العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام الثقافية والأدبية ]:::::+ > الإبداعات الأدبية
موضوع مغلق
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-01-2003, 04:45 PM   رقم المشاركة : 1
الفتى الذهبي
( ود جديد )
 





الفتى الذهبي غير متصل

ليلى الإرهابية

قالت ليلى لأمها إن قيساً عند بابنا يعرى، ويجوع، ويموت، وأبي سيعامل هذا المسكين بقسوة وفظاظة تخالف قوانين الأخلاق البشرية وجميع حقوق الإنسان إن هو علم بوجوده.. فلو أدخلناه لدقائق وأطعمناه، وأدفأناه، ثم أخرجناه لكان ذلك خيراً وأعظم أجراً..
قالت يا بنيتي ما لنا ولقيس هذا..؟ والله لو علم أبوك لقتلنا جميعاً..! أبعدينا عن هذه المصاعب والمتاعب والمصائب..
فراحت الدموع تنهمر من عيني ليلى انهماراً أغرق مناديلها وأناملها الناعمة..
رثت الأم لليلى، وقالت يا بنيتي لا تذهب نفسك حسرة في إثر هذا المأفون المجنون.. ولست أدري يا ليلى والله ماذا رأيت في هذا الرجل..؟ إنه فقير في قومه، هزيل في بدنه، ضعيف في إرادته، فماذا تبتغين منه وماذا ترجين فيه؟
قالت الفتاة لا والله يا أمي ما قيس كذلك..!! إنه والله لجميل المحيا ظريف اللفظة رقيق الحاشية.. ثم ألست تسمعين إلى هذه القصائد الحزينة الباكية التي يتغنى بها الركبان، والتي جعلت اسمي على كل لسان وفي كل محفل وبيت..؟ أما والله لو لم ينلني منه إلا شعره لكفاني.. ألا تعلمين يا أمي ان قيساً هذا أدخلني إلى المدارس والجامعات وكتب العشاق ورسائلهم.. بل أدخلني جميع دوائر المعارف في الدنيا بكل لغات العالم..؟!
أفلا نمن عليه بلقمة ونار..؟
وأذعنت أم ليلى لإلحاح ابنتها وأدخلا قيساً بيتهما وقدما له الطعام والجمر.. ولكنه أبى أن يأكل أو يستدفئ..!! وإنما ظل معلقاً بصره بعيني ليلى وعيناه تذرفان الدموع. فألحتا عليه في الأكل والاستدفاء ثم الخروج عاجلاً قبل أن يفتضح أمرهما.. ولكنه رفض وقال لن آكل ولن أخرج وأفضل أن أموت بين يدي ليلى..!! فوقعتا في ورطة وحيرة من أمرهما وأخذت الأم تعنف ابنتها وتلومها على أن أغرتها بإدخال هذا المعتوه.
وبينما هما كذلك إذ دخل والد ليلى فانهارتا أمامه.. غير أن الوالد الذي باغتهما لم يبد غضباً أو عتباً وإنما التفت إلى قيس وقال له من أنت يا بني..؟! ولماذا جئت هنا..؟ قال أنا قيس وجئت كي أرى ليلى..!! قال وماذا تريد يا بني من ليلى..؟ قال امتع ناظري بها ثم أموت..!!
فقال "لا حول ولا قوة إلا بالله".. ليلى أجلسي بجانبه حتى نتدبر الأمر.
جلست ليلى بجانبه تخاطبه ويخاطبها بعينيه وبعد هنيهة لفظ أنفاسه ومات.
وصرخت ليلى وهرع والدها وأمها وقالا إنه لم يمت، ولكن هذه حالة تغشاه إذا سمع باسمك..!! فكيف وقد رآك..؟ وأخذوا يدلقون الماء على وجهه ويصيحون في أذنه باسم ليلى ولكنه لم يفق..!!
فاتصلوا بالمستشفى والشرطة وعندما كشف الطبيب عليه وجد أنه قد فارق الحياة وكتب شهادة وفاة بذلك.. أما الشرطة فأخذت تحقق مع والد ليلى ومع ليلى وأمها، فحكوا لهم القصة كاملة ولكن الشرطة بعد أن سجلت أقوالهم أخذت والد ليلى إلى السجن على ذمة التحقيق..
وذاع خبر موت قيس، وتناقلته وكالة الأنباء.. فتدخلت منظمة حقوق الإنسان لاستجلاء الوضع ومعرفة الحقيقة وحل الإشكال بالأساليب الإنسانية.
وبعد أشهر أدين والد ليلى وابنته وأمها بجريمة قتل قيس مع سبق الإصرار والترصد.. فالعشق هو الذي أمرض قيساً وعينا ليلى هما اللتان أجهزتا عليه!! وحاولت ليلى الدفاع عن نفسها وعن والديها فهي لم تجبر قيساً على عشقها ولا ذنب لها في ذلك.. وهم حينما أدخلوه البيت إنما كان خوفاً عليه من البرد والجوع، وكان ذلك من باب الشفقة والعطف التي تدعو لها الأخلاق الإنسانية.. ولكن قاضي "المنظمة" أصدر حكماً على الجميع بالسجن المؤبد والأعمال الشاقة طيلة الحياة لأن ما قاموا به يعتبر نوعاً من أنواع الإرهاب.
وقد شوهدت ليلى في السجن وهي تكسر الحجارة وتنشد ما نظم قيس فيها من أشعار.







التوقيع :
الفتى الذهبي

قديم 10-01-2003, 07:32 PM   رقم المشاركة : 2
الدر المنثور
( ود جديد )
 






الدر المنثور غير متصل

يسسسسلممممممممممون الفتى الذهبي

الله يسعدك ما أجمل هذا القصة وما أجمل أسلوبك في نظم الكلام وترتيب العبارات
أعطيك درجة التعبير كاملة عشرين على عشرين بس لا يغشونها الطالبات

أتحفنا بالمزيد







موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:20 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية