صديقي عبد الرحمن هو حفيدي من الأم ولد في منزلي وترعرع فيه وعند بلوغه السن القانوني مدرسيا ألحقناه بمدرسه أهليه من باب المحبة والدلع و الخوف عليه من عصا الرقيب (رقيب المدرسة أيام زمان)
وذهبت معه في أول يوم دراسي وإذا بهذه المدرسة تختلف عن مدارس زمان أيام الرقيب أبو عصا حيث يوجد هدايا والعاب وحلويات يسيل لها اللعاب
وقضا يومه وهو في بهجة وسرور وفي المساء كان حريصاً على أن ينام مبكراً حتى يذهب للمدرسة (أم الفلوس) ويتمتع بيومه كأمسه ونال كل ماأراد استمر في المدرسة حتى وصل إلى مرحلة سادس وهو متفوقا بين زملأه وكان خلال هذه السنوات يكون في المدرسة من كل عام دراسي مجلس الآباء وبحكم غياب والده في عمله كنت أنا المكلف بالذهاب لمجلس الآباء وكان في كل مره نجد الترحيب والقهوة والشاي وماكتب الله من المعجنات والحلوى وقلت في نفسي ماشاء الله على هذه الترحيب والحفاوة . وتأتي لكل المعلمين الذين يدرسون عبد الرحمن وكلهم ولله الحمد يشكرون فيه دراسياً وخلقياً.
وقبل أن تبرح المكان يكون هناك معلم الكل ينصحك بالمرور عليه وعندما تقبل عليه يهم واقفاً و يقول حياك الله أنت ولي أمر مين وعندما تخبره يسحب الورقة ويقول لي والله عبد الرحمن ممتاز ومميز ولكن عليه مصاري وما دفعت وعندها أقول له إن شاء الله ندفعها خلال اليومين القادمين بس عطنا الشهادة وهي النصف الأول من العام الدراسي يرد عليك ويقول (بقدرش) إلا عند الدفع ثم أقول له هل بالإمكان اعطاي صوره منها ويكرر نفس العبارة ثم أودعه واترك المكان طبع الوعد عهد..
وبعد ماأنتهى صديقي عبد الرحمن من المرحلة الابتدائية في هذه المدرسة سبقها تمهيداً انك ياأبو الشباب سوف تسجل المرحلة التالية وهي (المتوسطة) في مدرسه حكوميه والله يكثر خير الدولة ماقصرت فتحت المدارس والجامعات والمعاهد العليا وكل شيء توفر وذلك بالمجان بدل ان تسمع كلام ذلك الأستاذ (بقدرش) وريحني أبو دحيم من الإحراج اقتنع أخينا وشرط أن يدرس في مدرسه يكون فيها قريباً له .وكان طلب الرجل واقعياً للغاية فقلنا طلبك مجاب ياأبو الشباب .وأخذنا قبول من المدرسة التي يدرس فيها قريبه هذا وهي مدرسة (زهير بن أبي أميه) المتوسطة.
وتكرر المشهد الأول في أول يوم نذهب للمدرسة ولكن المرحلة مختلفة والسن مختلف والمعلمين مختلفين.
استمر صاحبي عبد الرحمن وكل يوم اسئله إش الإخبار فكان يطمني بأن الأمور على مايرام ولكن فيه شده على من يتأخر من الطلبة وفيه شده في مراقبه الطلبة وكذلك تفتيش مفاجئ.
وقلت في نفسي وجدنا ضالتنا هذا هو المطلوب .
وفي يوم 4ـ1ـ1430قال لي حفيدي عبد الرحمن انه سيقام مجلس أباء بعد صلاة المغرب قبل موعد المدرسة الاهليه قلت له حاضر سوف نذهب هذا المساء ان شاء الله .وفي الموعد المحدد وصلت للمدرسة وإذا به شاب حسن المظهر والخلق متواجد أمام باب المدرسة من الداخل ويستقبلك بعبارات رنانة من الترحيب والتهليه وزادتنا البركة حتى انك لا تجد رداً يفوق ماتسمع وبعد دلوفك تجد المعلمين وكل واحد كتب اسمه والمواد التي يدرسها وهم لا يقلون ترحيباً و اهتماماً عن من هو أمام الباب.
وعند أول معلم سألته من المستقبل لنا قال هذا الأستاذ\عبد العزيز الغامدي ..مدير المدرسة
هنيئاً لهذا الشاب خلقه الرفيع وكذلك هنيئاً للمعلمين ولنا ولإدارة التعليم بالرياض بهذه الوجوه الشابة المثقفة .
نرجع لموضوع الزيارة ومقابلة المدرسين المهذبين وعند سؤالي عن الأخ عبد الرحمن سمعت ماقد سمعته في المدرسة الأهلية من أدبه ومواظبته وخلقه وذلك بعد شرب القهوة والشاي والعصيرات المشكلة واكل الجاتوه وقد زودنا ببعض الكتيبات الارشاديه والتوجيهية بالاعتناء بالطالب في المنزل وحث أمر الطالب على التواصل بالمدرسة والمدرسين حتى يكون على اطلاع والمتابعة لهم.
ثم شكرت كل المعلمين وكذلك ذاك الشاب المهذب المؤدب مدير المدرسة والشكر لله اولا ثم لحكومتنا الرشيدة متمثله في والدنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده على اهتمام الدولة بالعلم والتعليم والشكر موصول لوزارة التربية والتعليم وإدارة تعليم منطقة الرياض .
(وقــل ربي زدنــي علــمــا)
العرض العادي
