بسم الله الرحمن الرحيم
كان لي صاحب أثيرٌ إلى نفسي..
قريبٌ من روحي ..لا يفارقني
يفرح عندما ترتسم ابتسامتي .. ويحزن عندما تسقط دمعتي .
للخير دوماً معي.. نجماً مضيئاً .. وقمراً منيراً
كان يملأ عليَ حياتي بالخير والمسرة ..إلا أنه في ذات يوم تركني
ليبحث عن مناه ومبتغاه في هذه الحياة ,,,
لقد تغير حاله وتبدلت أحواله ..
لم يعد ذلك القلب المتلأليء بالنور.....
ما دهاه ؟!! أتراه مل مني..أم أبصر درباً غير دربي ..
هو من علمني بأن الطير لا يهجر روضه فكيف هجرني ؟؟!!
هو من علمني بأن نخطو معاً على طريق الحق
فكيف تاه عن الطريق؟؟!!
ذهبت أبحث عنه حاملة له أشواقي فوجدته هناك في ذلك المكان ...
المكان الذي لم يتربى فيه ولم يكن يوماً مسكنه...
لقد سلك درباً غير دربه ...
شعرت بالحزن والأسى.. كيف خلع ثوب الحياء,,,
كيف استبدل الرذيلة بالفضيلة....
إنه خيب ظني.. وضيع كل آمالي..
هاهو يغرق وأنا واقفة متسمرة في مكاني... ماذا عساي أن افعل؟؟!!
هل اتركه على ما هو عليه أم ألقي إليه بحبل نجاته؟؟!!
تركته ووليت هاربة مستسلمة للقدر الذي أنا فيه إلا أن إعصار في
داخلي هاجمني ... بث صرخات استنجادٍ في جسدي لأنقذ ما تبقى من
قلبي لأنفض عنه غبار الغفلة ,, ليعود الطير لمسكنه و يغرد البلبل على غصنه ....
تناولت ورقة وقلم لأكتب إليه ,,
لأخبره أن الطيور المهاجرة وإن ارتحلت عن أعشاشها
لا بد لها من عوده ,,
فما آن لك العودة يا قلبي إلى موطنك؟؟!!
أما آن لك الرجوع؟؟!!
اكتب واكتب عله يسمع ما بي من حنين
إلا أن الكلمات لم تعد بتلك الكلمات فلقد اختلط مداد القلم بدموع العين
فما بقي إلا بقايا حروف كتبت مراراً وتكراراً لأن عبراتي تسابق عباراتي
فترجع الصفحة بيضاء .
وبينما كنت أقلب دفاتري وأوراقي وجدت هذه الأبيات ربما كان كاتبها
يعاني من مثل ما كنت أعاني فأرسلتها إليه
هل رأيت الغصن يذوي مرةً ورأيت الوردة البيضاء تئن
هكذا قلبي وقد فارقني صاحب كنا إلى بعض ٍ نحِن
كم تشاكينا هموم الدين من يصنع الفجر إذا الليل يجِن
كم بنينا بيت آمالٍ إذا هب ريح اليأس فالبيت يُكن
كم تواصينا على الحق وكم كان في النفس يقينٌ مطمئن
ذكريات كلما راجعتها هز في صدري الفؤاد المستكن
ما دهاه أين أيام الإخاء أين طيف الشوق في القلب يعن
ما دهاه هل ترى غيره كِلمة شوهى تعوي وتزن
أتـُرى ملَ فإني لم أزل ويُكِنُ الصدر ما كان يُكِنُ
أم تـُرى أبصر درباً آخراً ظن فيه أنسه فيما يظُن
وخطا الخطوات في غير هدىً فإذا طاب الهوى كاد يُجن
ظامئٌ وسط سرابات الهوى بحره لهوٌ وتزييفٌ وفن
وإذا أبصرته حيرني ربما أضحك والقلب يئن
يا أنا قد كنتُ أ ُصفيك الإخاء لك نصحي وبنصحي لا أظن
هذه كفي فخذها ولنعد وليعد في قلبنا الطير الأغن
ولنعد نطرقُ أبواب السماء إنه الرحمن يعفو ويمن
همسة ..
أوقفوا مخيلتكم أنه المعني هنا ..
تلك المضغة الصغيرة
هذه المضغة إذا ضاعت ضاع منك كل شيء.. ألا وهي القلب
وقفة
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
اللهم يا مصرف القلوب والأبصار صرف قلوبنا على طاعتك
اللهم إنا نعوذ بك من الحور بعد الكور
قــوس قـزح