(سلسلة) حكـاوى هنــداوى

[أشرف محمد كمال]

حكــاوى هنــداوى

(7)

ذات يوم عندما كان (هنداوى) يتمشى ساعة العصارى فى المعتقل.. إلتقى أحد الرجال الذين أعفو لحاهم ..وهم كثر..!! فتعرفه فى الحال على الرغم من أنه يرتدى بدلة السجن الزرقاء الكالحة واستوقفه قائلاً:
- أزيك يا مولانا..!!
فلما بانت على وجهة الرجل علامات الدهشة..أردف(هنداوى):
- الله..!! مش برضك أنت الشيخ إللى كان بيجى حدانا فى البلد ويخطب الجمعة..؟!
ابتسم الرجل فى أسى قائلاً:
- انت لسه فاكرنى يا إبنى..أنا بقالى هنا أكتر من عشر سنين..!!
إندهش (هنداوى) وقال منزعجاً:
- يااااه دى سنين ياااامه....!! ليه هو أنت قتلت قتيل ..ولا سرقت سريقه..؟!
و استطرد متسائلاً:
- أنت تهمتك أيه يا مولانا..؟!
هنا ضحك الرجل طويلاً وقال:
- تهمتى انى قلت ربى الله.. و رسولى محمد .. ودينى الإسلام..!!
ابتسم (هنداوى) ابتسامته العريضة.. ومصمص شفتيه كالعادة متعجباً وقال:
- أهيييييييه..!! أمال يعنى هما ربهم مين.. ولادينهم أيه..!! منا قولت قبل كده للبيه الصحفى..إن دول يهود أولاد يهود خاطفنا ..مصدقنيش..!!
نظر إليه الرجل فى أسى وقال بصوت متهدج:
- حتى لو كانوا كفار.. ماكانوش يعملوا فينا اللى عملوه.!! دول مافيش فى قلوبهم ذرة رحمه.. !! دا انا لو حتى كنت جاسوس وخاين لدينى و بلدى ماكانش عملوا معايا كده..؟! انا مش عارف أيه الجريمة إللى أستحق عليها العقاب الفظيع ده ..؟!دول لو كانوا بيتعاملوا مع اليهود بالوحشيه دى كانت القدس اتحررت من زمان..!! هوا الإلتزام بشرع الله بقى جريمه فى الزمن ده..؟!

بان على( هنداوى) التأثر الشديد ورق قلبه لحال الشيخ وقال وهو يهز رأسه فى حزن:
- متزعلّش نفسك يا مولانا..ربنا هيدى كل واحد على قد نيته..وإن شاء الله هيقعدلهم فى عفيتهم وفى بيوتهم وعيالهم..وأكيد فى يوم.. الحق هيبان والباطل هيزهق ويروح لحاله ويغور فى داهيه ..منهم لله.. ربنا ينتقم منهم.. !!
وأردف قائلاً فى تعجب:
- صحيح ياولاد إللى يشوف بلاوى غيره تهون عليه بلاويه..!!

ثم اقترب من أُذن الشيخ وهمس متسائلاً:
- هما عملوا فيك أيه يا مولانا..؟!