كيف نفهم الحياة ؟
إنّنا نفكِّر ونحسّ ونعمل ونفعل ، فنصنع الحياة بفكرنا وإحساسنا ،
إنّنا جسد وروح وعقل ومشاعر ، ونحنُ نصنع الحياة ، كما يصنع الرّسّام الصورة ..
وحياة كلّ فرد منّا هي صورة ذاته ، فأيُّنا يحبّ أن تكون صورته مشوهه
إنّ الحياة ليست مُتعة ولذّة فقط ، ولكنّها مختلطة بالآلام والاحزان أيضاً
، وهي ليست فوضى .. بل هي مسؤولية ..
مسؤولية أمام الله سبحانه،
ومسؤولية أمام المجتمع والنّاس الّذين يعيشون معنا،
ومسؤولية أمام القانون ، ومسؤولية أمام الضمير والوجدان
ونحن اذا ما اردنا فهم الحياة فهنالك وسائل لفهمها ،
:علينا أن نرجع إليها ونعتمد عليها ، وتلك الوسائل هي
1
كتاب الله وهدي النبوّة ، فهما يقدِّمان لنا إيضاحاً كافياً لطبيعة الحياة ،
ويوفِّران لنا منهجاً ودليلاً هادياً في الحياة .
وعلينا أن نقرأهما بوعي وتأمّل عقلي وعلمي لنعرف ما فيهما من خير وحكمة
2
والمصدر الثاني لفهم الحياة هو العلم والاكتشافات العلمية .
فقد زوّدنا العلم بالمعرفة والوعي ، فاستطاع أن يقدِّم لنا تعريفاً بما هو ضار ،
وما هو نافع .
فجاءت أبحاثه ودراسـاته متطابقة مع ما بيّنه القرآن في منهجه من حلال وحرام ..
لقد استطاع العلم أن يكتشف خطر الخمر والمخدّرات والممارسات الجنسية الشاذّة ،
والرِّبا والاحتكار ،
وفائدة النظافة والحبّ والتماسك بين أفراد العائلة ، وأثره في سلامة الانسان النفسية ،
وأثر الايمان في السعادة ، واستقامة السلوك ، والتخلّص من القلق والجريمة ... إلخ
3
العقل والتجربة : والعقل دليل الانسان في الحياة ،
وعندما يستخدم الانسان عقله استعمالاً سليماً فإنّه يقوده إلى الخير ،
وينجيه من الوقوع في الهلكة والضّياع والندم
فالانسان يُمارس في حياته أشياء كثيرة ، فتتوفّر لديه تجارب ،
وعليه أن يستفيد من تجربته في الحياة ،
كما عليه أن يستفيد من تجارب الآخرين في كلّ حقل ومجال
من مجالات الحياة الشخصية والزوجية والاقتصادية والسياسية والثقافية وغيرها