وأخبرتني في يومِ ممطر حزين
أني في حياتها كهذه الغيمة المسافرة...
أتيتُ فجأة ..
سكنتها فجأة ...
عصفت أرضها..
أغرقتها...
وحان الآن رحيلي.
اعترفت في جرأة
أنها لم تعد تحتمل هطولي ونزف جنوني...
الربيع قادم ...
ولا وقت هنا للبقاء ...
لم أفهم ...!!
تسائلتُ ....
وكيف أمضي تاركاً أرضاً في يومٍ ملكتها ...
كيف أرحل عن وطني...؟
وكيف أنسى ...؟
هاجرت رغم جهلي...
غادرتُ حزيناً منهكاً يومها ..
أتى الشتاء القادم ..
حملني إليها ...
لقيتها ذابلة ...
ما عرفتها ...
عرفتني ...
ذكرى الوداع..
حقائب السفر
أنشودة الرحيل...
فراقنا الأليم...
لم نتمالك أنفسنا..
بكت هطولي ...
بكيت غيابها....
تباً للفراق ...
إنها منظومة الحياة ..!!
لقاءٌ من أجل فراق ...
وفراقٌ من أجل لقاء...!!
ولازلتُ أتعلم ...ولازلتُ أتألم ...!!
*******
حقيبة سفر ...
إلى أبعد نقطة .....
إلى حيث المجهول..
قطعُ سرابٍ متناثرة هنا وهناك
علامات استفهام تدور حولنا...
خوف ...
ظلام
غموض
فراغ
رغم كل شيء ...
لم نبالي...
قابلنا القمر ...
رقصنا معه...
غنينا حتى مطلع الفجر...
وفي لحظة ...
لحظة صدق ...
نقرر فجأة
أن نرجع...
تطلبين مني أن نبتعد ...؟
أن نفترق...!!
وكيف نفعل ؟؟
بعد أن أضاع كلانا إحساسه بالزمن ...
بعد أن فقدنا الاتجاه ...
وانكسرت الأشرعة .....
نحن هنا اليوم وسنظل...
عودِ وحدك..إن شئتِ...
أما أنا سأبقى أتأمل ذكريات الأمس
كما جرت عادتي..
لا تحزني لأجلي ...
لا جديد يؤلم هنا ..
هذه أيامي...
وهاهي حقائب سفري
تقبع هناك في كل محطة ....
على أمل أن تغادر إلى اللا عودة...!!
*******
شبح امرأة ...
تمارسين معي هواية المطارادت البوليسية سيدتي...
فما أن أخرج من بيتي إلا وأجد ظلك يلاحقني...
وما أن أفتح نافذتي إلا وألقاكِ محلقةً فوق أنفي....
بين عيني...
على جبيني...
وحين أقرر في لحظة ثورة ممزوجة بغضب أن أفتح حقيبتي
تُخرجين رأسك باسمة .....
تُمدين لسانك في دلال...
وحين يسرقني الحنين لأوراقي أجد عينيكِ مبتسمة تداعب كلماتي...
تخاطب قلمي في حنان...
مرهقٌ أنا...
متعبٌ من هذا الاحتلال ...
أيتها السيدة...
أما قررتِ أن ترحلي وتدعين قلبي وشأنه....!!
كفِ عن ملاحقتي...
فالحب لا يأتي بالإكراه.....!!
عاشق الشهاده 0000