يا مرحبـًـا بك ِ قد بلغت ِ المُستقــرّْ
فترجـّـلي للأمن عن ظهر الخطــرْ
صدري لكل شجاك ِ أوسعُ من مدى
وأحنّ من ليل ٍ وأكرمُ من مطـــــــرْ
أنا مَن تمطـّى في الأسى حتى ارتوى
مني وجُـن جنونـُـه حتــى انكســرْ !!
أنا من تهجى الهم حتى أصبحَـتْ
حُرقي وآلامـــي مـرافــىْ للبشـرْ
أنا حلمُ كل التائهين إذا انطفـَـتْ
آجفانهم سُهدا وملـّـهـُمُ السفــرْ
أنا وعد كلّ مشرّدٍ عن حلمه ِ
عصرتني الدنيا و خبأني القدرْ
أنا وعدك الأزلي يا ليلى وقـد
آن الأوانُ فأشعلي ليل السمر
فلقد مددتُ يــــــــــدي فسافرتِ الصّبـَـا
وصحت سماءُ الوجد ( وانشق القمرْ )
***
عندي إليك رسائلٌ ما مسّهـا
شوقٌ يلحّ ولم يدنسها نظـــرْ
حضنتني الأمواجُ ليلــة عـقـّـني
بحرُ الظنون وأخبرتنـي بالخبَــر
قالت : ستطرق ذات بوح ٍ بابك الـ
موتورَ مـُـرهقـة ٌ تئن من الحــــذرْ
إفتح لها هـــــــذي الرسائـل كلهـــا
واعرض عليها ما بهن من الصور
فهي التي خـُـلقتْ مِـن الألق الـذي
ضيّـعتَ ذات غوايةٍ بين الفِكـــــر !
وهـي التي كانت لنارك توأمـــًـا
منذ استقالت من مداراة الشـّجرْ
***
لا تتركي للنار أيــّـة فرصـــة ٍ
لتنال من هذا اللهيب المُستعرْ
فقد اصطفتنا الريح منذ هبوبهـا
للجمر عنوانا و للفوضى مقــرّ
مَن قال : أن الحزن غير مُبارك ٍ
فيه وأن الدمعَ نعت ٌ للخوَرْ ؟؟
نحن الذين إذا بكينا هيّـأ الـ
إنسانُ كوكبَهُ لميلاد الظفـــر
وتحفـّـزتْ كل المواسم وانتشـى
صدرُ المروج لها بأفواف الزهر
وهل استقامت هذه الدنيــا سـوى
بنزيف أعيننا الذي فيها انهمـر ؟
***
أمـّـا النجاة ُ فلا نجا مَـــــن حاد عــن
عصف الرياح وصد ّ عن لفح الشرر
أنا ما نجوتُ ولو نجــوتُ لما انحنـى
ظهري على صغر ٍ ولا ابيض ّ الشعر
إياك أن تـُـلغي مواعيــــد اللظــى
أو تشطبي عينيك من وجع السهر
إياك يا ليـلى فتلك جنايـــــة
كبرى وذنب ٌ عندنا لا يُـغتفر