أعزائي أعضاء منتدى الإبداعات الأدبية! ما رأيكم في فكرتي التي سأطرحها الآن؟ إن القصة القرآنية صورت الكثير من مبادئ وأشكال القص وإبداعه الحي المتجدد، سواء في بناء الشخصيات أو الأحداث أو أسلوب السرد بأنواعه، وأقترح أن يذكر كل منا موقفاً أو شخصية أو أسلوباً ... ألخ. أعجبه من القص القرآني الكريم، ويضع أسبابه التي اختارها على أساسها، ويبين مواطن الجمال التي شدّتْ انتباهه وأثارت إعجابه، فالقرآن الكريم مليء بالإبداع القصصي، ولا مانع أن يذكر أحدنا موقفاً ما أو أسلوباً ذكره أحد قبله من الأعضاء؛ لأنه سوف يطرح لنا فكرة جديدة وأسباباً مختلفة، فكل منا يقرأ القصة القرآنية بفكره ومشاعره وفهمه، وهذه الأشياء نختلف فيها كاختلاف بصماتنا. فماذا ترون أحبتي؟ سأبدأ بما أعجبني وهو كثير لكني أطرح الآن موضوعي الأول.
أعجبني (بناء شخصية يوسف عليه السلام) في القصة القرآنية
(1)
ورد ذكر يوسف عليه السلام مرات متعددة في القرآن الكريم، لكن قصته وردت مرة واحدة في سورة يوسف، ولو أننا دققنا في بناء شخصيته عليه السلام، لوجدنا أن الأحداث المتتابعة التي تعرض لها كانت هي الفاعل الأول في بناء هذه الشخصية، وهذه الأحداث كانت العنصر السائد المحرك (فبعض القصص يحل الزمن أو البيئة أو العادات.. عنصراً سائداً فاعلا) لكن كانت الأحداث هنا مسؤولة بالدرجة الأولى عن نمو شخصية يوسف وتكوينها.
1- يوسف الطفل:
وصفت طفولة يوسف بشكل غير مباشر بالتدليل والتأديب الأبوي الذي ظهر في أول السورة، كما وصف هذا الطفل بالألمعية وقوة الملاحظة، فقد كان يتحدث مع أبيه عن الحدث الأول الذي غير حياته وساعد في تصعيد القصة وهو الرؤيا التي شاهدها في منامه وسأل والده عن تفسيرها وتأثيرها، ونلاحظ عمق هذا التأثير الحدثي منذ البداية حيث حذره والده من كيد أخوته إذا علموا بهذه الرؤيا. وهكذا وضعت القصة القرآنية الطفل الصغير في موقع مسؤولية عظيمة قد لا يقدر عليها الكبار وهي (كتمان السر) فكان عليه السلام أهلاً لها، وهكذا تكون العمود الأول في شخصيته.
2- يوسف المتهم بالسرقة.
هنا تبرز قوة القصة القرآنية حيث أن هذا الحدث كان في طفولة يوسف، لكن القصة القرآنية أجلّتْ الحديث عنه حتى نهاية القصة أو قرب نهايتها، حيث عيّر أخوة يوسف أخاهم الأصغر بالسرقة كما سرق أخ له من قبل (المقصود هو يوسف) على مسمع منه عليه السلام، بينما كانت هذه السرقة ملفقة (سواء من كيد خالته كما قال البعض أو من كيد أخوته ليقللوا من حب والده له أو احترامه)فكتمها يوسف أمين خزينة الملك في نفسه.
والجميل هنا أن بناء الشخصية يكتمل عند التنويه بهذا الحدث في آخر القصة وليس في أولها، لأن السمتين الأساسيتين اللتين وضعتهما القصة القرآنية في شخصية يوسف كانتا (العفة والتسامح) ولما كانت سمة العفة متضحة في منتصف القصة جاء اكتمال بناء الشخصية من خلال التنويه الأخير عن سمة التسامح. ولا تصل قوة هذا البناء الفذ إلا بجعل المتلقي مستنتجاً مستبصراً في قوة الاحتمال لدى يوسف، وصبره على أذى أخوته حتى النهاية رغم وجوده في موقف قوة، ورغم أن الجرح مع الزمن لا يفتأ ينفتح من جديد مع التذكير، وقد ذكّره هذا التعيير بالظلم القديم الذي وقع عليه في طفولته، ولاشك أن كلنا يعلم أن ألم الطفولة لا يمحوه الزمن وتتابع الأيام.
وسوف أواصل الحديث عن بناء شخصيته في مرات أخرى إذا شاء المولى القدير. وشكراً لجميع القراء لسطوري البسيطة.
أعجبني (بناء شخصية يوسف عليه السلام) في القصة القرآنية
(2)
3- يوسف المكروه
حقد أخوة يوسف عليه بسبب حب أبيه العظيم له، وبسبب الملكات التي وهبها الله له، وهذا جزء هام أثر في بناء شخصيته فحقد الأخوة شيء ثقيل على النفس وفوق احتمال الرجل الجلد فكيف بالطفل الوديع الذي يرى هذا الحقد ويتعرض للأذى من أخوته الذين يكبرونه سناً وتجربة وخبرة، الأمر الذي يمكن أن يضع في عقل الصغير الكثير من التساؤلات لكن القصة القرآنية لم تتحدث عن مشاعر يوسف أبداً بهذا الصدد. الأمر الذي نعجب له كثيراً، فالحديث كان عن مشاعر الأخوة وبغضهم وحسدهم، ولم نشاهد رد فعله عليه السلام، فلماذا تجاهلت القصة القرآنية هذه المشاعر؟ نلاحظ أن غريزة حب الأخ لأخيه تدخلت في عملية المؤامرة، وهي واضحة جلية في (لا تقتلوا يوسف) فقد كانت المؤامرة الأصلية هي القتل لكن الرحمة البسيطة والتي لا تعتبر رحمة بحال لكنها لم تجعل الأخ يقتل على يد أخيه، الأمر الذي يجعلنا نفكر لماذا تجاهلت القصة القرآنية مشاعر يوسف في هذه اللحظة لأنه ببساطة كان طفلا صغيراً لا يمكنه أن يتخيل أن يحقد عليه أخوته إلى الحد الذي يزهقون فيه روحه. وهكذا تبني القصة القرآنية شخصية طيبة هادئة لا تتوقع الشر من أقرب الناس لها وهذا أساس سمة التسامح الذي تبينه الآيات التالية لهذا الموقف الرهيب.
4- يوسف في الجب.
لم تتحدث القصة القرآنية كذلك عن يوسف داخل الجب، كل ما تحدثت عنه هو فترة ما قبل إلقائه في الجب وفترة ما بعد إخراجه منه، ولم نشاهد صورة يوسف داخل الجب، لماذا؟ أ لأن الفترة التي مضت على يوسف كانت قصيرة؟ أم هي غير مهمة؟ ألم تؤثر هذه الفترة التي قضاها على شخصيته؟ نرجع مرة أخرى إلى سمة التسامح... إذا وصفت القصة القرآنية حالة يوسف في الجب فقد خلقت فكرة تكوين الحقد على الأخوة، وهذا ما لم يتكون عند يوسف الطفل، الذي سبق أن أشرنا أنه لا زال وديعاً لا يمكنه أن يعرف معنى الحقد أو الانتقام. سيقول البعض إذا كيف تتضح صورة التسامح ما لم يتكون الحقد، فإن الإنسان الحاقد إذا صفح كان هذا أولى أن يلتفت إليه بينما إذا كان الإنسان صافحاً منذ البداية فلماذا يصفح في النهاية إذن؟ نقول هنا أن شخصية يوسف بنيت بطريقة سهلة وبسيطة على الرغم من القوة في هذا البناء الفذ، فالإنسان حين يكبر يتذكر كل الإساءات القديمة وقد يتكون لديه هذا الحقد والرغبة في الانتقام ذلك الذي لم يكن يحس به في طفولته البريئة.
ونعود مرة أخرى بإذن الله لنواصل الحديث عن هذا البناء العظيم لشخصيته عليه السلام. وأرجو من الأخوة الأعضاء الإدلاء بآرائهم، فأنا لست إلا مجتهدة أقرأ القصة من منظاري ولاشك أن فوق كل ذي علم عليم.. فأرجو المتابعة من الأخوة الأعضاء.
روان تحيه طيبه واشكر لك طرح مثل هذه المشاركات
التي نجد فيها من النفع والمعرفه
ساسرد لكم قصه مختصره عن سيدنا عيسى عليه السلام
ملخص قصة عيسى عليه السلام
مثل عيسى مثل آدم خلقه الله من تراب وقال له كن فيكون، هو عيسى بن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم، وهو الذي بشر بالنبي محمد، آتاه الله البينات وأيده بروح القدس وكان وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين، كلم الناس في المهد وكهلا وكان يخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيها فتكون طيرا، ويبرئ الأكمه والأبرص ويخرج الموتى كل بإذن الله، دعا المسيح قومه لعبادة الله الواحد الأحد ولكنهم أبوا واستكبروا وعارضوه، ولم يؤمن به سوى بسطاء قومه، رفعه الله إلى السماء وسيهبط حينما يشاء الله إلى الأرض ليكون شهيدا على الناس.
أشكرك أستاذي آهات على مشاركتك وقراءتك لموضوعي
لكن ما هو رأيك في موقف عيسى عليه السلام من قومه حين كذبوه؟
وكيف تصرف؟ وكيف تفسر تصرفه ذلك؟ وكيف يمكن تعليل طلب قومه للمائدة؟
وشكراً على تفاعلك
كل الشكر والتقديري لأختي الاستاذه روان المتميزه
على هذه المواضيع الرائعه والمفيده000
وأرجو أن تسمحي لى استاذتي أن انادي ومن منبرك هذا
بأن تتحول هذه الصفحه الى ملتقى أدبي مثبت
لعرض ومناقشه وطرح كل ما يثري الفكر وخير بدايه
بداءتها استاذتنا ب(القصه القرانيه)
ارجو أن تنال هذه الفكره الاستحسان من أساتذتي المشرفين
على هذه الصفحه
00000000
اكرر شكري وأمتناني أختي وأستاذتي
روان المتميزه
المهنــــــــــد