نعيش الحب في جوانحنا ، ونتمرد على كل حزن يداهمنا ، لنهب السعادة لكل القلوب ، ونحاور الابتسامة لنرسمها على شفاة الصدور ، لنتناغم ساعة بجمال حياتهم ، وساعة مع روعة إلهامهم ، ليرسموا الروعة على لوحة الزمن ، فيطربوا زمانهم بسحر ألحانهم .
وفي وسط ذاك الجمال ، وفي خضم الفرحة التي تعيشها سعادتهم ، تقبع في تلك الزاوية فتاة تعيش في قلوب غيرها ، فكأنما هي عاشت لهم ، ولكنهم لم يعيشوا لأجلها ، دائما ما تقرأ تلك الفتاة فنون الحب ، ونغمات من سحر الهيام ، وفلسفة الغرام ، تعيش حبا خاليا من الحضور ، ولكن الناس هناك .. يعيشون في قلبها ، تواجههم مشاكل الحياة فلا يجدون عنوانا لهم غير بطاقتها ، ولا يعرفون قلبا يحرص على ابتسامتهم مثل قلبها ، لأنهم يعلمون أن قلبها ماهو إلا حديقة من الزهور الجميلة ، ترافقها شلالات الحب الرائفة والتي تهيم بين أشجارها في كل صباح ، قلبها أسير لكل البشر ، تأسره الابتسامة ، ليعيش فرحة البشر الذين من حوله .
تنظر إلى الذكريات من نافذة أيامها ، وتتوق إلى مجالسة تلك الأوقات الجميلة التي لم ولن تنساها في يوم من الأيام ، لأنها عاشت لذكرياتها ، فعاشت ذكرياتها من بعدها ، وهاهي الآن تلك الفتاة تعيش على بساط ماضيها ، وتتخلل تلك المجالسة فرحة الناس ، وإسعاد قلوبهم ، حتى ولو كان على حساب فرحتها ، لأنها يئست من هذا الزمن الذي لم يستطيع أن ينسيها أيامها الجميلة والتي لازالت عالقة في ذاكرتها .
وكم كانت تلك الفتاة جميلة بجمال الإبداع الذي رزقها الله ، فجمال قلبها دائما يؤكد حضورها على مرافئ قلوب غيرها ، فهي تسكن في القلوب بلا إستئذان ، فهي تعيش بين البشر في غاية التقدير ، لتدخل إلى القلوب بلا تأخير ، لأنها تعيش هكذا .. هادئة في طباعها ، هادئة في أخلاقها ، هادئة في وجودها ، هادئة في حضورها ، هادئة في كلماتها ، هادئة حتى في شموخها ، ولكنها مع هذا كله .. تعيش كبرياءها في عالمها الخاص ، والذي هو أشبه بعالم مثالي في جزيرة الأحلام الخاصة بها ، فكم رسمت بريشتها فنون غرامها عبر شواطئ جزيرتها الحالمة ، وكم سرحت بفكرها عبر أشجار تلك الجزيرة ، وكم قطفت بخيالها أزهار جزيرتها لتهديه إلى ذكرياتها ، لأنها دائما ما تفكر في فلسفة القلوب ، وتعيش الهيام الخالد عبر قلبها الأسير إلى خيالها ، والذي يسكن في عالمها الخاص ، فهي لا تتضجر من وحدتها ، بل تتوق إلى الجلوس في أحضان غربتها ، لترتمي إلى جزيرتها ، فتحاكي عالمها ، عبر فكرها ، لتنتشي كلماتها روعة الحنين إلى ذاك العالم المفقود ، والذي هو عالمها الحالم مع فكرها .
حينما تنظر إلى الشمس أثناء الغروب ، تتمنى وتتلهف إلى ملاقاتها ومحاكاتها ، ولم تعلم تلك الفتاة الهادئة أن وجودها هو هدوء أشعة تلك الشمس التي تعيش بين جوانحها ، ثم يأتي الليل بظلامه الدامس ، لتسحبه خيوط الفجر شيئا فشيئا ، ولكنها مع حبها إلى الشمس ، إلا أنها تحب أن تنظر إلى القمر ، وتشاهد انعكاس ضياءه على روعة هندامها الهادئ في هدوء وجودها ، فتمسك حينها بقلمها ، وتعزف الكلمات ، وكأنها برواز لحضارة عالمها الموجود في فكرها ، والذي عاصمته قلبها ، لأنها تتوق إلى حب رائع يمثل وجودها ، ويكون مرآة جزيرتها الحالمة ، ليكون ذاك الحبي هو سلاحها ضد واقعها الأليم الخالي من الذكريات ، وليكن ذاك القلب الذي ستحبه يوما .. هو سلاحها الآخر ضد مستقبل مجهول لا تعرف بدايته من نهايته .
ومع ذلك .. فهي لا تهتم بوجود ذاك القلب ، ولكنها تتمنى وجوده ، لأنها هادئة حتى أمانيها ، فعالمها الخاص بها دائما تعيشه ، أما ذاك القلب فهو من يعيشها ، لأنه فتن في هدوؤها ، فتمناها كل قلب يسير ويعيش هذا الوجود ، ويكفي هذا القلب جائزة .. هو قبول عضويته في عالمها الحالم والخاص بروعة فكرها ، وجمال ترانيمها الهادئة على أوتار أمنياتها العذبة الساكنة في قلب تلك الهادئة .
وتمر الأيام وهي لا زالت تعيش عالمها ، وترسمه بريشة أيامها ، بعيدا عن قسوة حاضرها ، وآلام مستقبلها ، مع أنها لا تأبه لكل حاضر تعيشه ، ولا تهتم لكل مستقبل هو بانتظارها ، ولكنها تخاف جدا على عالمها أن تشوهه حضارات قلب زائف تتعلق له تلك الفتاة ، أو تتوه في ميادين فكر تالف ، يبعثر كل أوراق عالمها الحالم في غمضة عين ، نعم هذا ما تخافه ، وهذا ماتهابه من غدر زمن لا تعرفه ولا يعرفها .
لذلك فهي حريصة دائما على المثول أمام عالمها كل ساعة من يومها ، لأنها تعرف جيدا أن عالمها لا يعرفه أحد غيرها ، ولا يعترف هذا العالم إلا بها ، فهي سيدته الحالمة ، وهو عالمها المثالي ، الذي تعيش بين جوانحه ، وهو يهيم في كيانها ، فكأن عالمها مفتون في جمال هدوءها ، وكأنها عاشقة هائمة لذلك العالم .
وتدور المصائب .. وتتلوها النوائب .. ربما تمر لبها الكرب الساحقة ، أو البلايا الماحقة ، نعم ربما تجتاحها آلامها في بعض الأحيان ، لكنها ما أن تشعر بلهيب تلك الآلام ، أو صدى عبرات الحرمان فتهرب مسرعة إلى عالمها الخاص ، لتصل إلى غرفتها الخالدة ، وتسكن هناك في ذاتها ، لترحل عبر كبرياءها الذي فرض على الواقع عالمها المثالي ، نعم تسافر إليه ، وتسكن هناك في تلك الجزيرة الحالمة ، فتحتضن الأزهار بقلبها الملتاع ، وترتمي إلى صفحات الهدوء وقواميس الجمال ، لتتبختر في عالمها بهيبتها الساحرة ، لأنها تتميز بنظرتها الخجولة في حياءها ، ملتاعة دائما إلى دمعة تترجم أشواقها ، لكي تعبر عن روعة سلوة خاطرها ، فهي ربما كانت الكسولة تجاه مشاعرها ، ولكنها مع ذلك تعتبر نفسها بأنها التائهة في عالمها ، وربما كانت الغالية في قلب جزيرة أحلامها ، فبريق جوهرها عنوان لهمتها ، ومع ذلك فهي تحمد الله على كل ماكتب لها ، وكأنها نور ساطع لإيمانها بزهاء عالمها ، فتطير عبر أجواء ذاك العالم الفاتن وكأنها فراشة تسكن من زهرة إلى زهرة ، وربما كانت نحلة تطوف الوردة تلوى الوردة وكأنها وردة لجميع العشاق ، فتسقي العسل إلى ذاك الجمال المحيط بها ، في خلية عالمها الرائع ، وكأنها تتطيب بأفخم وأرقى وأغلى أنواع العطور ، لتلبس دهن العود عطرا لهندامها ، فترسم الجمال برواز لمحيط حديقتها الرائعة ، والتي مسكنها فكرها المبدع ، فهي هائمة دائما بالمزاجية في عالمها المثالي ، لتكون قمرا على كيان زمانها ، فيكون عالمها وكأنه سجن لا يعترف عليها بقيود ، ولا هي تعترف له بحدود ، فهي جميلة حتى في أسرها ، هادئة في خيال حبسها ، في ذاك السجن اللطيف ، ليأسرها بعيدا عن حاضر مصائبها ، لأنها لا تعرف إلا ذاك العالم ملاذا لها ، ولا تعترف بغير جزيرتها منزلا وفكرا لها ، لتكون بعيدة في عالمها ، حالمة في أمنياتها ، سامعة لروعة أغنياتها ، فتعيش هناك وكأن عالمها مجرد حلم لها .. ولكنها أسيرة عند ذاك العالم ، هادئة في عالمها الحالم ، هادية حتى في همسات آلامها ، تهيم في أزهارها ، فهي الهادئة بجمال هدوءها ، فلا تريد أن تفك أسرها من ذاك العالم ، ولا يريد ذاك العالم أن يفك قيدها ، فهو قد فتن ولازال مفتونا في هدوءها ، فربما كانت تلك الفتاة الساحرة .. عاشقة من طراز ملاك نادر ، وربما كانت هادئة في شموخ باهر ، وربما كانت صامتة بلغة الرياح ، وربما كانت شاكية بلوعتها ، ولكن الأكيد أنها أسيرة .. ولكن بنكهة خاصة .. لأنها لا تعرف القيود ، لأنها تحمل بطاقة هويتها أمام كل عالم تعيشه ، مكتوب عليها .. ( أسيرة بلا قيود ) ، وهي فتاة تسكن في خيالي ، ولكن الاكيد أنها موجودة في أحد زوايا هذا الزمن .
تمنياتي لكم .. ولها .. ولعالمها المثالي ..
لورانس
[size=4]أنقاض في المأساة
وفتاوي تلفسفُ مصائري
هل من منصفٍ ..؟!
هل من عدلً ..؟!
لقد أسرف بي البلاء
أفدي الارض بحياتي
ولايدعوني فدائياً
بل يدعوني منتحراً
إنفراد الزيف يحشرج الفضيلة
وذهول مرارتي تفقده الهوية
أهب على شوارعٍ
في أرصفتها
قصفٌ
وتجريفٌ
وقتل
في مبانيها
إنحلالٌ
إنحسارٌ
وإنحلال
مدينةٌ تكونت
من أشلاء الأجساد
وأطلال الخرائب
يرتادها الأشباح في هلعٍ
وتقطنها حثالات العناكب
فكان صدى الزلال
في عيني كـ الجنين
يرتضى صوته الأنين
يبعثر الفجيع اللعين
تنكسر حصى الرمل من قوة درجاته
يهدد بزمجرته ... ويضرغم بقسوته
يقود الأناس كـ الأنعام
مذعنةً
ذليلة
تبكنا الروابي
وتضل المرابي
فلا روحٌ ولا إرتياح
ولا سمحٌ ولا سماح
بل هناكـ
جرحٌ وجراح
نوحٌ ونياح
رمحٌ ورماح
جرح داميٌ ... بجراحه
ونوحٌ أسيُ ... بنواحه
ورمحٌ مسممة .. رماحه
حياةٌ تغل بها المرارة
حياةٌ تسل لنا الضرارة
حياةٌ تخل لها العبارة
حياةٌ تعل لها المثارة
غايةٌ نبيله ... تلاقيها غايةٌ ذليله
رايةٌ طويلة .. تلاقيها رايةٌ ضليلة
حسبكـِ يامآساتي
لقد أيقظتي في العين البكاء
لقد أثرتــي في القلب العناء
لقد زرعتي في الجسد الشقاء
لقد أرقتي في الأوردة الدماء
إلى متى أتجاوب لذعر الروح ..؟!
إلى متى أأنُ في أنين الروح ..؟!
إلى متى أتوهم بفضاء الروح ..؟!
لقد أنحرفت في مآساتي
فتهلهلت لها عظامي
ونبذتُ بعدها
في ذعري
وأنيني
وأوهامي
معكـِ يامآساتي...
الأخ : خــواطر محــروم المحترم
تحية طيبة .. وبعد :
حينما تكون تلك الفتاة بعيدة في خيالها ، راسخة بشموخها ، رائعة في هدوءها ، حينها تجف الأقلام عن وصفها ، وتتملكنا العفوية تجاه أخلاقها الرائعة ، إحتراما لها ولعالمها المثالي .
أخي الغالي ..
لكلماتك في صفحتي تشريف لا تمله نفسي ، فقد وصفت خاطرتي بوصف ربما يعجز لورانس عن وصفة ، ربما كانت مشاركتك تعليق .. وربما كانت تحليل .. ولكن الاكيد أنها تشريف للورانس ولكلماته ولصفحاته التي تتشرف دائما بحضورك أنت والقراء الكرام .
أخي الغالي ..
إن حضورك للكلمات ماهو إلا تشريف لقلمي الذي رسم كلماته المتواضعة تجاه فكركم الراقي وفكر القراء الكرام ، فما قلم لورانس بشيء إذا لم يجد من يشاركه ، وما كلمات لورانس لها قيمة إذا لم تجد من يقرأها ، فأنت يا أخي وجميع القراء الكرام جميعكم لورانس ، الإنسان الذي صنعتموه بتوفيق من الله ، وأخذ يرسم الكلمات لإمتاع ذائقتكم الأدبية ، لعلي أن انجح وأصل إلى مرتبة أحاسيسكم الغالية على لورانس .
أخي الغالي ..
أشكرك جزيل الشكر على قراءتك للموضوع والذي شرفته بجزء من وقتكم الثمين ، وأشكرك أكثر على روعة مشاركتك التي حملت التشجيع الغالي من فكركم الراقي ، وأدعوا الله سبحانه أن يكون فكر لورانس عند حسن ظن فكرك وفكر القراء الكرام ، ويارب دوام التوفيق .
وتقبل فائق أمنياتي ...
لورانس
نعم أسيرة ولكن بقيود
من حرير
جعلت من قلبي
عاشق وأسير
أسيرة لحروف الحب
لنبضات القلب
أرسم أحلامي كل مساء
في لحظات الغروب
وأعيش أيامي
وقلبي من الشوق يذوب
احاول أن
أكون ملكة بلا مملكة
اكتب كل ما يدور
في خيالي
من مشاعر حائرة
أو ربما تكون ثائرة
في عالم غريب لا
يعترف بهذة المشاعر
او ربما هو زمن
يفتقد القلب الحنون
يفتقد الوفاء بالعهد
يفتقد نبض القلب