السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة الاحبة في الله
~*¤®§(*§ تذكرة الى عالم الضياع §*)§®¤*~
اردت أن اجعل الكلمات تضي .. وأن تقول بالضبط ما اريدها ان تقوله .. وعندما قرأت ان الكلمات تتغدى على التجارب .. أنطلقت كالمجنون .. اجوب الارض وابحث عن التجارب في شوراع العالم .. في الازقة وفي سفن الصيد والجامعات .. وعبر الآف الاميال الموجعة .. وبعد أن قطعت كوماً من السنين .. أكتشفت فجاءة أن ذلك كان خداعاً لا قيمة له .. كان كذباً كله منذ البداية ..
وكان يجب ان اتوقف .. أن ادق رجلي في الارض .. وأتوقف ..
لكن ثمة امراً بشعاً كان قد حدث في ذاخلي .. ووجدت نفسي أقف في نقطة نلتقي بها جميع الطرق .. حيث كان من المفترض أن لا يقف أحد .. أكتشفت برعب قاتل ان تلك منطقة الصفر .. وانني اقف عارياً في فراغ مفزع ..
وكان لا بد أن يحدث الانكسار في ذاخلي .. فلم يعد لدي اية قدرة على التكييف .. تماماً كما ينكسر الشراع المتصلب في وجه الريح .. ولكنني لم اغرق بل ظللت اطفو مثل حوت متعفن امتلأت امعاؤه بمخزون هائل من الهواء .. وظلت عيناني مفتوحتان تجوبان الافق .. وعلى مدى البصر شرعت تحتشد الآف من الذكريات المتوهجة والميتة.. والآف آخرى من الافكار المتوحشة المنطلقة كالجياد البرية في غير اتزان .. ووجوه الاصدقاء .. والاماكن .. وكلمات الود على طول الطريق .. واضواء القطارات .. والآف الوداعات المشحونة بالاحزان والتوتر ...
دنيا كاملة مربكة الى ابعد الحدود .. وكانت رحلتي قد طالت وتمزقت .. وكنت أشعر بفراغ قاتل يغرس انيابه في جسدي .. وبوحدة هائلة .. فجلست في هذا المساء وكتبت الى احد اصدقائي .. صديقي .. انا ضائع .. ووحيد مثل ريشة سقطت من جناح طائر ..
لقد خيل لي _ في ليالي وحدتي _ أنني بدأت اضيع برقة متناهية .. في عالم أملس تنزلق قدماي على أرضه بلا أنقطاع ....
~*¤®§(*§ الـغــــول §*)§®¤*~
|
العرض العادي
