يرى علماء النفس أن الإنسان إذا اعتاد أمرا ما تتكون لديه خاصيتين متعاكستين تجاهه. فهو كلما ازدادت مدة تعاطيه تلك العادة وكثرت مزاولته لها، يصبح أداؤها بالنسبة له أكثر سهولة ويسرا.
كاتب الطابعة مثلا كلما كثرت مزاولته لمهنة الضرب على الآلة الكاتبة يتخذ عمله طابعا أكثر سهولة وسرعة. ولكنه كلما اعتادها أكثر يتناقص انتباهه لها.
أي تنخفض نسبة انتباهه إلى أنه يؤدي عملا إراديا أو عن وعي، ويقترب من صفة العمل اللاإرادي. هذه هي خاصية العادة.
وما تأكيد الإسلام على موضوع النية إلى هذا الحد إلا لأجل أن لا تتحول العبادة إلى عادة تتحول بمرور الزمن إلى عمل طبيعي لا إرادي، وخال من التفكير والهدفية. ومن الطبيعي أن العمل الذي يؤدى بدون انتباه لا يعتني بالهدف، ويقتصر التركيز فيه على صورة العمل
هذه أشياء لا يتيسر لنا نيلها إلا عبر الصلاة، وندرك أن الكثير من التعاليم التربوية تطبق بواسطة هذه العبادة وفي صورتها. ناهيك عن أن هذا العمل يربي الإنسان على محبة الله والأبعاد المعنوية، وهذا هو جوهر العبادة