قرار الجهاد
الحمدُ للهِ الذي أعزنَا بالإسلام, وأعزَّ الإسلامَ بدولةِ الإسلامِ, وأعزَّ دولةَ الإسلامِ بالجهادِ, وجعلَ الجهادَ قراراً يَتخذُه أميرُ البلاد, فقال جلَّ شأنُه:
{وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ}
والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ الذي حذرَنا من تركِ الجهادِ وجعلَ تركَه سبباً للذِلّةِ والاستعباد, فقال:
"إذا تبايعتُم بالعِينَةِ وأخذتُم أذنابَ البقرِ ورضيتُم بالزرعِ وتركتُم الجهادَ سلَّط اللهُ عليكم ذُلاً، لا يَنزعُه حتى تَرجِعوا إلى دينِكم".
ورضي اللهُ عن سيدِنا الإمامِ عليٍّ عندما بيّن لنا ذلك بقولِه:
"ما غُزيَّ قومٌ في عُقرِ دارهِم إلا ذَلّوا ".
أيها المسلمون:
يا أمةَ الجهادِ والاستشهاد:- واللهِ الذي لا إله إلا هو, يُصيبني الخجلُ والاستحياءُ من اللهِ وأنا أقفُ أمامَكم متحدثاً عن الجهادِ في سبيلِ الله, ولستُ مِمَنْ يُجاهد, وأشعرُ معكم بالحزنِ والأسى وأنتم تسمعونَ التحريضَ على القتال, ولا حولَ لكم ولا قوة ولا عَتَادَ ولا عُدّة, ولكن سألتُ نفسيَه هذا السؤالَ وأطرحُه عليكم على كلِّ حال, مَن الذي يَمنعُنا من الجهادِ والاستشهاد, ويحرمُنا من الأجرِ والثواب, مَن هذا الذي يقفُ عقبةً أمامَ الإعدادِ والاستعدادِ, مَن الذي يُغلقُ الحدودَ ويضعُ السدود, من هذا الذي يَسلِبُ حقَّ الأمةِ على جيوشِها وأهلِّ القوةِ فيها من نصرتِها وحفظِ بيضتِها؟
إنهم الذين اعتَلُوا العُروشَ فانتفختْ منهم الكروش, إنهم الذين باعوا البلادَ وتآمروا على العبادِ,
إنهم الذين يُسارعون في أمريكا ويهود والغربِ الحقود, ثم يقولون نخشى أن تُصيبنَا دائرة,
العرض العادي
