العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > المنتدى العام
موضوع مغلق
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-05-2011, 06:18 AM   رقم المشاركة : 1
نواف آل معتق
( ضيف الــود )
 
الصورة الرمزية نواف آل معتق
 





نواف آل معتق غير متصل

مقال : لماذا نجدهم فجأة يؤلفون ؟ ... نواف آل معتق

لماذا نجدهم فجأة يؤلفون؟


إن من أكثر مما يثير إعجابي إذا ما قارنت النمو الثقافي لعصرنا الحاضر كأمه إسلاميه مع النمو ذاته في الحضارات الأخرى الشرقية منها والغربية هو أن أجد استطاعه للتأليف والنشر وبطريقة فجائية لا يسبقها أي مقدمة,مع الأخذ في الحسبان للأوضاع التي ألفوا فيها كلاً بحسب الأحداث المحيطة به. بغض النظر اجتماعية كانت أو اقتصادية أو حتى سياسية , هي في نظرنا لا تتيح لنا القراءة فضلاً عن التأليف والنشر. فالروائية جوان رولينج صاحبة سلسلة روايات " هاري بوتر" لم يكن وضعها الاجتماعي يسمح بذلك ، والمدرب آنتوني روبنز انتقل من حارس لعمارة تجارية إلى أحد رموز التدريب كما صدرت له مؤلفات تصدرت قوائم الكتب الأكثر مبيعاً . روزا باركس المناضلة التي قامت لها أمريكا ولم تجلس لانها تفوهت بكلمة لا في وجه استبداد الرجل الأبيض ألفت أخيرا كتاب " القوة الهادئة" . غاندي أبو المقهورين هو الآخر الذي لم تسنح له الفرصة ليلتفت لحياته الخاصة إلا انه مع ذلك أصدر كتابه " تجاربي مع الحقيقة" . حتى رؤساء دولة أمريكا أصبح من المسلم به لديهم ان متى ما انتهت الفترة الرئاسية لأحدهم إلا وأعقبها بصدور كتاب يجمع فيه خبراته ويحكي فيه تجاربه " غطرسة القوة لريتشارد نيكسون إنموذجاً" ، ولم يقتصر ذلك على المدنيين بل امتد الأمر إلى القيادات العسكرية الذين تملئ عليهم طبيعة العمل الطاعة العمياء والإنصراف عن الأهتمامات الثقافية إلا أن الأمر مغاير هاهنا فلا نجدهم فقط يألفون بل حتى في أرقى الجامعات يحاضرون عن إنجازاتهم الميدانية في تاريخهم الحربي وكتاب" مبادئ الحرب" لفرديناند فوش إنموذجا ً للكتاب الذي أحدث دوياً اثناء الحرب العالمية الأولى بسبب نظريته نظرية الهجوم حتى الإباده. ولم يكن ذلك قصراً على صناع القرار دون غيرهم.
فقد تجد مغامرين وسياح ورحاله صوروا وترجموا مواقفهم وتجاربهم على الورق ومهندسين ومحامين وإعلاميين دونوا سيرهم الذاتية ولم يغفلوا فيها من سرد أخطائهم وعثراتهم محذرين بها من بعدهم وموقنين في ذلك بأن النهضة تراكم عملي يبدئه المتأخرون بما انتهى عنده الأولون.
بل وحتى في أسفل السلم المهني نجد عاملة نظافة بولندية تخرج كتاباً عما رأته من مخلفات في مخادع الألمان أبان الحرب العالمية الثانية.
ما سبق يعد غريباً وغير مألوف من خلال نظرنا لذلك عبر واقعنا الثقافي العربي المتأزم و المؤمن بأن ذلك يعد من اختصاص المثقفين والعلماء والمفكرين وليس لغير هؤلاء أن يسعى لإخراج مؤلف مسلمِين بان كلاً ميسر لما خلق له . هذه النظرة القاصرة جعلتني أخلع نظارة العرب المشروخه بالعادات والأفكار البالية ، وارتديت نظارة الموضوعية ذات الإطار العقلاني وهي التي لا تختص بحضارة دون أخرى . فرأيت بوضوح منطق المقدمات والنتائج ومنطق المدخلات والمخرجات ثم رجحت أن ذلك عائداً لسببين نقطة بداية أحدهما هي نقطة نهاية الآخر. ألا وهي القراءة والكتابة ..
فهم عندما يقرؤون فإنهم لا يفعلون ذلك من أجل ملء عقولهم بالمعلومات والأرقام على حدا سواء , بقدر ما يقروؤن لاجل أن ينتجوا مما جمعوه من رصيد معرفي , وبهذا فإن من لوازم استثمار هذا الرصيد أن يكون هناك تلازم واضح بين القراءة والكتابة , لما يتوصل إليهم أحدهم فهم لذلك يكتبون رغبة في تنور الأخرين وإيماناً منهم في أن العلم لاينمو إلا بالتبادل .

وإن مشهدنا الثقافي كعرب حيال ذلك منقسم إلى أنواع:

• نوع لا يقرأ ولا يكتب:
ولا يعني أنهم لا يقرؤون ولا يكتبون بأنهم أميين لا يعرفون القراءة والكتابة بل هم أي وإن كانوا متعلمين إلا أن تعليمهم لا يعدو أن يكون مدخلاً لكسب أقواتهم لاغير . وهذا النوع يشكل السواد الأعظم في خريطة عالمنا العربي. ضاماً تحت لوائه العوام والأكاديميين وقيادات إدارية وعسكرية بل وتربوية أيضاً . وهؤلاء تتنازعهم مطالب الحياة . مصدر معلوماتهم وسائل الإعلام . يتفاعلون مع أحداث الساعة. كما يغلب على أحكامهم نكهة العاطفة . هي عوامل عدت ساهمت في خلق هذا النوع بدءاً بالتعليم التلقيني المعتمد على الكم لا الكيف ، إلى التربية والمجتمع اللذين تكونا الحظوة فيهما لصاحب المال , وانتهاءاً إلى ذات الشخص الذي يتعلل دوماً بأوهام تكون هي السبب في أنها تصرفه عن القراءة والإطلاع. وإن كان يحبهما بحسب إدعائه

• نوع يقرأ ويكتب:
وهذا النوع هو من يقودوا قافلة الفكر والثقافة . لهم اجتهادات محمودة في تحديد مشكلات المجتمع ومعالجتها. وتشخيص الأمراض الحضارية والحيلولة دون الأصابة منها. يشغلهم الواقع وينظرون المستقبل ,كتبهم تملئ الأرفف، أفكارهم تطرح على طاولات الحوار ولمقالاتهم أصداء وتأثير. يحظى هؤلاء باحترام وثقة من المجتمع والدولة على صعيداً سواء.

• نوع يكتب لكنه لا يقرأ:
وبغض النظر عن نوعية الأفكار التي يكتبها والتي غالباً ما يكون المجتمع طريدته في ذلك . إلا أن كتاباته حتماً ستبلى وأفكاره ستنضب. فعندما قطع المورد الأول للأفكار وهو القراءة فمن الطبيعي أن تضمحل صفة الإبداع والتجدد. فلا تعجب إن وجدته وقد توقف بمنتصف الطريق.

• نوع يقرأ لكنه لا يكتب:
مما يبعث على الألم أن تجد طفلاً أنهى كتابه قصيدة شعرية وما أن يهم بإلقائها إلا وتجد من ينبرئ له مصححاً أوزانها. وأن تجد فتاة تعبر عن خواطرها ومشاعرها في دفترها الخاص إلا وتجد أهلها يهزئون من تعابيرها , هذا إن لم توسم بالعاطفية . فالعاطفة وفق معتقدهم من أمارات ضعف الشخصية. فعلاوة على أننا نعيش أمية ثقافية فإننا نقتل الموهبة في مهدها.
إن معدل زيادة ساعات القراءة للفرد ضامنة لأن تزيد أعداد المؤلفات في النسيج الثقافي , وهذا الشي لن يكون في صالحنا مادمنا نعزف عن ممارسة الكتابة . وسوف نصبح حينها في مأزق حيث أن الطلب أكثر من العرض . واستمرار هذا المأزق يعني أن نصرف أنظارنا إلى الترجمة بما لها وما عليها .فمتى ما كانت نسبة قراءة الرجل الأمريكي 36 ساعة فلا تعجب إن وجدت ما يطبع له بالمقابل في عام واحد ما يقارب 206 آلف كتاب . ولذا فإن من المؤكد أن قابلية التأليف ستكون متوفرة لديهم ما بقيت تلك الإحصاءات إن لم تزد. في مقابل عالمنا العربي الذي يقرأ العربي فيه مالا يجاوز 6 دقائق خارج المنهج التعليمي .

وإن هذا النوع في إقليمنا ينقسم إلى فئتين:

1) فئة تملك مهارة الكتابة:
ولا أعلم حقيقة سبب وحيد يمنع هذه الفئة من ممارسة الكتابة . ولو عدنا إلى الوراء قليلاً لوجدنا أن أكبر عائق كان يواجه المبدعين هو " النشر" لإبداعاتهم. إلا أننا وفي هذا العصر ذو الثورة الأتصالاتية لم يعد للشخص أي مسوغ يمنعه عن الكتابه مادام لديه نهم معرفي وفن كتابي يمكنه من التأثير . يقول بندر آل جلاله " أتعجب من بعض ممن يمتلك المعرفة إضافة لمهارة الكتابة ثم لا يستثمر القالب الإلكتروني – المتوفر لدى الغالبية - أيا كان نوعه , وهم دوما يصرخون بأنهم لا يجدون الفرصة للكتابة في عدد من المنافذ الإعلامية , حتى حين ظهر الفيس بوك كنت أتوقع من أولئك أن يبادروا بإنشاء صفحات رسمية - وليست صفحات لتجميع الأصدقاء – لكي ينشروا فيها ما لديهم من الفكر والثقافة بحيث يشترك في صفحاتهم المئات بل الآلاف من الناس , لكن للأسف ليس لدى الغالبية منهم إلا صفحات شخصية لتجميع الأصدقاء والاقتصار على تبادل النكات والصور للأماكن التي يزورونها والعبارات العامة التي لا تتوقع أن يهتم بكتابتها صاحب ثقافة وإطلاع , كما قد يكون البعض ممن نشر مقالات متفرقة لكن ليس لديه المهارة في كيفية ترتيبها وجعلها في مكان إلكتروني واحد لكي يسهل الإطلاع عليها ومناقشتها والاستفادة الكبيرة منها .

2) فئة لا تملك مهارة الكتابة :
وهذه الفئة أكثر مايكبلها هو بغيه وصولهم إلى درجة الكمال فيما يكتبون . وهذا لن يتأتى من الخطوة الأولى , إذ مسلمات التغيير تنطبق حتى هاهنا . إن قلق الصورة الكاملة أرق حتى كبار المؤلفين من قبل يقول العقاد : "ويهمني كثيرا ً أن أعود إلى كلامي قبل الطبع لأصححه وأراه في صورته الأخيرة , إلا أن يعوقني عن ذلك عائق .. ومتى نظرت فيه قبل تسليمه إلى المطبعة فقد أحذف وأزيد عليه ويندر جدا أن يمس الحذف أو الزيادة جوهر الموضوع .. وإذا شطبت على الكلمه أثناء الكتابة عنبت بأن أطمسها طمسا تاماً كأنني لا أريد أن تتراءى لنظري بعد ذاك , ويكثر الشطب إذا كنت مشغول الذهن منحرف المزاج . ويقل إذا أقبلت على العمل بنفس راضية وجسم مستريح .. أما زمان الكتابة فشرطي الوحيد ألا يكون بعد تناول الطعام "
إن الالتزام بممارسة الكتابة كل يوم ولو لسطور محدودة كفيلة بأن تصنع لنا كاتباً متألقاً في نهاية المطاف . وإثبات ذلك أن العظماء مدينين في تكوين عظمتهم لساعات قليلة التزموا فيها بعملاً ما كلا بحسب بناءه الذاتي . كتبت ذلك لأسفي أن الكثرة من المدركون , والمصلحون , والمفكرون , وأيضا شباب صاعدون , لم يتركوا لأفكارهم بالكتابه أن تعانق الحرية . فمتى ماتنحوا عن هذه الحياة تنحت أفكارهم معهم . وبهذا السبب فإننا نرّجع الأمة إلى أن تصنع عجلتها من جديد .

نواف بن متعب آل معتق
جامعة الملك عبدالعزيز .قانون






قديم 31-05-2011, 06:38 AM   رقم المشاركة : 2
ملكة الرومنس
( مشرفة العام والمكتبه الادبيه )
 
الصورة الرمزية ملكة الرومنس

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة






قديم 31-05-2011, 08:07 AM   رقم المشاركة : 3
أسير الصــمت
( السياحة والترحيب والإهداءات )
 
الصورة الرمزية أسير الصــمت

مقــال جميل وآكثر من رآئع

يعطيك العااافيه اخوي

:: نواف ::

ع النقل القيم

دمت بووود






قديم 31-05-2011, 11:43 PM   رقم المشاركة : 4
شمس القوايل
المشرفة العامة
 
الصورة الرمزية شمس القوايل

نواف أل معتق

مرحبا الساع وحياك الله في منتديات الود

سلمت يمناك ع الطرح والمقال القيم

كتبت فأتقنت وأبدعت ثم قرأنا فأستمتعنا

دمت ودام نزف قلمك

ننتظر جديدك القادم

تحياتي وتقديري

شمس القوايل







التوقيع :


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

قديم 01-06-2011, 01:44 AM   رقم المشاركة : 5
سندريــــــلا
( مشرفة العام والقضايا الساخنة)

بالفعل هناك من لايعرف الكتابة ولا القراءة ولكن الحياة علمته إلى أن أصبح ماهر بفنون الحياة ..

بالفعل كان مقال رائع وجميـــل ..

كتبت فأبدعت أخي الكريم ..

ودمت بح ب

سندريــــلا






التوقيع :





















قديم 01-06-2011, 03:10 AM   رقم المشاركة : 6
نواف آل معتق
( ضيف الــود )
 
الصورة الرمزية نواف آل معتق
 





نواف آل معتق غير متصل

بل أنتم من يستحقون التقدير (ملكة الرومانس ,أسير الصمت , وشمس القوايل ,سنديلا ) منكم أستمد طاقتي فأنتم وقودي الذي به تتحرك يدي للكتابة ..

لاحرمكم الله الأجر .. فليس العظيم الفكرة ,, بل العظيم أنت تجد من يقرأ الفكرة ويحترمها .. وددمتم مبدعين ..







قديم 02-06-2011, 01:49 AM   رقم المشاركة : 7
مهــ(M)ــا
( وِد ماسي )
 
الصورة الرمزية مهــ(M)ــا

السلام عليكم ورحمة الله وبركااته

مقااال جميييييييل ورااائع

نوااف

سلمت أناملك على ماخطته من كلام جميييييييل :)







التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

قديم 02-06-2011, 05:19 AM   رقم المشاركة : 8
في صمتها حكاية
( مشرفة المنتدى العام والقضايا الساخنة)
 
الصورة الرمزية في صمتها حكاية

كلام سليم وعين الصواب

وعن تجربة مني قد لامست ذلك

مقال يحاكي الواقع وماقد نجده في صفحات الشبكة العنكبوتية

كتبت فابدعت قلم يباهي بصولات حروفه

شاكرين لك من الاعماق ونتشوق للمزيد من فوح قلمك

ربي يعطيك العافيه ودمت بود ....







التوقيع :

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:26 AM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية