بدايةً لا أدري لما كان هذا هو العنـوان..لأنه مما هو معلـوم أن الفكر كنايـة عن التفكر والتفكر بحاجة إلى نوع من الحركـة والنشاط والتدبر والبحث
كل هذا لا يرسـم ما هو (مغلق) بل الأحرى أن تكون النافذة مفتوحـة
ولكنني عنونت بهذا العنوان قاصداً عامداً إلى ما سأبدأ بذكره الآن من دلالات أن هنالك بالفعل من هم أصحاب فكر مغلق
يجيدون التفكر والبحث ولكن في مساحـة لا تتعدى أكثر من نصف خطوة إلى الأمام..فالفكر دائماً أداة بحث
وأداة البحث بحاجـة إلى أشياء جديدة وطرائق وماديات محسوسة تحمل للفكرة عمقها وللبحث مرونته حيث يكتسب الفكر قوتـه من المتفكر فيـه
فمثلاً إن كان التفكر للـه يكون ذلك أعظم الفكر وغايـة التأمل لأن المتفكر فيـه هو كل شيء وكل شيء لا تستطيع أن تحصيـه ولكن بقدر ما نلت من معرفته ازددت معرفة بالله لأن التفكر من أجل الله تصبح به المسافات شاسعـة والبحث منهكاً والمعلوم والمدلول كثيراً لا نحصيـه..فكل شيء ينطق بأنه اللـه الواحد والأحد كما قال تعالى (وإن من شيء إلا يسبح بحمده) فالغايـة في إعمال الفكر هنا تكاد أن لا تصل بك إلى نهايـة وكلما زدت انطلاقك في تفكرك وتأملك لزدت إيماناً بذلك
وهذا يأتي على نقيض من يصدح اليـوم ويرغي ويزبد أن في الديـن تضيق الأفق ويعظم التخلف ويظهر البون فيما يحملـه التشريع الديني وبيـن ما يزخر به هذا العصر من توسعات فكريـة وحضاريـة فالجمـع بينهما يعد مستحيلاً..وكذبو واللـه..وضلو وأضلو
فالناظر حقاً في ديـن الله يجد أن فيـه الملاذ الآمن دائماً في كل عصر وفي كل تغيير ونجد فيـه من التهذيب لمستحدثات الحياة وما يطرأ عليها من تقلبات بصورة تدل على أن الله هو كما قال سبحانـه (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) فالذي يضع قانون الصيانـة دائما هو صانع الشيء ولله المثل الأعلى
إذن فالتشريع الديني هو بمسمى آخر أساسات الحياة لأنه من الله فإن كان من خلقنا وخلق الأرض حد لنا هذه الحدود ورسم لنا طريقاً واضحةً كرابعـة النهار (وادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة) وجب علينا أن نتخذه في هذه الحياة لنا كل الحياة
إذ أنـه بالديـن نكمل..لا أن يكمل الديـن بنا..فالديـن لا يعتريـه النقص ولكن حينما ينقص الديـن في حياتنا تعترينا النقائص التي قد ينسبها بعض الجهلـة إلى الديـن وهذا إما جهل بتطبيقهم للشرع وإما باتصال أهوائهم لما أتى به الشرع فأحدثو تغييراً ولو كان قليلاً فيما أتى به الشارع فحمّلو الديـن وهذا من ظلمهم أنفسهم ما لا يجدون أنـه مبرراً أنه بسببهم
فلا يمكن لنا يوما إن تعطل التلفاز أن نذهب به إلى الجزار ولله المثل الأعلى..فكان الصانـع هو من يضع قانون الصيانـة
ومن أعلم من الله بنا وهو الذي قد أحاط بكل شيء علما
ولكن التصادم الفكري أمر موجود والتطرف الديني أيضاً أمر معلوم ولكن الوسط دائما هو الخير
والديـن مع الفكر والمنطق يا دعاة الإلحاد والتحرر والقوانين الوضعيـة
نحن لدينا إطار عام نتحرك من خلالـه وهو وبوضوح (ما كان يوافق كتاب الله وسنـة نبيـه أخذنا بـه وما عداه تركناه)
وبيننا وبين كلٍ الحجـة والبيان
أتمنى أن هذه المشاركة تنال منكم جميل الرد وتزخر بنقاشكم المثمر
مودتي
المخلص&ذايع&