هذه صرخة من اجل مجتمع متآخي
مجتمع فيه الإيثار والمحبة
والتفكير في الغير....
يا انسان.. يا من تحمل في صدرك قلبا يرحم.. يتألم.. يعرف طعم دموع البؤساء.. يرثي للضعفاء.
ان اشرق صبحك بالأحلام.. وسمعت هتاف الكروان السابح في بحر النور.. يعلن ميلاد النور ويزف الفجر، فتذكر ان اخاك يعيش بغير صباح.. لا يعرف إلا ليل الاحزان.
إذا ما أتيت الى البيت مساء مشتاقا تضنيك اللهفة للابناء.. وجلست ومن حولك آمال العمر.. إذ ذاك وانت تناغي ذاك وذاك، وتمد يداك فتمسح عن رأس المذعور الخوف.. وتقبل وجنات الاطفال. إذ ذاك تذكر.. طفلا ماتت في شفتيه البسمة.. شاب وما زال وليدا.. طفلا قتل الزلزال اباه.. طفلا قتلت نيران الارهاب اباه.. تركته صريعا للأيام.. تركته يلوك الاحزان.. يقتات انينا يدمي قلب السحب الدكناء.. يتخذ الدرب رفيقا يفترش الرمل.
إذا ما ضمك للنوم سرير.. وحظيت بنوم في عمق الموت تسبح فيه الاحلام.. إذا ذلك تذكر.. من باتوا فوق الارض جياعا.. سئمتهم حتى الصحراء.. وخيام سوداء تشبه قلب الدهر.
ألمي لا تبلغه الالفاظ.. ألمي في الاعماق عميق.. ألمي لا يعرف إلا بالاحساس.. ألمي في دمع الاطفال الايتام وقد باتوا من غير معين.. ألمي في دمع المظلومين.. ألمي عبر دماء منكوبي الزلزال.. ألمي عبر دماء شهداء الارهاب.. ألمي في القدس المسلوبة.. ألمي في دقات قلوب الرمال وصيحات الجدران.
ألمي لا يعرف إلا بالأحساس.. ألمي لا يدركه إلا الانسان.. فتذكرني يا انسان..
بلا فخر غامدي
العرض العادي
