-35-
البحر الغاضب الهائج الذي يقتل من يركبه في أحيان هو مصدر رزق من يقتلهم عادة أو مصدر لـِ أطعامهم على أقل تقدير.

-36-
من باع صديق أشتراه بالوفاء فكأنما ينحر رجولته.

-37-
لِمَ لا يتبصر المبصرون و الله خلق لهم الأبصار ولا يستمع المستمعون و الله خلق لهم الأسماع، فكيف يرى الذابح ذبيحته ؟ و كيف هي مشاعرها ؟ وماذا سيكون لو كان هو مكانها فلِماذا لا يحب لها ما يحب لنفسه مِنْ رغبة في البقاء و العيش و لِمَ ينزل قلبه منزلة يكون فيها أقسى مِنْ أقسى الحجارةِ ليقتل أمتاعاً لا جوعاً و شهوتاً لا حاجةً؟!
و لو تأمل في حالها و في حاله و لو كان هو مأكولاً كما هي لما رضي و لـ بكى كثيراً كثيرا و لصرخ و أكثر الصراخ و لـ أقام الدعاوى و القضايا لـِ حقوق الإنسان و كانت قصته على كل لِسان بينما تقتل ألاف العصافير والحمام و يسرق الحليب مِنْ الأغنام بلا عِقابٍ بلا حساب .

لنرحمها يرحمنا الله.

-38-
المشكلة الأخلاقية تكمن في هلامية معنى الأخلاق و الخروج عن المسلمة الأخلاقية الناتجة عن العادة الفكرية القديمة التي تؤثر مباشرةً على قيم المجتمع و ضوابطه ، و إن شذ شاذ في فهم الأخلاق فردة فعله ناتجة عن اهتزاز المعاني السامية في نفسه و نزولها إلى أقل من مستواها ما يُظهر التناقضات و الاهتزازات في ردة فعله الظاهرة التي تخرج عن سمو و رفعة الأخلاق و جوهرها الذي نحتته المصادر القديمة للحكمة و لـِ العادة الفكرية المجتمعية.