ترعرعت الطفلة الشجاعة غريس بيرسون البالغة من العمر اربع سنوات، وشبت عن الطوق على نحو يفوق أي طفل آخر، بعد أن كتبت لها النجاة من حادث تحطم طائرة أودى بحياة أمها وعمها، وهي نجاة وصفها الأطباء بأنها "مذهلة". فقد تناست غريس جراحها المؤلمة وتسامت فوق آلامها المبرحة وقامت بتهدئة روع اختها الصغرى ليلي، ذات السنوات الثلاث، وتعهدتها بالرعاية الحانية الى ان وصل رجال الإنقاذ بعد خمس ساعات عصيبة وقاسية.
وبدأت قصة المأساة اثر تحطم طائرة ذات محركين كانت تقل الطفلتين وأمهما كاثرين وول بيرسون وعمهما تشارلز اريكسون الذي كان يقود الطائرة عندما ارتطمت بالأرض قرب غراند ماريس في مينيسوتا. واسفر الحادث عن وفاة الأم والعم في الحال بينما انقذفت الطفلتان بعيداً عن حطام الطائرة، وهما مصابتان بحروق خطيرة.
أدركت الطفلة غريس ان من كانوا معها على متن الطائرة هم الآن في عداد الموتى، وأن أختها قد تموت أيضاً. وبرباطة جأش لا مثيل لها، قامت غريس بضم أختها الصغيرة ليلي بذراعيها وعملت على تهدئتها وطمأنتها ومواساتها.
وعندما قالت ليلي انها تريد الذهاب الى البيت، ردت عليها غريس بأنهما سيذهبان للبيت قريبا - حتى وإن لم تكن تعلم أن يد المساعدة ستمتد إليهما.
وبعد أن انقشعت سحابة الدخان، حملت غريس أختها ليلي بطريقة تنم عن الوعي والرشد، وقامت بوضعها بهدوء على أحد مقاعد الطائرة. وبعد خمس ساعات ملؤها العذاب والألم، وصل رجال الإنقاذ وقاموا بإخلاء الطفلتين جوا الى مركز علاج الحروق بمستشفى "دولوث ريجونز"، حيث امضت ليلى عدة ايام في قسم العناية المركزة لأن اصابتها كانت أخطر من اصابة أختها غريس. أما غريس، فقد كانت تجلس الى جانب ليلي ومعهما والدهما توبي بيرسون الذي لم يكن على متن الطائرة التي تحطمت. وظلت غريس مع أبيها يواسيان ليلي ويرفعان من معنوياتها، وتشير التشخيصات الى ان الطفلتين بحالة صحية جيدة.
ويشار الى ان احد الأفلام المفضلة لدى غريس هو فيلم "ويني ذي بوه" وهو يشتمل على مشهد يقول فيه الممثل: "أنت اقوى مما تعتقد". وهو ما دأبت غريس على الاستشهاد به في الأيام العصيبة التي مرت بها، حيث كانت تعيد صيغة الجملة وتقول لأبيها: "أنا أقوى مما تعتقد يا أبي" وذلك عندما يساور اباها القلق حيال تأثير تلك المأساة عليها.
العرض الشجري
