في ليلة شاعرية ..تحت ضوء نجوم متلألأة..
وأنا أمام نافذة غرفة العشق الساحرة...
أجلس على مائدة تتلبس بالحرير الأحمر الموشى بخيوط ذهبية..
جلست وحدي وأنا أسترجع أمسيتي الؤلؤية...
استرجعت كل شيء..وبدأته من الصفر..
من لحظة دخوله في غرفة عشقي..
دخل وعينه تلتهمني بنظراته الحارقة..
اقترب مني وطبع قبلة هامسة على أناملي المرتجفة...
ورفع رأسه يتأمل فستاني الأسود المرسوم بخيوط فضية..
تأمل انسيابه على جسدي الرقيق...
وخصلات شعري التي تتدحرج على كتفي ..مع تلك الشرائط الفضية..
أخذ لحظات وكأنها سنين وهو ساكن يتأملني..
وأنا أنظر للأسفل ... لم أجرأ أن أرفع نظري...
لكن لمسة يده على أناملي...ارعشت لها رموش عيني .. فرفعتهما..
وتأملته بقوامه الفارع وشعره الأسود الفاحم...
وهو يبتسم لي ابتسامة مشرقة ...قابلتها بخجل ظهر يفوح من ابتسامتي..
قدم الكرسي ليدعوني للجلوس .. وجلس أمامي واضعا يده على أناملي ..
وشموع الغرفة الصفراء .. تمنح اضاءة رومانسية خافته..
فتشعل به جلستنا الشاعريه..
تحدث الي طويلا .. ولكني لم أعي شيئا ..
فلمسة أنامله لازال مفعولها يسري في جسدي..
همساته الحانية وهي ترتطم بوجهي..
لتشعرني بحرارة أضفت حمرة على وجهي الشاحب..
(حبيبتي)......
استيقظت عليها وهو يناديني بها بلهجة عاتبة...
وكأنه يعلم أني في عالم آخر...
ابتسمت له ابتسامة خجل متردده..وأنا لا أدري ما أقول ..
فنظرات عينيه تحمل عتابا لي...
لماذا؟؟؟لا أدري....
هل لأني لم أستمع له .....أم لأنه يريدني أن أتحدث؟؟
حسنا سأتحدث..
(حبيبي).......
نطقتها ..فأحكم قبضته على أناملي.. وهو يرتجف..
نظرت لوجهه بدهشة..فإذا به يشع سعادة..
(أكملي)......
نطقها في فرح مشوب بحماسة شاعرية رقيقة...
أرسلت له ملامح مترددة ...لم أعرف ماأقول...
ولكني تجرأت فلم أقل سوى جملة واحدة...
(مارأيك في لغة العيون؟؟)............
انظر لعيني لتعرف ماتريد..
لتعرف عشقي المجنون بلون الورد الأحمر..
لتعرف دموع اشتياقي إليك...
لتعرف تأثيرك على حياتي.
فحين سمعت صوتك الرخيم....ذرفت دموعا لاأدري كنهها؟؟
هل فرحا أم حزنا؟؟
حبيبي نبرات صوتك لاتفارق أذني..وصورتك مرسومة على سواد عيني..
فلا أرى إلا ابتسامتك حين تقفل أبواب الأمل في وجهي...
واستشعر كلماتك حين يكسو قلبي الملل...
انظر لعيني..تأملهما...
لتلمح بريقا يتلألأ فيها حين تكون بقربي...
لتلمح طيور السعادة ترفرف حول قلبي..
انظر إليها لترسل لك حبي...
لترسل كلماتي العاشقة من غير أن أنطقها..
هيا حبيبي .. واخبرني ماترى...
لحظات صمت مرت بيننا.. والشموع الصفراء تتأرجح بقوة
بفعل نسمات الهواء المنسابة من النافذة..
التي تتطاير حولها الستائر الحمراء المخملية...
قطع سكوننا الذي نعيشه خفوت ضوء الشموع .. فسادت الظلمة المكان من حولنا...
فأشعله بعينية ..
ببريقهما الذي يرنو فرحا إلي..
همس لي لحظتها بكلماته العاشقة .. وهو يقول لي...
حبيبتي..في هذه الظلمة التي لاينيرها إلا ضوء القمر..
أنت تنيرين حياتي .. فأسير وأنا لاأرى..
حبيبتي ........ضوء القمر هو من يشهد حبنا الأبدي الذي لن يتزحزح حتى لو حرمت عيني نور الحياة...وقلبي دفن تحت الرمال..
فهل أنت معي؟؟...
شددت على يديه وأنا أبكي دموع فرح...
أنا معك حبيبي حتى لو كنت بعيدا...
أنتظرك حتى لو رحلت طويلا..
حبيبي الدنيا لنا ..والعشق نحن من اكتسبه ورضي به..
فلنعيشه ولو للحظات......
فهمسات نعيشها أفضل من دهر يفرقنا..
استيقظت من لحظة تذكري .. وأنا أختمها بلحظة خروجه الهاديء...
أغلقت النافذة..واستلقيت على سريري الناعم..
مغمضة العينين . حتى لا تطير مني لحظات السعادة التي عشتها...
فذاكرتي أغلقت على لحنة ولن تفتح لغيره..
......
رذاذ المشاعر.....
العرض العادي
