عندما نلقي نظرة خاطفة على الذهنية المريضة لقاتل "غ رين ريفر" والذي يدعى غاري ريدغواي، فإننا نجد أنفسنا أمام رحلة مروعة عبر صورة مثيرة للرعب صاغها الحقد وتحيطها الذكريات المتمزقة لما لا يعد ولا يحصى من ضحاياه.
وقد اعترف هذا القاتل الوحشي قائلا "عندما قتلت النساء، لم أنظر في وجوههن ولم ألق نظرة عليهن بعد اقدامي على وضع حد لحياتهن"، مشيرا إلى انه يعتبرهن بمثابة حثالة ونفايات.
ففي مقابلات معه استغرقت أكثر من ألف ساعة، تفحص المحققون ذهنية ريدغواي " 54عاما" في مسعى لاستخلاص المزيد من المعلومات حول أماكن تواجد بعض ضحاياه المفقودات حتى الآن، فضلا عن معرفة الأسباب الذي دعته لكي يقوم على سلسلة من جرائم القتل استمرت لمدة تبلغ نحو عقدين من الزمن.
وقد وجه ديف ريشيرت، رئيس شرطة مقاطعة كنغ بولاية واشنطن، سؤالاً للمجرم ريدغواي متسائلا عما جرى، مشيرا إلى انهما ترعرعا في مجتمع واحد.. وسأل ريشيرت القاتل قائلا: "كيف أصبحت أنت قاتلا، فيما أصبحت أنا رئيسا لشرطة مقاطعة كنغ؟". ورد ريدغواي على رئيس الشرطة: "لقد اخترت طريقا لكي أصبح قاتلا متوحشا". ثم رد عليه رئيس الشرطة قائلا: "لقد اخترت النساء الضعيفات الشابات، لأنك شخص جبان وقاتل شرير"، ليرد عليه القاتل ريدغواي بالإيجاب.
ويعتقد ان ريدغواي هو أخطر قاتل تسلسلي في تاريخ أمريكا، إذ كان يستهدف النساء الساقطات حيث اكتسب لقبه إثر قيامه بالتخلص من بعض جثث ضحاياه في منطقة غرين ريفر بولاية واشنطن.
ولكي يتسنى له تفادي تنفيذ حكم الإعدام عليه بسبب جرائم القتل التي اقترفها خلال الفترة 1982وحتى 2001م، اعترف ريدغواي بقتل 48امرأة ثم عرض تعاونه مع الشرطة.
ويزعم ريدغواي ان عدد ضحاياه يبلغ 70أو أكثر إلا انه يشير إلى انه لا يستطيع حتى تذكر ضحاياه جميعهم.
ولا يزال هذا القاتل الوحشي يحتفظ بذكريات مفعمة حول كيفية إقدامه بلا رحمة على قتل ضحاياه وخنقهن حتى الموت باستخدام كل أدوات القتل مثل المشنقة وحبال الشد حتى لا يرى دماءهن بزعم انه يعاني من مشكلة مع الدم.
واعترف ريدغواي قائلا: انه كان يستخدم مشنقة يلفها حول عنق الضحية، ثم يضع قدميه على ظهر بعض النساء ومن ثم سحبها بكل ما لديه من قوة ليودي بحياتهن.
وكان ريدغواي، وهو أب تزوج ثلاث مرات وطلقهن جميعا، يقدم على الاعتداء لا اخلاقيا على ضحاياه قبل قتلهن، وأحيانا أخرى بعد قتلهن، وقد تم إلقاء القبض على ريدغواي بعد قيام صديق لساقطة مفقودة بتحديد مواصفات شاحنته الصغيرة.
وتمكن رجال الشرطة من إيجاد ارتباط بين القاتل المخبول وعدة جرائم قتل عبر دليل الحمض النووي.
وبعد اعتراف ريدغواي بجرائمه، بدأ المحققون في استجوابه خلال شهر يونيو الماضي. وقد أبدى ريدغواي قدرا ضئيلا من الاحساس بالندم. إذ اعترف بأنه كان يلجأ بعد اقتراف الجريمة إلى أخذ حمام وتناول بعض المسكرات وأخذ قسط من النوم لتهدئة ذاته، ثم يفكر فيما سيقدم عليه كخطوة تالية، على حد قوله.
ونظراً للعدد الكبير من ضحايا هذا القاتل الوحشي وطول الفترة التي سبب خلالها رعباً في منطقة سياتل، فقد أصبحت معظم ذكريات ريدغواي ضبابية فيما أصبحت أخرى مجرد خيالات. ويتذكر ريدغواي انه كان يسبح خلف صبي يبلغ من العمر عشر سنوات في بحيرة، مشيراً إلى انه أقدم على سحبه إلى أسفل حتى غرق ثم ترك جثة الصغير اسفل رصيف.
يقول ريدغواي ان تلك الحادثة تسبب له قلقاً دائماً بزعم انه لا يتذكر ما إذا اقترف تلك الجريمة أم كان ذلك حلماً.
ولم يجد المحققون طفلا مفقودا أو مات غرقا ينطبق عليه وصف ريدغواي لتلك الجريمة، غير ان واقع افعاله الاجرامية لا يزال ينعكس صداه على حياة أفراد عائلات ضحاياه.
ويعبر بعض أقارب ضحايا ريدغواي عن غضبهم البالغ بسبب عدم تنفيذ حكم الإعدام على هذا القاتل الوحشي. تقول فيلما هاريس وهي والدة احدى ضحايا ريدغواي، انها لا تزال تعتقد في ضرورة ان يلقى هذا المجرم حتفه.
وقد أثار الحكم الصادر بحق ريدغواي خلال شهر ديسمبر من عام 2003م في محكمة بمدينة سياتل، غضب العديد من أقرباء ضحاياه مثل سارة كرستنين التي فقدت والدتها كارول آن. وبرزت سيدة تدعى كارول استيس وهي تحمل صورة ابنتها ديبوا فيما بكت الشقيقتان دبتا بروير ومشلين اندروز وهما تتحدثان عن مقتل شقيقتهما شيرلي شيربل.
وصرخ خوزي وليامسون، وهو شقيق احدى ضحايا ريدغواي، قائلا انه سوف لن يصفح عنه واصفا إياه بالخاسر والجبان بل شبهه بالحيوان.
وهناك مجموعة أخرى من الأشخاص يشعرون بألم أكبر، حيث لم ترد اسماء اقربائهم المفقودين أو الموتى من قائمة ضحايا ريدغواي، مثل سيدة تدعى ماري ماريرو، والتي فقدت شقيقتها، حيث تبحث هذه المجموعة عن حل اللغز المحيط بقريباتهم المفقودات.
وصرخت ماريرو قائلة انها تتطلع إلى دفن جثة شقيقتها ومعرفة مكانها حتى لا تترك في مكان قارس البرودة مثل كلب ميت. ومضت ماريرو قائلة "نريد اجابة لتساؤلاتنا حتى نتمكن من مساعدة والدتنا التي لا تزال تعتقد بأن فلذة كبدها ريكي على قيد الحياة".
منقول من جريدة الرياض !
العرض العادي
