[ALIGN=RIGHT]علي عادتي التي تعودت عليها كل يوم جلست بعد صلاة المغرب في ذلك المجلس الذي أعددته لاستقبال زواري الذين يقصدونني ، اعتليت ذلك الكرسي الذي اصبح يضيق بي من ازدياد مساحة جسمي المفرطة فقد اصبح وزني شئ ملفت للأنظار كان كل شئ حولي يتم بدقة متناهية في ظل برتكول أعددته و ودربت كل أعواني عليه يقف بجانبي يوسف مساعدي والرجل الثاني في منظومتي ممسك بالأوراق التي قد سجل بها أسماء اولائك الرجال الذين يمتلئ بهم مجلسي وقد رتبهم حسب أقدمية حضورهم وبعد أن أاذن له سوف يدعوهم الواحد تلو الأخر للجلوس بجانبي في عزلة عن الآخرين لاسمع منهم وأعطيهم ما لدي .
وكذلك عادل المسؤول المالي أو المحصل يقف في الركن المقابل لي وقد أشار لي إشارة لا يفهمها إلا أنا بأنه قد حصل الرسوم من كل الزوار واغلق سجلاته اليومية والشيخ خالد قد اخذ مكانه في المجلس وهو المختص بجمع التبرعات للأعمال الخيرية التي اشرف عليها أنا شخصياً .
عم الصمت المكان لحظات حتى قطع ذلك الصمت صوت تحرك من أوكل لهم مهام الضيافة وهم يقدمون القهوة و الشاي للحضور ، تناولت الجريدة التي أمامي فتحتها علي صفحة التحقيقات المحلية لأقرا ذلك التحقيق الذي كتبه الصحفي عائض عني فقد دفعة له مقابل ذلك خمسين ألف ريال ابتسمت وأنا انظر الي صور الشهود الذين تعتلي صورهم اسطر من المديح لي يصفون علمي وخذاقتي ومعرفتي التي تعتبر شئ من المعجزة وصدق حدسي لقد دفعت لكل منهم مبلغ خمسة الاف ريال مقابل ظهور صورته وبعض الكلمات التي تسطر علي لسانه .
سرقني الفكر قليلا عن من حولي وانتابني شئ من الخوف من بعض تلك الأفكار التي داهمتني إلي متى سيستمر هذا الحال علي ما هو علية يمشي كما أرتب له ألم يحن الوقت لانكشاف أمري وإذا انكشف ذلك الغطاء الذي يستر أعمالي إلي أين سوف يأول مصيري ألم يصدف أن يزورني شخص حاذق نبيه ؟ هل فعلا نسبة السذج في المجتمع بهذا العدد ؟ ألم يحن الوقت للتوقف عن تلك الممارسات المشبوهة ؟ لماذا لا أتوقف و أهاجر الي بلد أخر وابدي فيها نشاط تجاري فقد جمعة من المال ما يكفي لبداية عمل يجعلني من كبار رجال الأعمال ؟
انتبهت من ارق تلك الأفكار علي صوت النساء من خلفي فلا يفصلني عنهن إلا حاجز بسيط أقمته منعا للاختلاط كان صوت هيفاء واضح بين ضجيج من حولها تحاول جاهدة تنظيمهن حتى يتسن لها ترتيب مقابلتهن لي ، هيفاء تلك الفتاة المكافحة العاقلة الرزينة اختلطت سذاجتها بطيبتها تحمل شهادة جامعية في اللغات أتعبها البحث عن عمل مدة سنتين كنت بالنسبة لها المنقذ من وحش البطالة الذي يتربص بالشباب اهتممت بها بشكل ملحوض فهي تتقاضى عن عملها معي كمسؤولة عن تنظيم النساء وتحصيل الرسوم منهم راتب شهري مقداره سبعة الاف ريال .
مع تناغم صوتها العذب تشكلت في مخيلتي فكرة جديده لماذا لا تكون هيفاء من يشغل الخانة الرابعة في حياتي تلك الخانة التي طال ما اشغلني فراغها فهي فتاة جميلة وعاقلة واعرف إنها معجبة بي فهي دائم تصطنع المواقف لمحادثتي أهلها لن يمانعون أو يعترضون فهم يقدرونني وتربطني بهم علاقة قوية ........!
2-البداية
لم يتبقى لي في هذا المدينة الكتيبة إلا أيام معدودة و أغادرها بدون رجعة بل سوف أغادر الولاية كلها فقد تبدل حالها بعد أن ألقت أحداث الحادي عشر من سبتمبر بظلالها الثقيل علي العالم بأجمعه و قلبت موازين أمريكا رأسا علي عقب فالصديق اصبح عدوا والعنصري اصبح أكثر عنصرية والحمل الوديع أضحى ذئب كاسرا يتعطش لدمانا نحن العرب .
كم كنت اعشق مدينة هيوستن فقد أمضيت سنين من عمري بها حتى أصبحت جزء مني أحببت أهلها وطريقة حياتهم وعشقت شوارعها وميادينها وفتنتني حسناواتها كان لي من الأصدقاء عدد كبير فقد كنت ذلك الرجل الاجتماعي كنت اقضي معظم وقتي في التنقل بين المقاهي والمراكز التجاري والميادين العامة لا أتردد ابد في محادثة من حولي بسبب أو بدون سبب كان أهل المدينة طيبون ودودين دائما تعلو الابتسامة وجوههم لقد رفضت فرص دراسية كثيرة في ولايات أخرى بها جامعات عريقة تبيع الشهادات الدراسية بثمن بخص ولكن من أجل حبي لولاية تكساس ومن اجل عيون رعاة البقر فضلت البقاء بينهم وتحديدا في مدينة هيوستن كانت الأحلام تراودني بالبقاء في تلك المدينة بعد التخرج ففرص الحياة فيها افصل من أي مكان أخر
ولكن تغير كل شئ فاصبح ينظر إلينا نظرات ازدراء وكره وأصبح الخوف يحيط بنا من كل جانب ولم نعد نلتقي كما كنا من قبل في ذلك المقهى العربي الذي كان يجمع شتات غربتنا نقضي جزء من ساعات الليل به يقصده اغلب العرب المقيمون في تلك المدينة ننثر همومنا و أمانينا علي طاولاته نزفر صدى أحزاننا مع أنفاس أراقيله نتسامر ونتجاذب أطراف الحديث نطرح قضايانا بحرية لم نعهدها ولم نتعود عليها لم يحدث في يوم من أيام ذلك المقهى أن اتفقنا علي رأيا واحد فنحن جميعنا عرب تابا عروبتنا أن نتفق يشغلنا حماس الاختلاف عن ساعات الزمن التي تمضي بدون أن نشعر بها يقطع اختلافنا وينهي فوضى حديثنا حلول منتصف الليل فنبداء بالاستئذان الواحد تلو الأخر وكل منا يقول قبل رحيله لا تعتبوا علي فهي وجهات نظر والاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضيه .
لم تعد تلك الاجتماعات تحدث فقد أصبحنا نخشى أن نتهم بأننا نجتمع لتدبير محاولة إرهابية حتى حديثنا بالهاتف قل إن لم يكن إنعدم ، أصبحنا نشعر بان هناك من يرصد تحركاتنا تغيرت أجواء تلك المدينة الجميلة بالنسبة لنا وخيمة الكآبة عليها وإعترة وجوه أهلها البؤس والكراهية وأصبحت مشاعر الرفض لوجودنا واضحة تنطق بها عيون من خافت شفاهه المواجهة .
أيقنت بأن وجودي هنا أصبح مستحيل وقررت العودة للوطن حتى تتغير الأمور وتزول تلك الغمة ، وقد بدأت أول خطوات العودة فسحبت أوراقي من الجامعة التي ادرس بها علي آمل أن أجد مكان في إحدى جامعات بلدي لأكمل ما بقي من دراستي وإن لم أجد مكان فإن الأمر ليس بالصعب فالجامعات العربية كثيرة و أستطيع الإلتحاق بإحداها ، سرعان ما تبدلت الفكرة لدي وعدلت عن العودة للوطن قبل أن احصل علي الشهادة التي سافرت و تغربت من أجلها كان ذلك بعد مكالمة أبن عمي سرور والذي يدرس في مدينة سياتل فقد ذكر لي بأن الأمور تختلف لديهم قليلا فالعنصرية أقل حدة من مدينتنا وأهل البلد فيهم عقلاء لوجودهم دور فعال .
3- الكابوس
استيقظت من قيلولتي مفزوع من ذلك الكابوس الذي عاودني للمرة الثالثة ولكن هذه المرة كان تأثيره علي اشد مما سبق .
قفزة من سريري لاجد نفسي واقفا وجسدي يتصبب عرقا والهلع يعتريني لم استطع أن احدد ما الذي كان يخيفني بالتحديد شعرت بعطش غريب وكانني لم اذق الماء من اسابيع عديدة ، حاولت ان اتمالك نفسي قليلا ثم خرجة من غرفتي للصالة فوجت إبريق الماء علي الطاولة تناولته بيداي التان ما تزال ترتعش من إضطرابي شربت الابريق باكمله أحسست بثقل جسدي وعدم مقدرتي علي التماسك واقف ارتميت علي الكرسي مسحت العرق وبقايا الماء الذي انسكب علي وجهي بيدي استعذت بالله من الشيطان الرجيم وقرات بعض من الايات حتى هداة نفسي قليلا وإنزاح شي من الخوف الذي تملكني فكرت بالخروج لعله يتبدد ذلك الشعور الذي سكن أطرافي .
دخلت الحمام علي امل ان يعيد الاستحمام شي من نشاطي ومع انهمار الماء علي جسدي عاودني التفكير باحداث ذلك الكابوس ولكن هذه المرة تفكيرا تحليليا لاحداثه ومحاولت لفك رموزه ، ماهي إلا لحظات فخرجت متجه لغرفتي لارتدي ملابسي إستعداد للخروج القيت نظرة خاطفة علي سريري فهالني منظر الدمار الذي حل به فكانه كان مسرح لحرب سريرية طاحنة فقد تناثرة المخدات والاغطية في فوضى مريبه شعرت لحظتها بحالتي عندما عايشة الكابوس فإزداد إصراري علي فك رموزه والبحث عن تفسيره .
ارتديت ملابسي وخرجت مسرعا وكعادتي لا استخدم المصعد في النزول بل استمتع بعد درجات السلم رغم انني اسكن في الدور الرابع
وعند مدخل البناية قابلتني جارتي جانيت تحمل اكياس كثيرة القيت عليها التحية ولم انتظر فلا ادري هل ردت علي التحية ام لا استرقت النظر اليها وانا احاول اغلاق الباب من خلفي فوجدتها تتبعني بنظراتها التي تحمل شي من الريبة حول إستعجالي ، شعرت بنظرتي فابتسمت تجاهلت ابتسامتها ومضيت في طريقي .
جانيت تلك المراة التى قد تجاوزة الخامسة والثلاثين من عمرها ولكن يخال للناظر اليها بانها في العشرين من العمر تهتم بنفسها وجمالها الذي وهبها الله امراة مطلقة لم تنجب اطفالا نشأة علاقة صداقة بيني وبينها كانت ترتاح لي كثيرا تحدتني عن همومها وامالها وتسمع مني احلامي و افكاري المستقبلية .
حدثتها مرة عن حلم يراودني في إنشاء شركة تهتم بغذاء الاطفال هنا في مدينة هيوستن اعجبتها الفكرة و وعدتني بمشاركتي فيها فأصبحت الفكرة تسيطر علي تفكيرها فكانت كلما وجدة كتاب او مقال عن اغذية الاطفال احضرته لي لنتناقش حوله
كنت ارمي شباكي حولها وانسج خيوط من الود لها اثمرت محاولاتي عن اجتذاب شي من اعجابها بي وتعودها علي اسلوب حياتي اعتقد انها كانت تبحث عن حب ينهي وحدتها وعن رجل جدير بثقتها تبني معه مستقبل حياتها وكنت انا ابحث عن اقصر الطرق للوصول إلي إقامة دائمة في أمريكا تلك البلد التي سحرتني حريتها المزيفة واستهوتني ثقافتها المنفتحة بدون حدود او قيود . ولما لا تكون هي شريكتي في الحياة فهي امرأة مثقفة وجميلة ذكية وتنحدر من عائلة عريقة كان لاسلافها صولات وجولات يشار اليها بالبنان بين رعاة البقر .
انتهت تلك الاحلام وتبددت تلك الافكار بعد الاحداث العصيبة التي إجبرتني علي تغيير مخططاتي التي سقط جلها خلف اسوار المستحيل ولكن كان امل بداخلي يحدثني عن قرب إنفراج لتلك الازمة فانا لست ارهابيا ولا امت للارهاب بصلة فانا رجل متامرك تتقمصني الامركة من راسي إلي اخمص قدمي .
خرجت متوجها بسيارتي وعند بوابة المجمع السكني اوقفني الحارس الامني ذلك الرجل الذي كان يضمر لي شئ من الكره بدافع العنصرية يخفيه بداخله واراه في نظراته ولكن اصبح يعلنه .
وقف بجانب سيارتي وكان يضع يده اليمنى علي مسدسه تاملني بنظرات ازدراء وتفحص بنظره داخل سيارتي كنت ممتثل لاوامره ادار لي ظهره بدون ان ينطق باي كلمة تشاغل لحظات بالرد علي الهاتف ثم فتح البوابة لي إنطلقت بي السيارة عبر شارع كيربي ذلك الشارع الذي يصل اطراف المدينة الشرقية باطرافها الغربية كنت متجه لمركز المدينة تناولت هاتفي الجوال وتصلت علي صديقي سالم
- مرحبا سالم وينك فيه
- هلا حاتم ....... غريبه صاحي من النوم علي غير عادتك
- طيب انت وينك الحين وبعدين اشرح لك ليش صاحي علي غير عادتي
- انا في شارع( وست هايمر) قريب من صالون عبير
- ياحبك لها العجوز اللبنانيه ....... وين القاك فيه ؟
- وش تبي انا ما ابي اشوفك اليوم ........ يا وجه النكد .
- ياشين انت تعال وغمض عيونك لا تشوفني ....... بنتظرك في المقهى المكسيكي قريب منك وانا متجه له الان ...... بسرعه ولا تتاخر علي
- طيب الله يعين عليك ....... انتظرني هناك بمر علي محل اخذ منه أغراض لي ما راح أتأخر
- اوكى بس لا تتاخر ...... مع السلامة .
وصلت للمقهى وجلست اخترت طاولة من طاولات الرصيف فجلوسنا نحن العرب في أماكن متوارية أو مختبئة في أركان المحل تثير الشبهات حولنا وقبل ان يصل رفيقي تنقل فكري بين رحيلي من هذه المدينة وما ينتظرني هناك في المدينة التي سوف اقصد وعاودتني فكرة العودة للوطن وسرعان ما انتقلت بتفكيري الي ذلك الكابوس الغريب الذي اصبح يتكرر وكانه ينذرني بحدوث شي ما علي ان استعد له .
لم يطل مكوثي في المقهى او لعل تواصل الافكار واسترسالها اختصر الوقت فلم اشعر به وصل صديقي سالم وكان برفقته فيصل وهو صديق لنا جلسوا وبادرني سالم بسواله
- خير إن شاء الله وش جايبك هنا ؟ وش فيك مكتاب وحالتك حاله ؟ لا تكون جانيت مزعلتك .......؟
- ابد بس ضايق صدري وابي احد يسولف علي مليت وانا اسولف علي الجدران .........
- وانت من متى توسع صدرك؟ من عرفتك وانت صدرك ضايق وشايل هموم الدنيا فوق راسك
قاطعنا فيصل موجها حديثه لي
- علي فكره حاتم متى بتسافر لسياتل ؟
- والله انتظر بس يجيني خبر من سرور انه استاجر الشقه علشان اشحن عفشي وبعدها اسافر
- بالتوفيق ان شاء الله ...... أنا والله افكر اني انتقل بعد هناك بس يمكن علي بداية السنة الجايه .
- لا تستعجل اصبر لين اشوف لك الاوضاع هناك ... سرور يمدح الديره وانا ما اثق في في كلامه بعض الاحيان احس ان فيه دلاخه زايه عن الازم
تدخل سالم في الحديث مازحا وقال ( يارجال اخذه معك وخلونا نرتاح منكم ومن قرفكم ....... علي فكره ترا تصلحون لبعض اثنينكم معقدين ) ضحكنا جميعا و توجهت بالحديث لسالم
- سالم علي فكرة ما تعرف في تفسير الاحلام ؟ يخوي فيه حلم تكرر علي ثلاث مرات وبصراحه مضايقني شوي .
يضحك سالم ويجيبني
- إذا كان حلمك جنسي فأنا ثقافتي الجنسية صفر وإذا كان حلمك ارهابي فابعدني عن الارهاب والسياسة.
- ياشين انا اكلمك جد خل عنك المزح وجاوبني . ابي مره وحده القا فيك فايده لكن الظاهر هذا هو الشي المستحيل .
في اأثنا حديثي يتدخل فيصل مقاطعا لي
- حاتم ريح نفسك واتصل علي الشيخ صالح وهو اللي راح يفسر حلمك
- منهوا الشيخ صالح وينه فيه ؟
- الشيخ صالح في الرياض وهو مفسر للاحلام ورجال موثوق فيه وانا شخصيا جربته وكل كلمة قالها لي صارت مثل ما قال . وإذا تبي رقمه اعطيك اياه الحين ؟
- الحقني فيه ياخي وريحني من سخافة سالم
اعطاني فيصل الرقم وحدد لي الاوقات المناسبة للاتصال ، اكملنا جلستنا نتحدث عن هموم الدراسة والاوضاع التى تجددت علي المجتمع الامريكي ثم توادعنا هم ذهبوا ليكملوا سهرتهم في مكان اخر وانا ذهبت للبيت وكان اخر كلماتنا ( لا تعتبون علي ياشباب الاختلاف في الراي لا يفسد للود قضية ) ، في طريق عودتي سبقني فكري الي جانيت كنت أحاول أن أقرا أفكارها لقد لاحظت عليها تغير ملحوظ إتجاهي بعد تلك الاحداث اللعينة وكانها تغالب الحيرة فهي تريد الابقاء علي ويمنعها عني ما حدث من اناس انتمي لهم وادين بدينهم وما الذي يمنع فقد اكون انتهج افكارهم وقناعاتهم العدوانيه . جانيت تعلم بإقتراب موعد سفري لم تعلق عندما أخبرتها بما اقدمت عليه واكتفت بدعواتها لي بالتوفيق ثم استدركت حيثها معي وقالت لي سوف تعود هنا ولن تطول غيبتك فاجبتها اتمنى ذلك .
وصلت للمجمع السكني واوقفت سيارتي دخلت للمبنى وتوجهة الي شقة جانيت طرقت الباب فتحت لي الباب بعد ان تاكدت من الطارق قابلتني بابتسامتها العذبة ونظرتها الساحرة التي تنبعث من عيونها الزرقاء كل ما فيها كان يبتسم شعرها قوامها ذلك الخجل الذي يعتريها .
دعتني للدخول جلسنا نتحدث قليلا عن سفري وعن مدينة سياتل كانت تتحاشا ان تتحدث عن الاحداث احتراما لي ولم اكن ابحث عن الحديث عنها فهمت من حديثها محاولت افهامي انها تحترم صداقتي معها ولم يعد هناك شي غير الصداقه ودعتها علي امل اللقاء قبل سفري .
أكملت سهرتي وحيدا في شقتي كانت جانيت تسيطر علي تفكيري هل فعلا ما كنت أريده منها هو حصولي علي إقامة دائمة وشرعية في هذه البلاد أم أن هناك شئ خفي بداء يتحرك في داخلي أم أنه فقط كبريا رجل ترفضه امرأة تزاحمت الأفكار في مخيلتي تسافر بي تارة أعود معها للوطن وتلك الأيام التي كنت انظر فيها للمستقبل بنظرة ضبابية لا أكاد أرى من خلالها معالم الغد وتارة يطوي الفكر الأيام يستحث الوقت ويستعجل تبدله وما زال الأمل يراودني ........ بين تلك اللحظات لاح لي الشيخ صالح وتفاصيل ذلك الكابوس نظرت لساعتي فوجت انه الوقت المناسب للاتصال به فالوقت عندهم في الرياض ألان منتصف النهار ، قمت مسرعا للهاتف ابحث عن الشيخ صالح .
4-الشيخ صالح
اتصلت بالشخ صالح فأجابني بصوته الأجش وبادرني قائل :
- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- وعليكم السلام كيف حالك يا شيخ صالح أنا أخوك في الله حاتم ومقيم ألان في أمريكا
- حياك الله وبياك يا أبني أمر ماذا لديك
- سلامتك يا شيخ بس حييت استفسر منك عن حلم رايته اكثر من ثلاث مرات وأنت من الأشخاص اللي مشهود لهم وسمعتك الطيبة هي اللي خلتني اتصل عليك
- خير أن شاء الله ... نسائل الله أن يعيننا قل لي ما ذا رأيت يا ولدي
- رأيت يا شيخ أنى راكب علي حصان اضخم من الفيل وله جناحين إذا نشرهم ما قدرت أشوف أطرافهم رأسه يشبه راس الأسد وله عيون يا شيخ اكبر من كف يدي لونها احمر كان سرجه علي شكل كرسي وكان يمشي بهدوا بين شوارع المدينة اللي أعيش فيها وكنت انظر للي حولي وكأني مستغرب ليش أنا راكبه لحالي مريت بفتاة ما أعرفها وطلبت منها تركب معي ورفضت اختفت الفتاة وفجأة تغير حال الحصان هاج بدون سبب واصبح يجري بسرعة اكبر من سرعة السيارات ونشر جنحانه وكأنه يبي يطير فصار يحطم كل شي حوله كان كل همي أنى ما أقع منه تمسكت في عرفه بقوه وكان يحرك عرفه وكأنه يحاول أن يسقطني كنت أحس بخوف كبير من السقوط لذلك كنت مركز علي تمسكي فيه و ما حاولت اوقفه استمر في جريه حتى خرج من المدينة توقف بعد أن فقدت الأمل في وقوف وكانا في حديقة أول مرة أشوفها حديقة لونها ابيض عشيها ابيض أوراق أشجارها بيضاء واسعة يمتد بياضها إلي حدود ما قدر نظري يوصل لها نزلت من ظهر الحصان وأنا متعب دخلت للحديقة وفجأة هاجمني شوك ابيض يطير في الهواء وكأنه سرب نحل يلتصق فيني وأنا أحاول أن أبعده عني أخذت أجري داخل الحديقة هربان من الشوك اختبأت خلف شجرة كبيره كانت أغصانها بيضاء حتى ذهب سرب الشوك عني أخذة انزع ما علق بي من الشوك حتى رأيت الدم يخرج من أصابع يدي ويسيل علي الأرض بشكل أخافني فصحيت من نومي .
- خيرا إن شاء الله يا أبني .
- يا شيخ صالح تكرر حدوث هذا الحلم ثلاث مرات بنفس التفاصيل لا تنقص ولا تزيد .
- خيرا يا أبني ........... لا تفزع ولا تخف الموضوع كله خيرا ولكن قبل أن أجيبك احب أن اعرف منك بعض المعلومات البسيطة
- تفضل يا شيخ .
- هل كنت علي طهارة عندما أتاك هذا المنام ؟
- نعم يا شيخ فقد عدت من الجامعة وتوضأت وصليت الظهر متأخرا بعض الشيء ثم نمت وأنا علي طهارة .
- يا أبني إن صدقة روايأك فأنك سوف تجني في غربتك مال كثيرا وتصبح من الأثرياء والحصان هو ا لطائرة التي سوف تمتلكها كما يفعل رجال الأعمال وسوف تكثر أسفارك بها لوحدك أما الحديقة البيضاء فهي إمراة شقراء وأضن والله اعلم بأنها أمريكية سوف تتزوجها وسوف تسلم علي يدك ولكن بعد أن تتعرض لشيء من المشاكل ظهرت في حلمك علي شكل شوك يلتصق بك في سبيل دعوتها للإسلام وسوف ينصرك الله وتستقر أمورك معها وترزقون بالولد الصالح إن شاء الله أما تكرار ذلك الأمر عليك فهوا دليل علي اقتراب حدوثه كن مستعد له واكثر من قرأت القران وحافظ علي الصلاة يا أبني .
- جزاك الله خير يا شيخ وسعت صدري وريحتني أزلت همي ........ تأمرني بأي خدمة من أمريكا أنا مستعد
- جزاك الله خير يا أبني مشكور ....... ولكن فيه أمر خير أحببت أن أبلغك به إن أردت المشاركة فيه .
- تفضل يا شيخ
- يا أبني نحن نبني مسجد في قرية ليس بها مسجد جامع وسوف يضم المسجد الذي نبنيه مدرسة لتحفيظ القران ، فإن أردت المشاركة بفعل الخير فأنا المشرف علي هذا العمل .
- جزاك الله خير يا شيخ صالح هذا عمل خير والله يعينني أشارك فيه ..... لكن يا شيخ لو تعطيني رقم حسابك احول لك اللي بقدر عليه
- يا أبني سوف أعطيك رقم هاتف الشخص المكلف بجمع التبرعات وهو من طرفي وافضل أن ترسل المبلغ مع أحد أقاربك له .... ويجب أن تعلم يا أبني بان جزء ضئيل من مجموع التبرعات ندفعه للشخص الذي سخر وقته وجهده لمتابعة العمل والأشراف عليه .
- اللي تشوف يا شيخ وراح يجيك مني خبر قريب إنشاء الله ....... و ألان مع السلامة يا شيخ وجزاك الله خير .
- مع السلامة يا أبني .
أغلقت الهاتف واعتراني حالة من الفرح الهستيري كنت أتنقل بين ارجاء شقتي الصغيرة لا يقر لي قرار ولا يهدى لي بال وكيف اهدى وأنا سوف اصبح ثري سوف تتحقق أمنيات رسمتها الفاقة وايام قلت ذات اليد سوف اعيش الترف بشكل مختلف عن كل هؤلا الاثريا الاغبياء لم اعد مجبر عن البحث عن طريق يوصلني إلي أن اكون أمريكي بالثروة سوف اصبح سيد من سادات أمريكا فامريكا عبد سيده المال سوف تتغير نظرة ذلك العبد لي بعد ان اصبح مالك لسيده ، اشعلت سيجارة ورميت بنفسي علي سريري والابتسامة تسكن كل جزء من جسدي استمر توارد الافكار والخوطر وأنا متمدد علي السرير وعيناي ترقب الدخان المتصاعد من سيجارتي ولكن كيف سوف تأتي الثروة هل سوف تكون شركة اغذية الاطفال نواتها ؟ ام هل يكون في مدينة سياتل شئ سوف يقودني اليها ؟ لم اكترث كثيرا لتلك التسائلات التي داهمت خيالي فالمهم أن الثروة سوف تاتي . طاف بي خيالي حتى وصلت إلي جانيت هل سوف تكون هي تلك المراه التى بشرني بها الشيخ صالح تواردت صورها في خيالي تملى الفضاء ابتسامتها التي تستعمر كياني كما تستعمر بلدها دول العالم الثالث .
نهضت من السرير لاطفى سيجاتي اتجهت للهاتف واتصلت باخي بندر في الرياض ، طلبت منه ان يدفع مبلغ من المال للرجل الذي يجمع التبرعات للمسجد الذي ذكره الشيخ صالح .
عدت مرة اخرى لسريري واطلقت العنان لخيالي يسافر بي علي طائرتي الخاصة بين اصقاع الدنيا حتى سرقني النوم من لحظات الخيال فنمت في وداعة لم اعهدها من قبل
5- الوداع
عبير تلك السيدة الاربعينية المرحة التي يجتمع فيها وقار السن و مرح الشباب تملك صالون للحلاقة ورثته من زوجها قدمت مع زوجها مهاجرة من لبنان قبل عشرين سنة لم تنقطع صلتها بأهلها في بلدها الاصل ولكن هي امريكية وتفتخر ببلدها الذي احتضنها وبدل عسر حياتها إلي يسر رأت ابناها يكبرون امامها علي تراب هذا الوطن ، هي صديقة قديمة لي ترتاح لي وتمازحني دون سواي وتتحمل بذائة لساني وتعلم أنني اكن لها في داخلي كل تقدير واحترام زادت علاقتي بها بعد قدوم أختها ميساء من لبنان لتلتحق بجامعة رايس ترافقت أنا وهي فصل دراسي كامل قبل أن انتقل أنا لجامعة تكساس كنا نلتقي كل يوم نخرج مع بعض لم تكن عبير تخشي شي علي اختها عندما تعرف انها معي كانت ميساء تتقرب مني وتحاول لفت انتباهي ولكن كانت جانيت ومخططاتي تحول بيني وبين ان اعير تقربها اي اهتمام .
بعد أن علمت عبير بقرب موعد رحيلي عن مدينة هيوستن متوجها الي سياتل إتفقت مع سالم وفيصل علي إقامت حفل وداع لي في الليلة التي تسبق يوم سفري يدعون له بعض من الزملاء أتفقوا علي المكان وقد وقع إختيارهم علي مطعم يقدم الأكلات التايلندية .
بداء العد التنازلي للوداع وقد شرعت فعلا في وداع تلك المدينة كنت اتجول في شوارعها واطيل النظر في معالمها من يدري فقد تكون هذي اخر نظرة تصتدم بهذا او ذاك شعور حزين إنتابني وانا اتجول جولات الوداع كم كنت اعشق تلك المدينة وكم أرسلت من خيال يملى فضائها مدينة اثرت في حياتي تاثير لا اعتقد أن شخص قد عايش مثله او أثر فيه مكان مثل ما وجدت أنا، اربع سنين قضيتها فيها لم اغادرها شهدة تعاقب مراحل مختلفة من حياتي كانت تلك المدينة عامل رئيسي فيها اتذكر السنة الاولي كانت سنة مجون وطيش وبحث عن الملذات فتياة حسان وسهرات تحيي المشروبات ليلها علاقات مشبوها ثم أعقبها سنة التكون الفكري وتغلغل الحلم الامريكي الكبير في النفس والبحث عنه ، والسنة الثالثة كانت سنة الخيال الحالم واحلام اليقظة يعتريها إحساس بالغربة تذوب ثلوجه كل ما هبت رياح العشق الدافئة واخيرا سنة الاستقامة والبحث عن الذات وتكون المنهج والسعي لتحقيقه ...... فترة زمنية هي اعمق من أن يطالها النسيان .
أتعبتني الذكرايات وشعرت بضعف الانسان يعتريني في لحظات الوداع وانا رجل شرقي ارفض أن يراى الناس دموعي ، عدت إلي شقتي فهي تمتلك كما هائل من الذكرايات أحتاج أن استرجع شئ منه وفي طريق عودتي إتصلت بجانيت واخبرتها باني مسافر بعد غدا عرضت علي ان نقضي الليلة معنا لتكون ليلة وداع لانها مرتبطة يوم غدا وافقت علي عرضها واتفقنا أن يكون اللقاء عندي في شقتي .
وصلت شقتي قبل الموعد بساعة تقريبا وعند مدخل البناية قابلت آن تلك العجوز المجنونه ذات الشعر الابيض وملابسها البضاء تسحب خلفها كلابها الثلاثة البيضاء كانت تنتابها حالات من الجنون فتقوم بالرقص والغناء باعلي صوتها في الشارع وتحاول تمزيق ملابسها كنت دائم اصادفها وهي في حالة ثوران الجنون فكنت اخذها الي شقتها ثم اتصل بالمستشفي الذي يشرف علي حالتها النفسية .
استوقفتها و ودعتها ببعض كلمات الاعتذار إن كان قد بدر مني ما يضايقها خلال فترت وجودي نظرت الي وابتسمت لم تنظق باي كلمة اجتذبتني وقبلتني ثم ادارة ظهرا لي وهي تلوح بدها وابتعدت وكلابها الثلاتة خلفها .
بدأت مراسم إنتظار جانيت حضرت جانيت وكانت في اجمل صورها تحملها ابتسامتها في لجة من الفتنة فكانت ليلة إلتقاء فيها فتنة الغرب الساحرة بعشق شرقي لئيم تحدثنا عن الوداع وعن اللقاء عن الحب وعن الجنس واثره في الحب قضينا ليلتنا في نقاشات ساخنة وفي الصباح عانقتني جانيت وكان الوداع واخر لقاء جمعنا رغم تلك الاماني التي اطلقناها بلقاء قريب خرجت كما دخلت تحمل سحر جمالها وتحملها ابتسامتها اخذت معها ذكرايات أثقلتها الاماني واحلام سطرتها السنين السابقة وتركت لي جرح فراق لا يلتام
استيقضت علي صوت الهاتف كانت عبير تستعجلني بالحضور فقد حل المساء وانا غارق في النوم دخلت الحمام علي عجل واستبدلت ملابسي وخرجت اقصد ذلك المطعم التايلندي وجدت الرفاق امامي سالم وفيصل وعبير وأختها ميساء كنت انا اخر الواصلين القيت عليهم التحية وجلست كان يعتلي وجهي ابتسامة لم افهم سرها كنت مرح الي درجة الفضاضة لم يكن هناك حدود للساني الذي كان ينطق بكل شي لعل ذلك كان مرحلة انقلاب علي الذات أو الهروب من الواقع كان المرح يطغي علي سهرتنا ، وجدت في قائمة الطعام شوربة بانكوك لم اكترث بمكوناتها طلبتها أنا الوحيد الذي طلبها احضرتها لي النادلة كان منظر الشوربة غريب لونه اخضر وتطفوا علي سطحه أشياء غريبة شربتها واكلت تلك الاشياء بدون ان اشعر فقد كنت منهمك في الحديث انتهينا من العشاء وخرجنا لحديقة المطعم وقفنا هناك نتابع حديثنا ودعتهم ثم انصرفت تحف بي دعواتهم لي بالتوفيق وقبل مغادرتي المطعم سالت النادل عن مكونات تلك الشوربة الغريبة فذكر لي بانها شوربة امعاء الضفادع كضمت غيضي وخرجت مسرعا عائد لشقتي وهناك بداء مشواري مع شوربة امعاء الضفادع فقد احسست بالم في بطني يعتصرني ورغبت ملحة في التقيوا اعقبها نوبة اسهال قوية شعرت بانها اعراض تسمم ولكن كنت منهك واتعبتني تلك الاعراض ارتميت في احضان نوم التعب ولم افق الا علي الام المغص و اعراض الاسهال تعاودني مرة اخري وبعد ان هدات حالتي وجدت بان الوقت قد ادركني وقد إقترب موعد خضوري للمطار حملت حقائبي و ودعت شقتي كان سائق التكسي بانتظاري ساعدني في حمل حقائبي وتوجهنا للمطار كنت اقاوم الام ذلك التلبك المعوي واحاول تبديدها بالحديث مع السائق كان يشتكي لي من غدر الزمن وتبدل الاحوال فقد كان والده وزير في احدى الدول الافريقية وحدث انقلاب في تلك البلد واعدم والده وهرب هو واخوته و والدته الي امريكا بالامس كان ابن وزير واليوم سائق تكسي ........!
6- الكارثة
توجهت الي منصة شركة طيران الدلتا وسلمتهم حقائبي واستلمت بطاقة صعود الطائرة وتوجهت الي صالة المغادرة وهناك عاودتني نوبات الإسهال ذهبت لدورات المياه التي بالمطار وتأخرت بها فلم اخرج منا إلا وكان جميع الركاب قد صعدوا الطائرة كنت أخر راكب يصعد رأيت الذعر في عيون الركاب والهلع يعتري وجوههم بعد أن رأوا ملامحي العربية جلست في مقعدي كان الكل يراقبني تحركت الطائرة وأخذة تزحف مثل السلحفاة علي ممرات المطار حتى وصلت المدرج المعد للإقلاع توقفت تنتظر الأذن لها بالإقلاع كان المطار في ساعات ذروته وحركت الطيران به كثيفة كعادته أمضينا عشر دقائق متوقفين وفجأة شعرت بنوبة الإسهال تعود مرة أخري وبشكل أقوى واعنف مما سبق لم استطع أن أسيطر علي نفسي اعتصرني الألم وانتابني حالة من الرغبة في التقيؤ فككت حزام الأمان بسرعة خاطفة قفزت من مقعدي دب الهلع في أرجاء الطائرة كنت ابحث عن دورة المياه في مؤخرة الطائرة هجم علي الأمن المكلف بحماية الطائرة استطعت أن افلت منهم في ظل الفوضى التي انتابت الركاب هربت نحو مقدمة الطائرة تعالت الصرخات سمعت صيحات أحد رجال الأمن يطلب من الركاب الهدوء والانحناء بروؤسهم و وضع الأطفال تحت الكراسي حاولت المضيفة إعاقتي ولكن استطعت أن اصل الي دورة المياه التي في مقدمة الطائرة أغلقت بابها لحظات كنت اسمع محاولة كسر الباب فتح الباب علي وكنت في وضع مزي لا احسد عليه هجم علي ثلاثة أشخاص لا اعلم كيف استطاعوا الدخول في ذلك المكان الذي لا يستطيع الشخص الواحد أن يستدير بداخلها أخرجوني منها بعد سيل من اللكمات طرحوني علي أرض الطائرة وضعوا يدي علي ظهري واحكموا إغلاق الأغلال فيها و قيدوا قدمي نظرة الي الطائرة فوجدتها قد فتحت أبواب الطواري بها تم إخلاء الركاب منها أيقنت لحظتها باني قد وقعت في مصيبة لن اخرج منها تم إنزالي من الطائرة وأنا بنصف ملابسي علي ارض المطار هالني ذلك المنظر الذي يحدث أمامي فقد حضرت الحكومة الأمريكية بأكملها بكامل عتادها و عدتها لم يغب عن نظري إلا الرئيس بوش أعتقد أنه كان يلعب القولف في مزرعته ، فرقة من مكافحة الشغب، شرطة وقناصة وكلاب بوليسية الاستخبارات الأمريكية و اكثر من ألف رجل يتحصنون خلف سواتر أقاموها حول الطائرة جميعهم يصوبون فوهات بنادقهم نحوي وغص المكان بسياراتهم التي اختلطت أضوائها تجبر النهار بان ينصبغ بلونها هناك تم حملي علي إحدى سيارات ال إف بي اي انطلقت بي مسرعة الي مركزهم يحيط بها حماية مكثفة وتحلق فوقنا الطائرات العمودية كانت الدماء تنزف بغزارة من وجهي وذراعي التي كسرت أصابتني حالة إغما فقدت الوعي علي أثرها ولم أفق من غيبوبتي إلا علي أصوات نقاش من حولي كنت ممدد علي سرير في المستشفى يتحلق حولي عدد من المحققين سمعت حديث الطبيب يخاطب كبيرهم ........ هناك جروح غزيرة في الرأس والوجه وكسر في الذراع الأيسر وإلتوا في مفصل القدم الأيمن ويعاني من حالة تسمم شديدة يستدعي معها وضعه تحت الملاحظة الطبية الفائقة حتى تتحسن حالته ولا يمكن استجوابه ألان قاطعه أحد المحققين قائل إن الوضع خطير أمن أمريكا في خطر ولا نستطيع تأجيل استجوابه فقد يكون له أعوان يحاولون تنفيذ خططهم في هذه اللحظة رضخ الطبيب لمطالب المحققين وسمح لهم بممارسة تجاربهم علي حيوان بين أيديهم ينتمي لفصيلة يجب أن تنقرض حتى تستقيم الحياة للبشر .
عشرة أيام بلياليها وأنا لا أرى غير وجه الطبيب وذلك المحقق البغيض الحاقد علي كل عربي ذقت علي يديه اشد أصناف العذاب قسوة فتش كل أيام حياتي ولحظاتها من طفولتي حتى مثلت بين يديه .
لقد طال التحقيق كل شخص يعرفني حتى تأكدوا وتوثقوا ثقة اليقين بأني برى من الإرهاب ولكن كيف يطلق سراحي في ظل ذلك الإعصار الإعلامي الذي أجتاح العالم بأسره ، أمريكا تحبط محاولة إرهابية جديدة كان ذلك ما تناقلته وكالات الأنباء والقنوات الفضائية في كل مكان ، الرئيس الأمريكي يقطع عطلته ويعلن للشعب بأن الوضع تحت السيطرة الكاملة ، الأمن القومي يعلن عن تامين مكان سري أمن لنائب الرئيس ليدير البلاد منه في حالة حدوث شئ ، الجيش الأمريكي يعلن حالة الطواري القصوى ويستدعي قوات الاحتياط ، المقاتلات الجوية تخرج من مخابئها لتنتشر في الفضاء علي مدار الساعة ، القوات البحرية تستدعي أساطيلها التي تعثا في الأرض فسادا ، أسعار الأسهم هبطت بشكل مخيف ، رجال الأعمال يهربون بعائلاتهم ، أسعار البترول ترتفع إلي أعلى مستوياتها ، المواطنون يهربون من المدن ويلوذون بالغابات والجبال خوفاً من الخطر القادم كل هذا يحدث بسب نوبة إسهال تصيب مسافرا في إحدى الطائرات عارا علي أمريكا أن تكون هذه النهاية ، لذلك قرروا الإبقاء علي حتى تهدى العاصفة ويتناسا العالم ما حدث .
7- تبعات الكارثة
[COLOR=darkblue][SIZE=3]
لم انم ليلة البارحة فقد داهمتني الأفكار من كل اتجاه تحمل ذكرايات الطفولة والصبا تتداعى صور الوطن والأهل تتسلل لحظات باسمة ما تلبث أن تموت بين أمواج حزني المقيم ، حطت بي ركاب الفكر عند الشيخ صالح وبشراه لي ما هذا يا شيخ صالح أصلحك الله أين تفسيرك وأنت المشهود له ؟ تمنيت لو أنى
لقد رأيت تفسير كابوسي بنفسي وأسأل الله اللطف بتبعاته لقد تلاشت أحلام الغنى وغابت عن عيني تلك الفتاة الأمريكية الفاتنة مائسة القد التي بشرني بها الشيخ صالح ، أجتمع تركيزي علي محاولة التكهن بما سوف يحصل لي في مستقبل أيامي ، بينما أنا في أرجوحة الأفكار تحملني تارة للأمام وتعود بي تارة أخرى للخلف دخل المحقق البغيض وبصحبته رجل أخر ركلني بقدمه وهو يخاطبني بفضاضة وقال لي
- أيها الحقير إن هذا الرجل هو السير جون براين من إدارة المباحث الجنائية بمدينة هيوستن وقد قدم إلي هنا للتحقيق معك في مقتل السيدة آن التي تسكن معك في نفس بنايتك فقد وجدة مقتولة في أخر ليلة قبل سفرك
- ماذا تقول السيدة آن ماتت
كانت الصدمة أكبر من أن احتملها شعرت بنهايتي قد حلت درت في دوامة أفقدتني ما بقي لي من عقل وفي غمرت الذهول وأثار الفاجعة داهمني صوت ذلك المحقق الجديد
- السيدة آن لم تمت بل قتلت
- وما ذنبي أنا .......إني مستعد أن اثبت لك كل دقائق وساعات يومي وليلتي بالأدلة والبراهين .
- شهد شهود بأنهم شاهدوك تدخل شقتها أكثر من مرة .... وهناك شهود شاهدوك تقف معها قبل مقتلها بساعات
- إن علاقتي مع جيراني ..........
- وكذلك رفعنا بصماتك من أماكن عديدة في شقتها .
يا إلهي هل هذا هو قدري وما كتب لي هل قدمت من وطني لتكون نهايتي في هذا الممر المعتم من الحياة
كان هذا هو حالي طيلة ثلاثة أيام بين صلاة ودعاء وتضرع لله ، لم يعد ذلك المحقق مرة أخرى أشغلني غيابه مثل ما أشغلني حضوره هل هي لعبة تلعبها الاستخبارات معي ؟ هل فعل السيدة آن قتلت وأنا من ضمن المتهمين ؟ أسئلة تتوارد علي ذهني لا أجد في داخلي إجابات مقنعة لها يقطعها صوت تعودت علي سماعه في هذه الأيام يصدر التعليمات ولم أري وجهه فقط صوت يأتيني من خلف الباب
- أيها السجين استعد سوف يتم نقلك إلي مكان أخر بعد دقائق
- إلي أين سوف تنقلونني ؟
- هناك سوف تعرف
يمضي ذلك الصوت و يغيب صوت وقع حذائه عن سمعي فقد ابتعد غير أبه بتوسلاتي في الحصول علي جواب إلي أين سوف ينقلونني وما هي إلا لحظات حتى حضر الحراس اقتحموا زنزانتي و وضعوا الأغلال في يدي والقيود في رجلي واقتادوني للخارج كان هناك سيارة تنتظرني أدخلوني بها وكانت مغلقة كأنها صندوق لا نوافذ بها وركب بجانبي ثلاثة من الحرس وتحركت بنا السيارة لا أعلم أين تتجه حاولت أن اسأل الحرس عن وجهتنا فلم يجبني أحد أكثر من ساعة والصمت مطبق لم يقطع تواصله إلا توقف السيارة وفتح أبوابها أنزلوني فعرفت أنني في المطار ولكن إلي أين سوف أرحل ؟ سحبني أحد الحرس بقوة وهو يخاطب حسناء ترتدي لباس عسكريا قائل لها هذا هو السجين نرجو استلامه أمرت الحسناء مرافقيها فاقتادوني إلي طائرة سوداء اللون وصعدت الطائرة عبر سلم معلق في منتصف الطائرة دخلت مقصورة يفصلها عن أجزأ الطائرة الأخرى أبواب أمنه أجلسوني علي أحد كراسيها الوثيرة المريحة وجلست تلك الحسناء علي المقعد المقابل لي و غاب عن نظري بقيت المرافقين لها وسمعت صوت إغلاق الأبواب لحظات ثم شعرت بتحرك الطائرة تبعه إقلاعها وعم الصمت المكان وداهمتني أفكاري يأتيني صدي الذكريات من الأمس القريب أسترجع صوت الشيخ صالح وهو يبشرني بثرائي والطائرة التي سوف أمتلكها كما يفعل رجال الأعمال هل هذه الطائرة هي الحصان في الكابوس ؟ قطع أفكاري إغفائه تسللت إلي جفوني ولم تدم انتبهت منها لتقع عيناي علي تلك الحسناء وهي تتأملني بنظرات تعجب وبيدها كأس ماء قد شربت نصفه سألتني
- هل تريد ماء
- لا شكرا ....... ولكن إلي أين نحن ذاهبون
- لا أعلم
- ومن الذي يعلم
- لا اعلم
- إذا ما هو دورك هنا؟
- فقط لحراستك.
اقتنعت بأني لن أجد جواب ولكن لماذا كل هذا الفضول سوف نصل وبعدها تنكشف كل الحقائق لم يدم السكوت طويل حيث بادرتني بسؤال
- ما هي قضيتك
- لا أعلم
سكتت ثم نظرت إليها فإذا الابتسامة تعلوا وجهها تحولت الابتسامة إلي ضحكة جعلتني اضحك بصوت خيل لي بأن من حولنا قد سمعه ، فتح الباب الذي أمامي فدخل رجل جميل الهيئة في العقد السادس من عمره وقف بجانبي وسال الحسناء وهو يبتسم عن سبب ضحكي فقالت له أني سألتها عن وجهتنا وعندما قلت له باني لا اعلم ضحك اتسعت ابتسامة الرجل واستدار نحوي ثم جلس بجانبي وخاطبني قائل
- تريد أن تعرف إلي أين نحن ذاهبون
- أخشى أن أسألك فتكون أنت لا تعلم
- أيها الشقي ما الذي أتا بك من بلادك وصحراءك وجمالك ؟
- لعله جزء من شقائي
- علي أتي حال نحن ذاهبون لواشنطن فقد طلب المركز الرئيسي لمكتب التحقيقات الفيدرالية استكمال التحقيق معك هناك .
- في ماذا يحققون معي ....... أقصد في أي قضية في قضية الإرهاب أو قضية مقتل السيدة آن
- لا قضية السيدة آن قد انتهت فقد قبض علي المتهم وأعترف بجريمته .
- إذا فمشوار شقائي ما زال مستمر مع الإرهاب ؟
- ليس كذلك فالأمر عائد لك كل ما كنت متعاون معنا كل ما وجدتنا أصدقاء لك مرت أخرى عليك أن تكون متعاون مع المحققين فإن فترة وجودك معنا مرهونة بمدى تعاونك ...... تمنياتي لك بحظ سعيد
قال كلماته الأخيرة وهو واقف ثم ذهب من حيث أتى ولم أره بعدها .
8- انفراج الأزمة
مضى علي وجودي شهر وأنا معتقل في زنزانة انفرادية لدى مكتب التحقيقات الفيدرالية لم يحقق معي أحد ولم يكلمني أحد فقط تعليمات تصدر وتنفذ كل من حولي لا يفهمون لا يتكلمون لا يسمعون وكأنهم شعوب الدول العربية سكنني الملل حتى مل مني واقتنعت نفسي بشقائي وتعاستي وتملكني تبلد للحس وكأنه استسلام للواقع وانتظار للمجهول في دوامة الانهزام و اليأس
بعد مضي الشهر استدعاني المحقق إلي مكتبه دخلت عليه أتستقبلني بابتسامته الأمريكية التي سئمت منظرها كان شاب لم يتجاوز سنه الخامسة والثلاثين دعاني بلطف للجلوس أمامه وبادرني بالحديث
- لقد ثبت لنا من خلال تحقيقاتنا وتحرياتنا عنك بأنك برى وبعيد كل البعد عن الإرهاب ونحن نعتذر منك عن ما لحق بك ونأمل منك التعاون معنا في بعض الأمور البسيطة التي سوف أطلبها منك، لقد أعددت لك ملف يضم أربعة آلاف سؤال عليك أن تجيب عليها وكل ما أنهيت جزء سوف أناقشه معك إذا كان يستدعي النقاش ولتعلم بأن بقائك هنا مرهون باستكمال هذه الأساله .
- لن أجيب علي شي ولن اقبل اعتذاركم قبل حضور مندوب من سفارة بلدي وحضور محامي .
- سوف تنفذا ما طلبت منك نحن لا تفرض علينا شروط نحن من يفرض وغيرنا ينفذ ولا تعتقد بان في العالم من يستطيع أن يقف في وجوهنا إذا تحركنا في ما يحفظ أمن بلدنا وأمتنا ويضمن مستقبل أطفالنا ذلك من الخطوط الحمراء التي لن نسمح لأحد بتجاوزها ولن نسمح لأحد بالتدخل في شؤوننا
- أنا إنسان وحقوق الإنسان والقانون في أمريكا تكفل لي حقي في الاتصال بمحام .
- لا تطل الجدال فأنت متهم بمحاولة إرهابية ولدي أكثر من ألف عربي معترفين بلإرهاب أستطيع أن أدرج أسمك ضمن اعترافاتهم وأثبت علاقتك بهم وشركة طيران الدلتا تقدمت بشكوى تطالبك فيها بتعويض يصل إلي مائة مليون دولار عن الأضرار التي لحقت بها من محاولتك وكذلك أنت مطلوب في قضية قتل مواطنة أمريكية ........ كل ذلك أستطيع إثباته عليك كما أني أتستطيع نفيه عنك وأختر ما ذا تريد ......... علي آيتي حال سوف أضع الملف في غرفتك و أتمنى أن تكون أكثر تعاوننا
- تقصد زنزانتي ؟
- بل غرفتك فأنت لم ترى الزنزانة لدينا بعد
لم يكن أمامي من حل إلا الانقياد والرضوخ لمطالبهم ، شرعت في الإجابة علي تلك الأسئلة استحث الوقت علني أتستطيع إنهائها وكل ما أنهيت جزء كان يناقشني فيه وأحيان يطلب مني إعادة الإجابة مرة أخرى ومع نهاية تلك الأسئلة وإقفال ملفها كنت قد أنهيت في معتقلي شهري السابع سمحوا لي بالخروج بعد دفع الكفالة المالية والتي كانت بمقدار عشرون ألف دولار دفعها أبن عمي سرور والذي كان يتابع قضيتي ويسافر من ولاية إلي أخرى في بحثه عني ولم يستطع أن يراني أو يعرف عني شئ حتى قرروا أن يطلقوا سراح ذلك الحيوان الذي بين أيديهم .
خرجت لأجده بانتظاري وكأنه يحمل الحرية بين يديه لم أستطع استيعاب الموقف ولا تصديقه هل فعل إنتها كل شئ ؟ أخذني معه في سيارته وتوجه نحو الفندق كان يحدثني عن أهلي وعن المصاعب التي واجهته في سبيل بحثه عني وعن اعتقاله والتحقيق الذي تعرض له لم اكن معه كانت أصوات المحققين ما تزال عالقة بسمعي مناظر التعذيب تعيد نفسها أمامي أتحسس نفسي هل فعلا أنا خارج السجن ؟ هل فعلا ما أنا فيه ألان واقع وليس حلم ؟ قطع شكي وسرحاني سوال سرور لي عندما قال لي
- تعرف من دفع لك مبلغ الكفالة ؟
- من دفعه ؟
- عبير الله يجزاها خير كانت دائم علي اتصال معي وتسال عنك باستمرار .
- عبير
- اتصلت فيها أمس أبلغها بأنهم راح يفرجون عنك وأنا منتظر بس أدبر مبلغ الكفالة المالية خلال هاليومين ...... قالت لي أنا راح أدفع المبلغ وإذا دبرتوا أنفسكم رجعوه لي وما قصرت في نفس اليوم أودعته في حساب ال أف بي أي .
عبير أه ما أعظمك فعلا كنتي الصديق الصدوق ....... أخذة هاتف سرور اتصلت عليها لأشكرها أتاني صوتها وكأنه لم يغب عني لحظة وأحده سمعت فرحتها بمعانقت صوتي من جديد سألتها عن أخبارها وعرفت أنها سوف تسافر غدا إلي نيويورك لتوديع أختها ميساء التي سوف تعود إلي بيروت وعدتها بأن ألقاها في نيويورك وطلبت من سرور أن يتدبر أمرنا سوف نسافر إلي نيويورك اليوم .
9- عبير والقرار
في مدينة نيويورك يوم أخر من أيام الحرية التقيت بعبير وأختها ميساء خرجنا في المساء لأحد مطاعم منهاتن قضينا سهرتنا نعيد الذكريات وتلك الأيام أشرقت الحياة في داخلي من جديد عندما رأيت عبير تلك الإنسانة المرحة ينساب صوتها في أعماقي بلهجتها اللبنانية الجبلية التي لم يغيرها الحلم الأمريكي اللعين حدثتها عن ذلك الكابوس الذي رأيته وعن بشرى الشيخ صالح ضحكت من أعماقها وقالت لي
- ولك هايدي شغلة مبينه متل الشمس النونو بيفهمها مصيبة وراح تحل .
- الشيخ صالح الله يهديه هو اللي وهقني
- هيدا نصاب كبير ....... وأنت بستاهل
- الحمد لله أن الأمور جات علي كذا
- وهلاء شو ناوي تعمل بدك تكفي هون
- والله مش عارف ما قررت لكن رأح اسافر اشوف أهلي وبعدها راح اقرر
تدخلت ميساء في الحوار موجهة كلامها لي
- شو رايك تجي عنا وتكفي دراستك ببيروت ؟
قاطعتها عبير وهي توجه كلامها لي
- عن جد فكره اكتير منيحه هونيك الجو بيناسبك
أمضينا سهرتنا وفي الصباح كان لقائنا الأخير في مطار جون كنيدي ودعت ميساء التي سافرت الي بيروت وبعدها بساعات ودعت عبير التي عادة أدراجها إلي مدينة هيوستن كان الأمل يحدونا بلقاء أخر ولكن أصبح بداخلي يأس يقتل كل أمل يضى نورا للغد عدت إلي الفندق وكآبة الوداع تعتريني دخلت غرفتي علني أستطيع النوم ليوقف ذلك اليأس وينهي تلك الكآبة ولكن كانت جهودي غير موفقة فقد عاودني الشيخ صالح وذلك الكابوس وتفسيره ، الثرى والطائرة الخاصة وتلك الجميلة الشقراء التي سوف تشاطرني حياتي كلها هراء فما كان الحصان إلا تلك الطائرة اللعينة التي اقلتني من هيوستن إلي واشنطن ولم تكن الحديقة البيضاء وشوكها إلا تلك العجوز الشمطاء المجنونة ، قطع استرسال خيالي فكرة جهنمية مجنونة مثل جنوني لماذا لا أكون أنا الشيح حاتم ؟ ولكن بطريقة أمريكية تذهل كل من رأها ، تقمصتني الفكرة واختمرت أحداثها في رأسي لا شئ يعيق تنفيذها أستطيع أن أقوم بها علي اكمل وجه طال ما أن هناك أغبياء تمتلئ جيوبهم بالمال وهم في بلدي كثير .
أنهيت إجراءات سفري بسرعة وحزمت حقائبي ودعت أمريكا الوداع الأخير وألقيت بتلك الذكريات علي شواطئ نيويورك تحملها أمواج المحيط لتلفظها علي شواطئ أخرى بعيد عني سافرت عائدا للرياض تلك المدينة التي غادرتها قبل اعوام وأنا حاتم ذلك الشاب الذي يملئ الأمل أرجاء نفسه ها قد عاد وهو الشيخ حاتم ذلك العالم بتفسير الأحلام الشيخ المعجزة لا يقول كلمة إلا و حدثت مثل ما توقع ....................!
تمت
واشكر لكم صبركم وما منحتموني اياه من وقتكم ولي كبير الامل بأرائكم
وتقبلوا فائق تحياتي
اخوكم ايلـــول
مرحبـــــا بعودتك أولا 00
ثانيا وللأمانة الأدبية فأنا جاهلة بكتابة القصة 00 ولن أعلق على حبكتها أو صياغتها 00
فقط أحب أن أعلق على النهاية التي سبقت البداية بمراحل 00 لماذا سبقتها ؟
بالرغم من طول القصة إلا أنها شدتني بأحداثها المتلاحقة والوصف البديع وكأنني مع بطل القصة في تلك المجريات 00
انقاد البطل لتفسير الحلم الذي طالما راوده في يقظته وفي أوقات محنته 00
وانقلب السحر على الساحر وعاد البطل إلى دياره مفسرا للأحلام ومتورطا في خزعبلات غير منطقية 00
لم يستفد من دراسته أو خبرته المربية أو المؤلمة في سنواته التي قضاها هناك إلا ماصدر عن كابوسه من اصدارات 00
أطلت عليك لكن وبدون مجاملة أشد على يديك في الإستمرار بكتابة القصة فلديك حس عالي وخيال واسع 00 تساعدك بذلك اللغة السهلة المتمكنة من سرد الأحداث وتصوير الوقائع 00
تحياتي وتقديري لمحاولتك القوية في الإنخراط في مجال القصصيين من الأدباء 00
استاذتي موده
تشرفت بحضورك وزادتني كلماتك ثقة بنفسي
فلك الشكر علي تلك الكلمات المشجعة والإطراء الجميل
وفي ما يتعلق بالنهاية التى سبقة الاحداث بمراح فهوا نهج انتهجه عدد من الكتاب يعتمد علي طرح النهاية في المقدمة بشكل لا يفسد علي القارئ تسلسل احداث القصة او الرواية ولا يكون واضح بشكل يختصر ما بعده بل يكون مساعدا في فهم الاحداث وعامل جذب للقارئ بمتابعة ما بعده علي ان تكون النهاية واضحة المعالم مع اخر فصل او جزء
اتمنى ان اكون قد وفقت في إجادة شئ من ذلك النهج
مرت اخرى لك الشكر وكل التقدير لحضورك
تقبلي تحياتي اخوك ايلول
أخي العزيز المهند
كل كلمات الشكر والامتنان اجدها اقل من ان تفيك حقك
غمرتي بكرم حضورك الذي يزيد ثقتي وتفضلت بثنائك الذي افتخر به
هذا انت كما تعودناك تتواجد حيث يتلاشى الاخرون
لك تقف ايات الشكر تقديرا لحضورك
وتقبل تحياتي
اخوك ايلول
أختي الرزينة
تحية إجلال تليق بك
شرفني حضورك وزادني جميل ثنائك ثقة وإصرار علي بذل المزيد
لا املك إلا ان ارفع لك ايات الشكر والامتنان .
أختي العزيزة ما لاحظتي هو وجهة نظر بطل القصة فهو ينتمي لشريحة من المجتمع لها قناعاتها و وجهات نظرها قد تحمل الصح مثل ما تحمل الخطاء
تقبلي خالص تحياتي ........ ودمتي
اخوك ايلول
إستاذتنا العزيزة عابرة سبيل
تابين إلا ان يكون لك السبق في كل عمل جميل
إستاذتي لقد تعودنا وجودك معنا فكرا وروحا ودعما وايادي بيضاء تحتضن جهد اقلامنا
لك الشكر علي لفتتك الكريمة بتثبيت الموضوع ولي امل في عودتك القريبة أقراء من خلالها رايك وملاحاظاتك التي هي محط اهتمامى وهدفي .
تقبلي خالص تحياتي ........... ودمتي
اخوك ايلول