغاية أن نسلم المهام الأمنية لزملائنا العراقيين".
وأردف وزير الدفاع البريطاني: "الشروط التي ستحدد مدى جاهزية القوات العراقية لتسلم مهامها مرتبطة بتطورات الوضع على الأرض، وسنبدأ عملية تقييم هذه المسألة اعتبارًا من الشهر القادم على أساس أن الحكومة العراقية ستكون قد تشكلت في تلك الأثناء". مفكرة الإسلام 17مارس 2006م. في هذه اللعنة نلاحظ أن القوة التي أنشأها الاحتلال، لتتلقى عنه ضربات المقاومة القاتلة، لم تكتمل بعد ثلاثة سنوات من الغزو، مع ان من يقوم بإعدادها هو أمريكا، أعظم دولة وأكثرها غنى وخبرة تكنولوجية! إذن فأمريكا ستبقى تتلقى الضربات المميتة مباشرة ما دامت تحتل العراق، وهذا وضع كارثي بكل المقاييس ولعنة تزور أمريكا أثناء كوابيسها المستديمة.
اللعنة الرابعة: أكدت مصادر صحفية في باريس اليوم أن الاحتلال الأمريكي فشل فشلاً ذريعاً في مواجهة المقاومة العراقية أو التقليل من خسائره. ونقلت هذه المصادر الفرنسية المطلعة عن السفير الفرنسي في بغداد برنار باجوليه قوله "إن القوات الأمريكية بكل ما أوتيت به من قوة عجزت
إلى حد هذا اليوم عن احتواء الهجمات التي يشنها رجال حرب العصابات العراقيون. ونقلت صحيفة (لو كانارد انشينيه) الأسبوعية الفرنسية، الصادرة في باريس هذا اليوم، عن مصادر المخابرات الفرنسية قولها انه ليس لأمريكا في الوقت الراهن هاجساً آخر سوى هوس ضبط الوضع في العراق. شبكة البصرة 2 -3 – 2006- اللعنة هذه تتمثل في أشباح يزورون جنود أمريكا وهم يقظين نهارا ليجبروهم على مشاهدة موتهم قبل حدوثه ليلا، والجنود لا يرون إلا الموت يتقدم إليهم مرحبا برؤوسهم وهي تتهاوى.
اللعنة الخامسة: في مقابلة مع شبكة (فوكس نيوز) قال رئيس هيئة الأركان العامة الأمريكية الجنرال بيتر باسي: 'لقد أصبح من الواضح بشكل جلي أن العراقيين أنفسهم يريدون من قوات التحالف أن تغادر بلادهم في أقرب وقت ممكن'. مفكرة الإسلام 26ديسمبر 2005م. كيف تكون اللعنة حينما يدرك الاحتلال أن شعب البلد المحتل لا يريدهم؟ ومهما كذبوا على أنفسهم فإن جنرالات الاحتلال يعرفون ان شعب العراق يتحرق لطمس رؤوسهم في حلم كابوسي لا ينتهي إلا بإصابتهم بنوبة قلبية قاتلة.
اللعنة السادسة: قال ماثيو باريس في تعليق له في صحيفة (تايمز) البريطانية إن الذاكرة اللاشعورية للبريطانيين تعرف الحقيقة التالية: خسرنا الحرب وعلينا أن نخرج فوراً.
وذكر ماثيو أن لا أحد الآن من الذين أيدوا الغزو والذين عارضوه يعتقد فعلا أن ذلك الغزو والاحتلال الذي تبعه كانا فكرة جيدة أو أنهما سيقودان إلى أي شيء مفيد, مؤكدا أن مبررات ذلك كثيرة جدا. وطالب المعلق من يشك في ذلك بالرجوع إلى اللاشعور في ذاكرته والتصور مثلا أن الغزو لم يكن سوى حلم مليء بالأخبار السيئة, استيقظ بعده,
فقال "نحن لم ندخل العراق بعد", فكيف يكون قراره إذاك هل هو "لنحتل هذا البلد فورا؟" كما وقع بالفعل. ورد ماثيو قائلا إننا الآن نعلم في قارة أنفسنا أن ذلك الغزو كان خاطئا,
كما أن شعورنا الجماعي يؤكد أننا خسرنا تلك الحرب وأن الاحتلال لم ينجح ولم يبق أمامنا سوى التفكير في طريقة للانسحاب والتقهقر. هذا المقتطف يذكرني بمثل عربي قديم يقول (كنه حلما) وهذا المثل يضرب على الذئب الذي يتم اصطياده ويعرف أنه وقع في الفخ فيبدأ بالتمني بأن يكون ما يشاهده حلما وليس حقيقة، ولذلك يقول المثل (كنه حلما)، والصحفي البريطاني في هذا المقطع يعيد عرض المثل العربي حرفيا، فأي لعنة أسوأ من أن يأخذ الاحتلال بتمني أن يكون ما يراه كابوساً يستولي عليه في حلم تعيس؟
اللعنة السابعة: أكد توبي دودج، اختصاصي "شؤون العراق والشرق الاوسط" في كلية كوين ماري في جامعة لندن، بان السياسة الخارجية الأمريكية اثبتت فشلها في العراق وهي غير متماسكة حاليا تجاه سورية وايران وتتخبط في التناقضات. وكان الدكتور دودج، الذي يعمل أيضاً في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، يتحدث عن موضوع تغيير النظام في العراق: أسباب ونتائج فشل السياسة الأمريكية فيه. واعتبر بان العراق حاليا دولة تفتقر إلى حكم القانون وتتقاسمها مجموعات ذات توجه طائفي تتنازع مع بعضها مستخدمة العنف وقال انه حتى علي الصعيد المحلي الضيق فهناك زعماء شوارع من العسكريين السابقين يحمون الأحياء التي يعيشون فيها في مقابل أموال حماية من سكان هذه الأحياء.
واعتبر دودج بأن أهم دوافع الغزو الأمريكي - البريطاني للعراق يعود إلى اعتقاد مخططي السياسة الأمريكيين بأن "سقوط النظام العراقي سيؤدي إلى هيمنة أمريكية على جميع أنظمة الشرق الاوسط"، ولهذا السبب فأن مجلس الأمن القومي الأمريكي كرس معظم وقته في بداية ولاية بوش الابن الأولى لدراسة وتحضير هذا الموضوع. وكانت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس تؤكد بان العراق هو مصدر عدم الاستقرار في المنطقة فيما كان وزير الدفاع دونالد رامسفيلد يقول: "تصوروا كيف ستكون منطقة الشرق الاوسط من دون نظام صدام حسين". واعتبر دودج بأن نظام بوش الابن، ومنذ انطلاقه، اعتبر بأن الطريق للهيمنة علي دمشق والرياض والدول العربية الأخرى يبدأ عبر الهيمنة على بغداد. صحيفة (القدس العربي) 23 – 2 – 2006. نواجه في هذا المقال لعنة الفشل الأمريكي ليس في العراق فحسب بل في كل المنطقة نتيجة خداع الذات إلى مورس قبل الغزو بالاعتقاد بأن غزو العراق نزهة عادية! الآن يكتشف الخبراء والنخبة التي سوقت الغزو قبل وقوعه أنه كان فخاً لأمريكا وبريطانيا دخلتاه بعقل عصفور مخمور!
اللعنة الثامنة: من بين الأصوات التي ظهرت محذرة من خطورة السياسة الراهنة للمحافظين الجدد في واشنطن على مستقبل القوة الأمريكية مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق زبيجنيو بريجنيسكي الذي نشر مقالا شديد الأهمية تحت عنوان (فن الحكم الانتحاري للرئيس بوش) في صحيفة إنترناشيونال هيرالد تربيون انتقد فيه سياسة واشنطن الدولية واقترح جملة من الحلول لكي تتمكن واشنطن من تجاوز مأزقها الراهن.
بدأ بريجنيسكي مقاله بالقول إنه منذ ستين عاما انتهى المفكر أرنولد توينبي من عمله الموسوعي (دراسة التاريخ) إلى خلاصة تقول إن السبب الأول في انهيار الإمبراطوريات هو (فن الحكم الانتحاري). ولسوء الحظ بالنسبة لمكانة الرئيس الأمريكي الحالي جورج بوش في التاريخ أو من سوء الطالع بالنسبة لمستقبل الولايات المتحدة الأمريكية فإن هذه المقولة البارعة تنطبق بشدة على السياسات التي تبنتها الولايات المتحدة الأمريكية منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية. واختتم بريجنسكي مقاله بتأكيد ان الانسحاب المبكر لقوات التحالف سيطفئ حريق العراق. 8 – 12 – 2005. انها لعنة الحكم الانتحاري! مصطلح عظيم قديم جدده بوش! اترون كيف ان الاحمق المالك لقوة ماحقة ينجر الى الانتحار حينما يمارس فن الانتحار وهو يظن لفرط غباءه ولتجذر بغاءه انه يمارس فن الانتشار والانتصار؟
اللعنة التاسعة: واشنطن- الوطن - محمد دلبح خلافا لما يردده المسؤولون بوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) عن تناقص هجمات المقاومة العراقية ضد قوات الاحتلال الأمريكي فقد أظهر تقرير حكومي جديد قدم للكونغرس في جلسة استماع عقدتها لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي يوم الأربعاء تزايد تلك الهجمات بشكل ثابت خلال السنوات الثلاث تقريبا من عمر الاحتلال الأمريكي للعراق. وتشير الإحصائيات التي تتضمنها التقرير الذي أعده مدير الشؤون الدولية والتجارة في مكتب المحاسبة العام، جوزيف كريستوف إلى أن تقريره يستند إلى الإحصائيات التي قدمتها له البنتاغون وهي تشمل الهجمات التي تعرضت لها قوات الاحتلال الأمريكي وقوات الجيش والشرطة العراقية التي تدعمها والمدنيين العراقيين عن الفترة من يونيو 2003- ديسمبر 2005. وقال كريستوف إنه بينما يقدم المسؤولون الأمريكيون والعراقيون رواية الأحداث في العراق على أنها تظهر تراجعا في عمليات المقاومة فإن الأرقام التي بحوزته تؤكد رواية مختلفة وأن هجمات المقاومة "لا تتناقص" مضيفا "هناك قمم ووديان ولكنك إذا نظرت إلى كل قمة فهي أعلى من القمة التي سبقت".
وكان مسؤولون في البنتاغون قد أشاروا مؤخرا إلى أن عدد هجمات المقاومة العراقية في الشهرين الأخيرين من العام الماضي كانت أقل من الهجمات التي شهدها شهر أكتوبر الماضي، غير أن الرسم البياني الذي قدمه كريستوف يؤكد عكس ذلك حيث أن الهجمات التي تعرضت لها قوات الاحتلال الأمريكي في شهر ديسمبر الماضي بلغت نحو 2500 هجوما بزيادة قدرها 250 بالمائة من الهجمات التي شهدها شهر مارس 2004. كما أن الهجمات التي تعرضت لها قوات الشرطة والجيش العراقي الموالية للاحتلال قد ارتفعت في شهر ديسمبر الماضي بنسبة 200 بالمائة عما بلغته في شهر مارس 2004 رغم زيادة عدد هذه القوات وارتفاع مستوى تدريبها حيث أصبحوا أهدافا أكثر لقوات المقاومة العراقية.
وتشير إحصائيات كريستوف أيضا إلى تزايد الهجمات التي تتعرض لها أرتال المقاولين الأمريكيين من المرتزقة أو العاملين في مجال إعادة الإعمار في العراق حيث تعرض عشرين رتلا إلى هجمات في الشهرين الأخيرين من العام الماضي أسفرت عن مقتل 11 فردا في شهر أكتوبر بينما تعرض 33 رتلا لهجمات أسفرت عن مقتل 34 شخصا في شهر يناير الماضي.
وأكد كريستوف ما سبق لمسؤولين وخبراء أمريكيين قوله وهو أن قوات الشرطة والجيش العراقية التي تشرف على تشكيلها وتدريبها قوات الاحتلال لن تكون قادرة على العمل بشكل مستقل عن القوات الأمريكية لفترة قد تطول، وعزا ذلك إلى "حاجتها إلى القدرات اللوجستية، والسعة الوزارية وهيكلية السيطرة والاستخبارات. اللعنة تسقط على رأس بوش وهو يفطر صباحا، وهو يتناول غداءه ظهرا، وهو يتناول عشاءه ليلا، لأن الأخبار تأتيه دافقة لتقول له: لا تستطيع تقمص أمنية الذئب الذي وقع في الفخ فتمنى أن يكون ذلك كابوسا، لأنك يا بوش تحتل العراق ويقوم أهله بمقاومة قواتك بعمليات تزداد وفق معادلات هندسية وليس عددية، فأين المفر؟ ستبقى اللعنة تطاردك ما دمت تحتل العراق لان العمليات لن تتناقص أبداً بل ستزداد باستمرار مهما ادعيت بأنك تنتصر!
اللعنة العاشرة: أكّد تقرير أمريكي أن الوضع في العراق خرج عن السيطرة وبلغ مرحلة "الانهيار" وأن البلاد تعيش وسط حرب تخوضها المقاومة التي تتصاعد من يوم إلى آخر مما جعل الأمريكان في حالة رعب متواصلة.صحيفة الشروق التونسية -20 كانون الثاني 2006. لعنة إفلات الوضع من يد أمريكا تعني أن الوضع قد أصبح كلياً في قبضة المقاومة، فكيف يمكنك يا بوش أن تتخلص من كوابيس المقاومة وهي تدس في راسك كل دقيقة خبرا عن عملياتها المزلزلة؟
اللعنة الحادية عشر: وقالت تقارير متداولة في واشنطن بهذا الشأن إن واشنطن توصلت إلى "استنتاج نهائي" بأن بقاء قواتها في العراق أسوأ من انسحاب هذه القوات، واستمر الجدل في واشنطن حول ما إذا كان ينبغي سحب القوات الأمريكية قبل أو بعد توفر ذلك الحد الأدنى. فقد طالب السيناتور جوزف بيدن بسحب القوات هذا الصيف وبصرف النظر عن أي تطورات عراقية فيما قال كارل روف مستشار الرئيس السياسي إن أي انسحاب مبكر للقوات سيؤدي إلى "انتصار كبير" لقوى الإرهاب وإن ذلك سيكون عملاً غير مسؤول.
غير أن مراقبين يتزايد عددهم باضطراد في واشنطن بدأوا يتحدثون علناً خلال برامج تلفزيونية عن "هزيمتنا في العراق" فيما يتزايد الضغط الشعبي بمرور الوقت لسحب القوات على عجل. ويؤدي ذلك إلى توقعات بأن تبحث وزارة الدفاع عن مبررات واهية وشكلية ترهن بها سحب القوات توطئة لإعلان الانسحاب دون توفر أي شروط حقيقية تضمن استقرار العراق (الوطن) السعودية 15/3/2006.
إذن اللعنة هي أن تبحث عن مبررات واهية لتبرير الانسحاب في أي وقت وفي أي لحظة! فخسائر وأضرار الانسحاب السريع والمباشر أقل من خسائر البقاء في العراق! ما معنى ذلك عملياً؟ إنه يعني تحديداً أن أمريكا تعترف بأنها لم تعد تتحمل الخسائر التي تتعرض لها على يد المقاومة العراقية بدليل أن الانسحاب، رغم أنه سيكون مذلاً ومهيناً لأمريكا وسمعتها أمريكياَ وعالمياً، وقد يدمر مشاريعها الإمبراطورية الكونية، إلا أنه أهون وأقل ضرراً من البقاء في العراق! السؤال هنا هو كم هي الخسائر الحقيقية لأمريكا في العراق والتي تجعلها تقدم الانسحاب على البقاء؟ من المؤكد انها خسائر اكبر مما نتصور ونتوقع حتى في الدعاية ضد الاحتلال.
اللعنة الثانية عشر: سفيرنا إلى العراق زلماي حليل زادة هو أول موظف رسمي في الإدارة الأمريكية يعترف بصندوق الشرور(صندوق باندورا) الذي فتحناه في العراق. وقد أجرى مؤخراً حديثاً صريحاً للغاية مع مراسل صحيفة (النيوزويك) مايكل هيرش اعترف فيه بأن الولايات المتحدة قد فتحت صندوق الشرور (صندوق باندورا) في العراق مما يمكن أن يزيد مشاكل العالم. كما أنه أول موظف رسمي يعترف بأن حرب العراق ربما تقود إلى حرب أكبر وأخطر في منطقة الشرق الأوسط. وفي النهاية بدا السفير وكأنه يسلّم بأن الولايات المتحدة لم يكن لديها خطة بما يتعلق بالعراق حتى ما قبل أربعة أشهر. (دورية العراق) 18 – 12 – 2005.
أليست لعنة أن تقدم على عمل تظن انه سيخدمك لكنك تكتشف متأخراً وبعد فوات الأوان أنك تحفر قبرك بيديك؟! السفير الأمريكي يقول بالقلم العريض إن غزو العراق فتح الباب أمام كل الشرور لتطير وتتوزع وتخرج من العراق لتتجه إلى بيفرلي هيلز، في هوليوود في لوس انجلس، ومنها تطير إلى البيت الأبيض لتعيد رسم (خرائط الطريق) لأمريكا، فبدلاً من أن تقتحم الصين تقتحم بوابة النزول إلى العالم السفلي للمافيات وهي تتعرض للانقراض! غزو العراق لم يصبح بوابة دخول امريكا الى الصين والهند وروسيا وخنق الاتحاد الأوربي، كما خطط المحافظون الجدد ومنهم زلماي الذي وقع عام 2002 بيان (العصر الأمريكي) مع كل رموز المحافظون الجدد، وكانوا آنذاك يحلمون بأنه عبر غزو العراق ستصل أمريكا إلى اكتشاف قارة اطلنطس المفقودة وتعيد إخراجها لتصبح أعجوبة أمريكا التي ليس لديها أعاجيب سوى إبادة الملايين من البشر! إنها لعنة العراق الأبدية التي ستبقى تطرق رأس أمريكا إلى أن تغرق في المحيط.
اللعنة الثالثة عشر: أكد الكاتب البريطاني روبرت فيسك أن الأمريكيين سيرحلون من العراق آجلاً أم عاجلاً إذ ليس لهم مستقبل في هذا البلد موضحاً أن المشروع الأمريكي في العراق يتحول إلى كارثة. قال ذلك في مقابلة مع صحيفة (لافنغوارديا) الاسبانية لما أن فيسك هو المراسل الشهير لصحيفة (ذي انديبندنت) البريطانية 18 شباط 2006. هل ترون ما أراه؟ كلمة الكارثة تتكرر على لسان أمريكيين وبريطانيين وهم يرون أمريكا تغرق في بحر المقاومة العراقية، وها هو روبرت فيسك الكاتب البريطاني المعروف ينضم إلى عشرات الخبراء والمسؤولين السابقين الأمريكيين والبريطانيين المحذرين من أن البقاء في العراق هو كارثة وان هذه الكارثة ستولد الكوارث الواحدة تلو الأخرى! أيهما أسوأ الكارثة أم اللعنة؟
اللعنة الرابعة عشر: اعترف انتوني كوردسمان الأستاذ بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن بأن المشروع الأمريكي في العراق قد وصل إلى حالة الفشل الكبير. ونشرت صحيفة (المستقبل العربي) نص شهادة انتوني كوردسمان الأستاذ "بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن" أدلى بها أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي مفكرة الإسلام 4/1/2006. انتوني كوردزمان لمن لا يعرفه واحد من أهم خبراء أمريكا ومستشاري إدارتها ومن المساهمين في صنع البيئة التي يصنع القرار فيها، وهو يقول مكررا ما قاله منظروا الاعتراف بحلول اللعنات على أمريكا، من أن احتلال العراق قد فشل، بل انه يصفه بالفشل الكبير! تمتعوا أيها الاميركان بفشلكم الكبير، والعقوا جراح الهزيمة وأنتم تتمنون أن يكون ما ترونه كابوساً ملعوناً وليس واقعاً عراقياً.
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
======= يتبع في صفحه أخرى تابعه يتبع ========