ملكة قلبي يا من أضناني حبها وأدنفني هواها لقد طوحت بي صروف النوى وأحرقت عروق جسدي نار الحب ولم يبق في سويدائي إلا بقية من عرش يحن إليكِ يا أعز من تربع عليه .
أتعلمين يا ملكة قلبي أني أهديتكِ فؤادي من بين بنات حواء ولم أبال بما سأكابده من العذاب والألم من هواك بل رضيت به واستعذبته لأني أحببتك حباًّ ما أجنت القلوب وانطوت الجوانح على مثله لكِ .
وهل تعلمين أني ما أكلت طعاماً ولا شربت شراباً إلا تمنيتك معي لتكتمل مسرتي ولا رأيت منظراً أبهجني فتذكرتك إلا سمج بنظري لأنك قرة عيني ومسرة قلبي وبهجة عمري .
وهل تعلمين أن بين جنبي ناراً من الشوق تضطرم لم يطفئها الماء ولم يخمد جذوتها برد الشتاء .
وهل تعلمين يا أرق وأعذب وأصدق وأوفى مخلوق سكن فؤادي أني في الشتاء لا أحتاج إلى أعواد الثقاب فأنفاسي الحرّى من الشوق إليكِ كفيلة بإشعال النار .
وهل تعلمين أن هذا آخر حبًّ في حياتي بإذن الله لأني وجدت به ما أبحث عنه من الصدق والوفاء فإن حالت الأقدار دون نيل الأوطار فاعلمي أن قتيلك سهر لأجلك الأسحار ونظم الأشعار وذرف الدمع المدرار وألجم هواه بلجام الخوف من الواحد القهار .
وربي إني أبكي عندما أقرأ قصص العشاق وأترحم عليهم وإن كانوا من الجاهليين لما أقاسيه من غصص الهوى فليغفر الله لي .
أنتِ ما أنتِ أنتِ الأمل واليأس والسعادة والشقاء والربيع والخريف والظل والحرور والحياة والموت والرحمة والعذاب فاحفظي عهدي وودي وأنا أعاهدكِ يا من يضوع المسك مع كل خطوةٍ من خطواتها أن أرعى هذا الحب حتى لا تذبل زهرته وأُأَجِّج ناره كي لا تخمد جذوته إلى أن يجمعنا الله برحمته في جنته .
رباه تعلم وعزتك وجلالك أني آثرت الإحتراق بلظى الشوق والهجر على معصيتك ياذا النهي والأمر فاجمعني بها في جنة ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر .
العرض العادي
