ليس من إنسان إلا وقد مرت به لحظات ينعقد فيها لسانه ويلجم فمه ليدع مجالا للدموع أن تتكلم لتعبر عن مشاعر النفس بأوضح بيان وبما يعجز أن يفصح عنه اللسان لو نطق
فدموع الفرح ودموع الحزن ودموع الخشية والخشوع أفضل ترجمان لتلك الأحوال ..
ولذلك كانت برهانا على صدق الإحساس بتلك المشاعر وبلوغها مرحلة القمة في النفس البشرية ..
والدموع شئ يدفئ القلب ويريح النفس من كل شئ ..
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (( عينان لا تمسهما النار : عين بكت من خشية الله ، وعين باتت تحرس في سبيل الله ))
فما أجمل أن يبكي الإنسان خشية لله ..
وحينما تسمع أو تشاهد أمرا مؤلما ولا سيما فيمن حولك ، يرق قلبك وتدمع عيناك ، وتشف نفسك ، ولكن هذه الحالة لا تلبث أن تزول لتطوى عليها الأيام صفحات من النسيان والغفلة..
ذلك النسيان هو في حقيقة الأمر منحة ومحنة ، فلولاه ما طاب لنا عيش ، ولا بقي عزيزٌ بعد عزيز.. ومهما نسينا من تلك الدموع ما نسينا ، فإن دمعة غالية عند الله ، ثقيلة في الميزان ، يجب ألا تهجر مآقينا ..
وليكن ذلك منا في خلوة ، لنفوز ببشرى " ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه " فنكون من أهل ظل العرش يوم القيامة ..
ولنلجم ذلك اللسان الذي أوردنا المهالك
لندع الدموع تتكلم عن ....
إيماننا وخوفنا .. ..
رغبتنا وشوقنا ....
ندمنا وتقصيرنا ..
لتحلق بنا تلك الدموع في آفاق سامية من الخشوع ..عندها فقط سنشعر أننا بحاجة إلى أن نمنح الدموع فرصة أكبر لتتكلم وتتكلم ..
فالدموع .. قطرة من ماء تجد طريقها على خد امرئ احتاج إليها ..
الدموع .. رفيقة درب أبن آدم .. في ضحكه .. بكائه .. حزنه .. فرحه ..
الدموع .. إحساس داخلي يعبر عن مكنون في القلب والعقل معاً . .
الدموع .. نعمة من الرحمن الذي منّ علينا بالنسيان ... والأمل فيما هو آت ..
دمعتي ........ عذراً فأنا مهما كتبت ... لن أعطيك حقك ..
أبو فيصل