نهاية عاشق
مرت الأيام والسنين كل شئ تغير إلا هو ظل كما كان..
يجالس البحر ويخط على شاطئه صورة حبيبته...يترقب عودتها بفارغ الصبر..نسيت أن أخبركم بأنهما قلب قد أنشطر إلى نصفين..فهي روحه التي يحيا من خلالها وهو الجسد الذي تأوي إليه...
فرض عليهما الحب منذ الصغر..يرضعونه لبعضهم البعض ويروون به قلوبهم العطشى...
باتا لا ينقصهما شئ ..وفجأة تراءت من بعيد غيمه تجزم بأفول حبهما..وصوت ينادي:هيا بنا نحو غد جميل لم تطأه قدميكما من قبل...
قالت له:هيا لنمتطي هذه الغيمة لتسافر بنا نحو عالم جديد..أمسك يدها مترجيا:أبقي فكلانا لا يستطيع الانفصال والبعد عن الآخر...طمأنته ووعدته بحفظ حبهما وأنها ستعود لتجديد دماء قلبيهما...
أيقن بأن لا مفر من السفر...بكى طويلا على صدرها ولأول مرة يشعر بعدم نفاذ صرخات دموعه إلى قلبها...رحلت..
وظل المسكين محتفظا بحبه لها..يرسل مع كل طيف حنينه وأشواقه إليها لتعود بحبيه..ولكنها بكل أسف تذهب إلى غير رجعة...
وبينما هو كعادته قابع عند جليسه الوحيد يستمع إلى مواويل الحنين للماضي يطيب به جراحات قلبه..وإذا بطيف يحمل رائحة محبوته فتراه قد جرت الدماء في أوصاله وهم للحاق به وإذا بمعشوقته واقفة أمامه...
ارتمى بين ذراعيها وبكى بكاء مريرا بكاء لوعة وحرمان...مسحت على رأسه قائلة:يا من كنت حبيبي ..نعم يا كنت أجمل ماض وأرق حبيب..لقد كنا صغارا ..لقد تذوقت الحب ولكني لم أشعر به..أعذرني..لقد فرض علي الحب ولم يترك لي...
تركته صريعا تائها ما بين هجرها وجرحها...
رحمك الله يا صريع الهوى..لقد مات وهو محتضنا حبه الأبد...
بكته النجوم والليل والقمر حتى البحر..جميعهم بكوا على نهاية
عاشق
المقنع الغريب
العرض العادي
