بسم الله الرحمن الرحيم
جميعنا يعلم ما في قصص السابقين من عظات وعبر لنا .. وجميعنا يعلم ما للأسرة من أثر في تربية الناشئة وصلاح أمرها .. وما للقدوة من أهمية في التربية .. هذه قصة قرأتها وقد رأيت أن أكتبها لكم لأخذ العبرة .. ولعل الله ان يكتب فيها لكم الفائدة
قال سهل التستري :- كنت وأنا ابن ثلاث سنين!! أقوم الليل , فأنظر إلى صلاة خالي محمد بن سوار, فقال لي يوما : ألا تذكر الله الذي خلقك ؟ فقلت كيف أذكره ؟ قال : قل بقلبك عند تقلبك في ثيابك ثلاث مرات , من غير أن تحرك به لسانك (( الله معي , الله ناظر إلي , الله شاهد . )) ـــ يقول ذلك لطفل في الثالثة من عمره ؟؟ ــ
فقلت ذلك ليالي , ثم أعلمته , فقال لي : قلها في كل ليلة سبع مرات , فقلت ذلك ليالي .. ثم أعلمته , فقال : قل ذلك في كل ليلة إحدى عشر مرة , فقلته , فوقع في قلبي حلاوته , فلما كان بعد سنة قال لي خالي : احفظ ما علمتك إياه ودم عليه إلى أن تدخل القبر فإنه ينفعك في الدنيا والآخرة , فلم أزل على ذلك سنين , وكنت اجد لذلك حلاوة في سري , ثم قال لي خالي يوما : يا سهل من كان الله معه وناظر إليه وشاهده .. أيعصيه ؟؟ إياك والمعصية يا بني .
فكنت اخلو بنفسي , فبعثوا بي إلى المكتب , فقلت : إني أخشى أن يتفرق على همي , ولكن شاطروا المعلم أني أذهب إليه ساعة فأتعلم ثم أرجع , فمضيت إلى الكتاب فتعلمت القرآن وحفظته وانا ابن سبع سنين . وكنت أصوم الدهر , وقوتي من خبز الشعير اثني عشر سنة !!
فوقعت لي مسألة وأنا ابن ثلاث عشرة سنة فسألت أهلي أن يبعثوني إلى أهل البصرة لأسال عنها ـــــ هل لاحظتم ؟؟ ابن ثلاث عشرة سنة .. مالذي يفعله ابناءنا في هذا العمر ؟؟ ما هي اهتماماتهم ؟؟ ماالذي يشغل أوقاتهم ؟؟ ـــــ, فأتيت البصرة وسالت علمائها فلم يشف احد عني شيئا .. فخرجت إلى عبادان وسألت حمزة العباداني فأجابني , فأقمت عنده مدة أنتفع بكلامه وأتأدب بأدبه , ثم رجعت إلى تستر فجعلت قوتي اقتصادا على ان يشتري لي بدرهم من الشعير الفرق فيطحن ويخبز لي , فأفطر عند السحر على أوقية كل ليلة بحتا بغير ملح !!! ولا أدم !! فكان يكفيني ذلك الدرهم سنة كاملة ؟؟ ثم عزمت على أن أطوي ثلاث ليال ثم أفطر ليلة ثم خمسا ثم سبعا ثم خمسا وعشرين ليلة , فكنت على ذلك عشرين سنة , ثم خرجت أسيح في الأرض سنين .. ثم رجعت إلى تستر , وكنت أقوم الليل كله ما شاء الله تعالى ..
قال احمد :: فما رأيته أكل الملح حتى لقي الله تعالى !!
سبحان الله كم كان لأولئك من إيمان وصلاح .. انظروا كيف أثرت الكلمات في ابن الثالثة .. هذا نموذج رائع من نماذج التربية الإسلامية .. فلعلنا نقتدي ونتشبه بهم .. فلا تحقر أخي المسلم الكلمة حين تقولها .. فلربما كان لكلمتك أثرا بالغا في نفس عاص .. وفي قلب حائر ..
[gl](( ولئن يهدي الله بك رجلا خير لك من حمر النعم )) [/gl]
تحياتي للجميع وعذرا على الاطالة
حلم