من الطبيعي أن نرى طالب يرثي معلم ..ولكن رثاء المعلم للطالب نادر ..ولا يصدر إلا من نفس عاليه .وقلب كبير ....ولا نستغرب ذلك من أبا معن ... أبنائنا والمعلمين بخير مادام بهم أمثال هذا المعلم الوفي .........
وسوف ترك المعلم يتكلم عن حاله ......
المعلم يقول ::
الله المستعان .. ولا حول ولا قوه إلا بالله ..
لقد أتاني الليلة خبر وفاة أحد الطلاب في حادث مروري .. في ريعان شبابه لم يبلغ العشرين من عمره
فتذكرت طالباً آخر مات قبل ثلاث سنين في حادث أيضاً واسمه ( سهل ) والذي مات قبل يومين اسمه ( عادل ) رحمهما الله وأسكنهما فسيح جناته وغفر لهما ورحمهما أنه الجواد البر الرحيم ..
فقلت لنفسي ..
هاهم يا أبا معن .. طلابك .. اخترمتهم المنية .. وشربوا الكأس .. وأنت لا زلت سادراً في الغواية .. لا هياً بدنياك .. ما اعتبرت ولا ادّكرت .. ولا رجعت ولا تنهدت .. فآه وواه ..
اللهم أحيي قلبي الميت .. واجعلني للمتقين إماما ..
واسوني أيها الأحباب فإني والله مكلوم .. جد مكلوم
ولقد كنت بعثت بهذه القصيدة عبر نافذة الوفاء لذلك الطالب .. وزاد حسرتي حسرة أن لن يسمعها ( وما أنت بمسمع من في القبور )
============(((((( إليك يا سهل ))))))))==================
كم كنت يا سهل نموذجاً مثالياً للطالب المجد المثابر ، ونموذجاً حياً للطالب المحافظ ..
عهدتك ذا خلق رفيع ونفس عالية تأبى إلاّ التفرد والتميز ..
عهدتك بسوماً لا تفارق الابتسامة محيّاك .. متوشحاً بلباس الوقار .. متزيناً بزينة الإسلام ..
عهدتك وكبير همتك يجاوز أفلاك السماء .. يمتطي الثريا .. ويقف بقدميه على الشِّعرى ..
عهدتك ملء العين .. متدرجاً في سماء الفضل ..
رحلت عنا يا سهل في يوم مبارك إن شاء الله عطرته بخلوف فمك الصائم لليوم الخامس من الست من شوال بعدما أتممت رمضان راجياً من الله الكريم أن تكون حسن خاتمة تسعد بها أبدا ..
وإلى اللقاء يا سهل في جنات عدن إن شاء الله .
====
وإلى اللقاء يا عادل في جنات عدن إن شاء الله .
-----------------------------------------------------------------------
الدَّمْع يجري على الخدَّين أنهارا -------------- يا سهْلُ لا تَتْرك الأحباب مُختارا
والقلب تُشْعله الأحزانُ طاغيةً -------------- يا سهْلُ والَّليل يُعطي الحُزن إصرارا
والعقل بالفِكر في الأيام قادمةً -------------- يا سهْلُ أمسى على الآلام دوّارا
أراك في سُرعةٍ تَبْدو مُفارِقُنا -------------- يا سهْلُ مهْلاً وهبْ لي منك تَذْكارا
يا سهْلُ إنّي يكاد الحزن يَقْتلني -------------- فارْحَمْ فؤاداً أتاه الهمُّ تَكرارا
يا سهْلُ واليوم تَكْويني دقائقهُ -------------- وكل واحدةٍ تُؤجِّجُ النَّارا
قد كانت الأرض خضراءً مُنمّقةً -------------- وها هي اليوم يُلقي الجدبُ أستارا
إني لأذكر والتعليم جامِعُنا -------------- أيّام سعْدٍ نشُمُّ منه أزهارا
أيام كُنّا وهذا الكون يَرْمقنا -------------- بنظرةٍ حسداً يودُّ إضْرارا
أيام تبدو ووجْهك الصباح بدا -------------- يُحْيي الزهور ويقتل الكَرى ثارا
واليوم يا سهْلُ لا صبحٌ يُؤانِسُنا -------------- ولا نسيمٌ يُعيد السَّعْد أشْبارا
---------------------------
يا سهْلُ هل كُنتَ مُختاراً علينا وهل -------------- يا سهْلُ كنت على الأقدار جبّارا
قُلْ لي .. أجِبْني .. فإنني تَعَاوَرَني -------------- جيشٌ من الهمِّ أدْواراً وأطوارا
فقال هوِّنْ عليك لستُ مُتّخذاً -------------- من غيْركمْ بدلاً ولستُ مكَّارا
لكنّه القَدَر القديم قد حَضَرتْ -------------- أغْلاله عَلَناً ولستُ مختارا
بلِّغْ أبي أنني عند الكريم فلا -------------- يسحُّ دمْعاً فدوماً كان غفّارا
وبلِّغِ الأمَّ والأحزان تَعْصِرها -------------- أمُّاه لا تحزني مُتِّعْتِ أعْمارا
أمُّاه إني إلى الرحمن مُنطلقٌ -------------- والله ربي يُفيض الخير مِدْرارا
أمَّاه إنّي كباقي الناس مُرتحلٌ -------------- فكَفْكِفي الدّمْع فالمكتوب قد صارا
وبلِّغِ الصَحْب والإخوان قاطبةً -------------- تحيَّةً عَبَقاً وبلِّغِ الجارا
واسئلهمُ دعوة يستمطرون بها -------------- ستر الإله فَقِدْماً كان ستَّارا
----------------------
يا سهْلُ إنَّا نقول والصَّدى مَعَنَا -------------- يا ربِّ سهْلٌ أتاك اليوم مِغْوارا
فاغفر له الذَّنْبَ أيَّاً كان مَبْلغهُ -------------- ما زلْت يا ربَّنا للذَّنْب غفَّارا
واجْعلْ له في مضيق القبر مُتَّسعاً -------------- واجعل له في ظلام القبر أنوارا
واجعله يمشي إلى الجَّنات مُنطلقاً -------------- واجعل ظِلالك في جِنانك الدّارا
وها نقول وداعاً غير منقطعٍ -------------- يا سهل والموت يَسْتردُّ أخبارا
رحم الله سهل وعادل والهم اهلهم وذويهم ومعلميهم الصبر والسلوان .....ورحم الله امواتنا واموات المسلمين .............