عرض مشاركة واحدة
قديم 10-02-2012, 02:04 AM   رقم المشاركة : 2
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور


أولا‏:‏معجزة مواقيت الصلاة‏:‏


وتحديد مواقيت الصلاة الإسلامية من الأمور المعجزة لارتباطها بمظاهر كونية ثابتة حددها رسول الله‏

بقوله عليه الصلاة و السلام‏ :


( وقت الظهر إذا زالت الشمس‏,‏ وكان ظل الرجل كطوله ما لم يحضر العصر‏,‏

ووقت العصر ما لم تصفر الشمس‏,‏ ووقت صلاة المغرب ما لم يغب الشفق‏,‏

ووقت العشاء إلي نصف الليل الأوسط‏,‏

ووقت صلاة الصبح من طلوع الفجر وما لم تطلع الشمس‏,‏

فإذا طلعت الشمس فأمسك عن الصلاة‏,‏ فإنها تطلع بين قرني الشيطان ‏)

(‏ رواه مسلم‏).‏


وعن جابر بن عبد الله‏,‏ أن النبي ‏-‏ جاءه جبريل ‏-‏ عليه السلام‏-‏فقال له‏:‏


( قم فصله‏,‏فصلي الظهر حين زالت الشمس‏,‏

ثم جاءه العصر فقال‏'‏ قم فصله‏,‏ فصلي العصر حين صار ظل كل شئ مثليه‏,‏

ثم جاءه المغرب فقال‏:‏ قم فصله‏,‏ فصلي المغرب حين وجبت الشمس‏(‏ أي غربت وسقطت‏),‏

ثم جاءه العشاء فقال‏:‏ قم فصله‏,‏ فصلي العشاء حين غاب الشفق‏,‏

ثم جاءه الفجر حين برق‏(‏ سطع‏)‏ الفجر‏,‏

ثم جاءه من الغد للظهر‏,‏ فقال قم فصله‏,‏ فصلي الظهر حين صار ظل كل شيء مثله‏,

‏ثم جاءه العصر فقال‏:‏ قم فصله‏,‏ فصلي العصر حين صار ظل كل شئ مثليه‏,‏

ثم جاءه المغرب وقتا واحدا لم يزل عنه‏,‏

ثم جاءه العشاء حين ذهب نصف الليل‏,‏ أو قال‏:‏ ثلث الليل‏,‏ فصلي العشاء‏,‏

ثم جاءه حين أسفر جدا فقال‏:‏ قم فصله‏,‏ فصلي الفجر‏,‏ ثم قال‏:‏ ما بين هذين الوقتين وقت‏ )

(‏ مجمع عليه‏).‏


ويفهم من هذين الحديثين الشريفين ما يلي‏:‏


(1)‏ يدخل وقت صلاة المغرب إذا غابت الشمس وتوارت بالحجاب‏,‏ ويمتد إلي مغيب الشفق الأحمر

‏(‏ وهو آخر أطياف ضوء الشمس غيابا عن الأرض لأنه أطولها علي الإطلاق‏).‏


‏(2)‏ يدخل وقت صلاة العشاء بمغيب الشفق الأحمر‏,‏ ويمتد إلي منتصف الليل‏,‏ وهذا هو وقت الاختيار‏,‏

أما وقت الجواز ولاضطرار فهو ممتد إلي الفجر‏.‏


‏(3)‏ يدخل وقت صلاة الصبح من طلوع الفجر الصادق

‏(‏ ويحدده بدء ظهور الشفق الأحمر لأنه أطول أطياف ضوء الشمس وأول ما يصل الأرض من ضوئها‏),‏

ويستمر إلي ما قبل طلوع الشمس‏.‏


‏(4)‏ يدخل وقت صلاة الظهر من زوال الشمس عن وسط السماء‏,‏

ويمتد إلي إن يصير ظل كل شئ مثله إلي مثليه‏.‏


‏(5)‏ يدخل وقت صلاة العصر بصيرورة ظل الشئ مثليه إلي ما قبل غروب الشمس‏.‏

وينتهي وقت الفضيلة لصلاة العصر باصفرار الشمس‏,‏ ويكره بعد ذلك لغير عذر وإن كان جائزا

وذلك لأن الأطياف متوسطة الطول من ضوء الشمس‏,‏

وهي البرتقالي والأصفر تؤدي إلي اصفرار قرصها مما يؤذن ببدء نزوله إلي ما تحت الأفق‏.


من ذلك يتضح جانب من جوانب الإعجاز التشريعي في فريضة الصلاة التي أمر بها ربنا ـ تبارك وتعالي‏-‏

خاتم أنبيائه ورسله ـ ـ مباشرة في ليلة المعراج‏,‏ والله ـ تعالي ـ يحب أن يعبد بما أمر‏.‏

ثم إن أوقات الصلوات الخمس جاء بها الوحي الأمين بأمر من رب العالمين‏,‏

وارتباطها بعلامات فلكية محددة يؤكد ربانية هذا الاختيار‏.‏


من أوجه الإعجاز في الصلاة‏;‏


‏(1)‏ أنها ربانية المصدر فقد أمر بها الله ـ تعالي ـ خاتم أنبيائه ورسله ـ ـ مباشرة في ليلة المعراج‏.‏


‏(2)‏ أنها محفوظة بهيأتها التي فرضها الله‏-‏تعالي‏-‏ علي أمة سيدنا محمد‏_‏ ‏-:‏

عددا‏,‏ ووقتا‏,‏ وهيئة‏,‏ وكيفية‏,‏ ومقالا‏,‏ وأفعالا بفرائضها وسننها وأذكارها‏,‏

وشروطها علي مدي يزيد علي ألف وأربعمائة سنة دون أدني تغيير أو ابتداع‏,‏

فالصلاة في الإسلام متواترة النقل عن رسول الله‏-‏‏-‏ ثم عن صحابته الكرام‏,‏

ثم عن التابعين وتابعي التابعين إلي اليوم وإلي أن يشاء الله وهي ثابتة لا تتغير‏.‏


‏(3)‏ أنها ليس في أدائها واسطة بين العبد وربه‏,‏ يقف فيها العبد خاشعا بين يدي الله الذي خلقه فسواه فعدله‏,‏

والذي رعاه ورزقه‏,‏ متجها بكل جوارحه إلي هذا الخالق العظيم يستمد من نوره الهداية‏,‏

ومن رحمته الرعاية‏,‏ ومن نعمه العميمة الفضل والرزق‏.‏


‏(4)‏ أنها تعبير عن العبودية الحقة لله‏-‏تعالي‏-‏ وهي أولي رسالات الإنسان في هذه الحياة

التي لا يمكن للإنسان أن ينعم فيها أو أن يحقق الغاية من وجوده علي أرضها إلا إذا آمن

بأنه عبد مخلوق لخالق عظيم‏,‏ واحد أحد‏,‏ فرد صمد‏,‏ لا شريك له في ملكه‏,‏

ولا منازع له في سلطانه‏,‏ ولا شبيه له من خلقه‏,‏

منزه في جلاله عن حدود كل من المكان والزمان‏,‏ والمادة والطاقة


‏{ ...‏ ليس كمثله شئ وهو السميع البصير‏ }

(‏ الشوري‏:11).‏


‏(5)‏ أنها صلة بين العبد وربه‏,‏ وتأكيد للعبد المؤمن علي معية الله ـ تعالي ـ

الذي لا سلطان لأحد غيره قي هذا الوجود كله‏.‏ وإذا آمن العبد بهذه المعية استكمل مبررات التكريم

الذي كرمه به الله ـ سبحانه وتعالي‏-‏ فلا يحني رقبته لغير ربه لأته وحده هو واهب النعم ومجري الخيرات‏,‏

ومحدد الآجال والأرزاق‏.‏ وإذا تيقن العبد من ذلك فإنه لا يجبن‏,‏ ولا يبخل‏,‏ ولا يخشي إلا الله خالقه‏,‏

وحينئذ يرقي في معراج الله إلي ما شاء الله‏.‏


‏(6)‏ إنها تعين علي طهارة الأبدان وسلامتها‏,‏ وعلي صفاء القلوب وصحتها‏,‏

وعلي تماسك الأسرة وترابطها‏,‏ وعلي تعارف أفراد المجتمع

وتحابهم وتعاطفهم وتعاونهم علي الخير‏.‏







التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة