الناس في الشكوى أصناف وانواع,فمن الناس من اعتاد الشكوى فما يكاد يجلس
لأحد حتى يبدأ في الشكوى من حاله وما فعلت به الأيام,وهذا الصيف من الناس
لا يرغب الناس في الجلوس له ولا الحديث معه,فالجلوس معه ممل والحديث أليه
حسرة,وكثرةشكوى هذا الصنف من الناس منبعه السخط. ومن الناس من اعتاد كتم
همومه وغمومه وأحزانه مهما عظمت. وفي المثل:((الشكوه لغير الله مذلة))
وهذا النوع من الناس الذين من الله عليهم بالرضا فلا تكاد تسمع منهم توجعاً
أوشكوى ولسان حالهم يقول:
كم غر صبرك وابتسامك صاحبه
لما رآه وفي الحشا ما لا يرى
أمـر الفـؤاد لسانه وجفونه
فكـتونه وكفى بجسمـك مخبــرا
وهولأء حبب للناس الجلوس لهم والحديث معهم.
ومن الناس من اعتاد كتم همومه وغمومه, ولكن كثرة الهموم والغموم وتكالب
المصائب عليه جعل ألأمر أعظم من طاقته واحتماله فكان حاله مثل حال ابي
تمام حين قال:
شكوت وما الشكوى لمثلي عادة
ولكن تفيض الكأس عند امتلائها
فهناك من الهموم والغموم والأحزان والمصائب ما يفوق الطا قه والتحمل
فقالو:
ثلاث يعجز الصبر عند حلولها
ويذهل عنها عقل كل لبيب
خروج اضطرارً من بلاد يحبهـا
وفرقة أخوان وفقدحبـيـب
ومن الناس من يشكو ليس من أجل الشكوى ولابسبب سخطه مماهوفيه ولكن يشكو الى
من يثق بعمله وعقله طالباًلاستشارةواخذ الرأي لعله يجد دواء لما يشكو منه
عند من يشكوله,مثلماقال الشافعي:
شكوت الى وكيع سوء حفظي
فأرشدني الى ترك المعاصي
ومن الناس ((مثلي))من جعل شكواه الىأوراقه وقلمه,فكلماأصابته مصيبه من
مصائب الدهرأو حل به مايحزنه ويأسى له,فزع ألى أوراقه وكأنها صديق حميم
فالأوراق تأن بدلاًعنه,والقلم يبكي بدلاًمنه,وماهي ألادقائق وسطور حتى يزول مافي
نفسه,أويهون كثيراً مما أصابه...
******وانتم من اي نوع أعزائي؟؟******
*r *r *r *r *r *r *r *r *r