على شرفات الحب الذابل سهدا
على شواطىء القلب الناطق وجدا
تتكسر أمواج العشق العاتية
تتبعثر أشلاء الروح الهائمة
هنا يا حبيبتي جلسنا .
أقسمنا أن الحب سيخلد أبدا
هنـا .
أوقدتي بقلبي نورا ينثر عشقا
زرعتي بذور الحب لتنبت نبضا
أوثقتي رباط الهوى ليبقى عهدا
ألهمتي النفس لتنظم حبك نثرا
على تلك الصخرة .
حفرت حروفك لتحتوي حروفي
رويت حكاية حبنا الكبير
نقشت معالم النبض والمصير
طمنتني .. ووعدتني .
بأنك عن هواي أبدا لن تحيدي
بأن وجهك عن ناظري لن يغيب
همستي لي .
أني سرجك الوهاج في عتمة الافاق
أني مليك قلبك المشتاق
أخبرتني .
أني منقذك من غياهب الأحزان
أني الضياء الذي اكتسح مساحات الظلام
نعم .. يا نبض الفؤاد .
أذبتني بدفء الهمسات
حلقت بي لكروم هواك لأعذب جنات
اه منك يا مالكة الخفقات
ليتك عن الحب ما حدثتني
ليتك لم تبثني خيالات الحنين
ليتك اكتفيت بترانيم الصمت الحزين
ولكن..ما الفائدة ؟
حتى صمتك كان ينطق بالغرام
صمتك كان يحلق بالروح لتسكني ربيع الأحلام
يبيح للقلب أن يتوه في اغفاءة الأوهام
ما الحل اذن .؟
كيف السبيل الى الخلاص .؟
ما دام طيفك أقوى من قسوة الغروب
ما دام رسمك يبرق في كل الدروب
ها هو شبح الماضي يطل بقسوته
يتراءى طيفك المنتصب بجبروته
بين الحقيقة والخيال
بين الواقع والمحال
يتهادى وقع كلماتك الرهيبة
أسمعك .
وأحاول أن لا أسمع النغمة الحزينة
لكن كلامك يصر أن يكون .
نارا تحرق أعماقي
سحابة قهر تغشو أيامي
لا يقبل مهادنة ولا يسمع هتافي
يصر أن يغادر ردهة الماضي
ليسكن ظلال الحاضر الاسي
ويغتال شبح المستقبل الاتي
يصر أن يمتثل أمامي بلهيبه الكاوي
يصر أن يحيك ثوب بؤسي . فيجدد موتي
ما زالت أصداء الماضي تغدو أمامي وتروح
ما زلت أذكر يوم النزف بوضوح
عندما اقتربتي مني
وقع خطواتك غطى على كل الأصوات
صوت أنفاسك يلهث في سكات
حدقتي بوجهي باشفاق
أودعتني مراسم الحب بنظرة حنان
للحظة . نسيت الوقت والساعات
وعبر طيات الشروق .. في غمرة الهذيان
شقت دمعتك طريقها عبر خطوط وجهك
غير عابئة بصراخ الأشواق
لتستفيق الروح على الحاح الفراق
لتغرس المرارة في القلب الغريق
فالحزن بات يعرف للنفس الطريق
فصرختي من الأعماق .
أطلقتها من جوف يأسي عبر رماد الحريق
ماذا عن الوعود ؟
ماذا عن الأحلام والحب والخلود ؟
هل تداعت كلها تحت أسر القيود ؟
هل ناءت الأقدار عن حمل العهود ؟
بالله لا تجيبي طالبة الصمود .
فالقلب لا يقوى والنفس في ذبول
ارحلي الان .
ارحلي مخلة قلبي العليل
فالقدر ألجم الأفراح في قيد الرحيل
اذهبي . فمنذ اليوم حبنا في عداد المستحيل
غادري .
فلن ألقي لانقطاع الوصل سماع
فالروح تئن تحت سكرات الوداع
مهلا .
فقبل رحيلك الأزلي .
دعيني أغفو في حضنك للحظات
اغفاءة المحموم في لحد الممات
أعدك أن لا أشكو أو أذرف العبرات
أعدك أن أنتظرك وأرسم البسمات
الا أنني .
أحتاج أن تضميني اليك ضمة الوداع
اصهريني لأصبح بين أضلعك الضياع
مزقي كياني وشيدي لحبنا القلاع
أذيبني على ضفاف قلبك الملتاع
دعي أرواحنا تتلاقى
دعي قلوبنا تتناجى
فاليوم لا مرسى ولا شطان
اليوم يدفن حبنا في عمق الزمان
واذهبي بعدها وخذي قلبي حيث تشاء
فخفقاته ونبضاته بعدك هباء
اغمدي خنجر الفراق واذهبي فلن أرجو شفاء
سيكون جرحك عزف وبهاء
سأنتظرك ولن أمل طلب اللقاء
فأخذتني بي ذراعها ثم تركتني
حملتني بدفئها للسحاب ثم رمتني
ورحلت .
ورحلت معك أيامي .
العرض العادي
