الخائن)..عديم الوطنية والولاء!
* بُلينا في الآونة الأخيرة بفئة دخيلة على الوسط الرياضي لا تعرف من الرياضة إلا اسمها دون وعي بمعانيها السامية التي ترتقي بالإنسان وتتعدى حدود الزمان وجغرافية المكان.
* فئة جاهلة لا تتورع من تجريد الوطنية والانتماء عن كل من يخالفهم في قضية رياضية لا يمكن مهما كانت أن تسلب مواطناً هويته وانتمائه مهما كان حجم الخلاف ومبرر الاختلاف.
* ولذلك جاءت كأس الأمم الأوروبية الأخيرة لتقدم لهم الدرس تلو الدرس في مفهوم الرياضة الذي يجهلونه وأظنهم سيظلون يجهلونه دوماً طالما استمرت ذات العقليات في استمراء التعصب البغيض الذي لا يعرف إلا شعاراً واحداً عنوانه: (إن لم تكن معي فأنت ضدي)!!
* هل شاهدتم المدرب الهولندي العالمي (هيدينك) الذي يشرف على تدريب المنتخب الروسي وهو في قمة سعادته بانتصاره على منتخب بلاده (هولندا) وإخراجها خالية الوفاض من ثاني أقوى بطولة عالمية بعد كأس العالم؟!
* (هيدينك الهولندي) يرقص فرحاً على جراح موطنه (هولندا) ويكون سبباً في تبخر أحلامها وأمانيها في منظر ومشهد لو حدث لدينا في العالم العربي لكان أقل ما يوصم ويوصف به هو (الخيانة العظمى)..!
* لم يخرج الهولنديون ليطالبوا برأسه.. ولم يطلق عليه أحد لقب (الخائن).. ولم يصفه إعلامهم بعديم الوطنية.. ولم يظهر على السطح من يطالب بسحب الجنسية من هذا الذي باع انتماءه بحفنة من الدولارات.
* إنها الاحترافية في أرقى صورها.. والمهنية في أبهى حللها.. واحترام العقود والإخلاص لها في أزهى أشكاله وألوانه.
* تخيلوا (مجرد تخيل) أن هذه الواقعة حدثت لدينا في البلاد العربية.. كيف سيكون رد الفعل من كتاب (الغفلة) الذين ابتلينا بهم..؟! وكيف سيتعامل إعلام (عليهم عليهم) مع هذا الحدث.
* لاحظوا ما يحدث لدينا من إقحام الوطنية في كل شاردةٍ وواردة.. وإدخال قضية الانتماء للأرض في أمور لا تليق به.. وإشاعة مصطلحات عدائية مثل (التخريب) و(الاستهداف) في ثقافةٍ إقصائية لا تمت للعقل والمنطق والواقع بأي صلة.
* إنها رياضة: فلا تحملوها أكثر مما تحتمل.. وهي مجرد كرة قدم: فلا تدخلوا فيها ما ليس منها أبداً.
* شاهدوا العالم المتحضر والمتطور في مجال اللعبة كيف يتعامل مع أحداثها ووقائعها برقي وعقلانية لتعلموا سبب تطورهم وتقدمهم وتفوقهم في الوقت الذي ما زالت الرياضة في منطقتنا بأكملها تخطو بثبات (للخلف طبعاً)..!!
لديهم.. ولدينا
* لديهم: اللاعب غير الجاهز للمشاركة يعتذر دون أن يجد من يلومه أو يصفه بالمتخاذل.
لدينا: يعلن اللاعب بأنه في حاجة للراحة إلى نهاية الموسم فيجد الجميع يقف ضد قراره ويثنيه عنه بكل الطرق والوسائل كما حدث مع نجمنا الكبير (محمد الشلهوب)..!!
* لديهم: اللاعب يتحكم في مصيره وينتقل حيث شاء وتحترم رغبته دون مضايقات.
لدينا: يرحل اللاعب لتأمين مستقبله بعد أن حقق لناديه ومنتخبه كل شيء فيتهم بالخيانة ويجرد من وطنيته كما حدث مع نجم الأهلي القاهري الدولي وحارسه المتميز(عصام الحضري)..!
* لديهم: تجنيس اللاعبين أوصل منتخباتهم إلى أعلى المراكز كما هو حال منتخبي ألمانيا وفرنسا.. حتى أن (الجزائري زيدان) أصبح أسطورة فرنسية تتباهى بها الأجيال ويفخر بها كل الفرنسيين.
لدينا: تجد بعض التلميحات العنصرية البغيضة من بعض الكتاب والتي تمس لاعبينا وتشكك في وطنيتهم..!!
* لديهم: المنتخب الروسي يخسر مباراته الأولى برباعية مذلة ولكنه يلملم أوراقه ويعدل من أخطائه دون أن يضحي بمدربه كما تفعل كل المنتخبات والفرق العربية لتكون النتيجة وصولهم بذات المدرب لدور الأربعة بمستويات مذهلة ونتائج كبيرة ومن يدري.. فربما يحصدون اللقب..؟!
لدينا: مقصلة مستمرة للمدربين مع كل إخفاق أو هزيمة كبيرة..!!
* لديهم: كرة قدم كاملة الدسم.
لدينا: كرة قدم منزوعة الدسم بلا طعم ولا لون ولا حتى رائحة