فقير.....يبدأ يومه بأبتسامه ..
اليوم 25 من الشهر ويصحو الاب باكرا فى السابعه صباحا نشيطا مفعما بالحيويه يبدا يومه برؤية أبتسامه من زوجته ومن حولها ابناءه يتناولون وجبة الافطار سويا.
الاب: وبعد الانتهاء من الافطار يقول لابناءه ..هيا لاوصلكم فى طريقى للمدرسه.
الام : لاتنسى ان تشترى احتياجات البيت التى كتبتها لك.
الاب : ابشرى يانور عيونى الى تبغيه اجيبه..تدللى ..اليوم استلم الراتب واشترى كل الى تبغيه.
الام بأبتسامه : الله يطول عمرك ويحفظك لنا.
الابناء : هيا يا ابى تاخرنا على المدرسه.
الاب : يالله يالله....خرج وهو يغنى فرحا مسرورا..وفى طريقه يقطف زهره من حديقة المنزل يستنشقها ومن ثم يهديها لابنته الصغرى.
ركب الاب وابناءه السياره الصغيره التى تتزاحم فيها اجسادهم.
الابنه الصغرى : متى تشترى لنا سياره جديده مثل جيراننا اللبنانين.
الاب : جيراننا ياابنتى حالتهم الماديه ممتازه فالاب يعمل بشركة كبيره ومرتبه اضعاف اضعاف مرتبى واعطوه سياره ولديه بيت مستأجر من صاحب العمل مع اننى وهو نحمل نفس المؤهل الجامعى.
الابنه : لكن امى تقول ان زوجته تعمل ايضا.
الاب :نعم فهى تعمل فى احد القصور الفارهه العائده لكبار المسؤلين.
الاب وبزفره قويه لابنته : لاتنكدين عليّ يومى ياحبيبتى يالله.....وتحركت السياره وهى ترتجف لتهالكها وسيارة الجيران الفارهه واقفه.
يصل الاب الى المدرسه وينزل الابناء بعد ان اعطى كل منهم مصروفه اليومىالذى لايتجاوز ريالين.
الابن الاكبر : اعطنى عشرة ريالات يا ابى ..فزميلى يتقاضى خمسون ريالا يوميا.
الاب بدهشه : خمسون ريال ! غير معقول !
الاب : ومن يكون هذا يا بنى ؟
الابن الاكبر : انه ابن الوزير يا ابى..لا وعنده سياره مع سائقها ويأتى وينصرف متى ماشاء.
الاب : اّّه يابنى ابن الوزير لم يبلغ الخامسة عشره دخله اليومى اعلى منى !
الاب : اعذرنى يابنى والله لا املك نقود الان غير التى اعطيتك...واعدك غدا اعطيك عشرة ريالات ..فاليوم الراتب .
يصل الاب الى مكتبه فى العمل ويقول للجميع صباح الخير وهو مبتسم ..فيرد عليه زملاءه بالتحيه...ويذهب الى مكتب المدير للسلام عليه ولم يجده..فيسأل الفراش ..اين المدير ؟؟
يرد الفراش : انه مسافر اليوم .
يجلس الاب على مكتبه ويفكر ..هل اخرج الان للبنك لصرف مرتبى قبل الزحام ؟ اذا لاذهب ويخرج وهو يغنى بسيارته..وعندما يصل للبنك يتفاجأ بالزحمه..فيقول فى نفسه انهم يعتقدون انهم اول من يصل مثلى...عجبى !
الاب : بتنهيده خفيفه...اصف فى السرى وامرى لله..ويشاهد امامه شخص ليس بغريب عليه من الخلف فيمد يده على ظهر الشخص فأذا هو المدير !!!
يتسلم الاب المرتب ويعد النقود فأذا هو يجدها ناقصه مبلغا كبيرا ...اّاّه ..انه قسط صندوق التنميه وبنك التسليف ...يقود السياره وفى طريقه يلاقيه صاحبه عند اشارة المرور .....كيف حالك..
يرد الاب : بخير والحمد لله.
صاحبه : الاتريد ان تسدد الدين الذى اقرضتك اياه..
الاب : اّه تلحق بى بعد الاشاره واعطيك نقودك.
صاحبه : شكرا اتبعك الان.
وتابع الاب مسيره بسيارته الى السوق لشراء حاجيات المنزل...واثناء بحثه عن شريط كاسيت ليستمع اليه وينسى ما قد ذهب من النقود..فأذا به يجد فاتورة الهاتف والكهرباء والماء ولم يتبقى على اخر موعد للسداد غير يومين..
فيقول الاب: لا حول ولاقوة الابالله...ويغير اتجاه السياره ويعود للبنك لسداد الفواتير...ويعود للسوق ويشترى احتياجات المنزل ...ويقف عند المحاسب ويجد الفاتوره بمبلغ كبير ...فيخرج الاب ماتبقى معه من النقود فيجدها اقل من قيمة المشتروات فيضطر ان يعيد بعض المتطلبات ومن ضمنها حليب الطفل الرضيع..
مسكين الاب يعود للبيت عابس الوجه خلاف ما كان عليه اثناء خروجه ...ويسمع صراخ الرضيع...ويسر فى خاطره اعذرنى بنى لم استطع ان اشترى الحليب...لعلنى اجده لدى الجمعيات الخيريه وتبرعات المسؤلين واعانات الحكومة!__________________________________________ ________________
العرض العادي
