.
في سنة 1349 هـ وقعت حادثة في أحدى القرى التابعة لمنطقة الرياض .. ففي صباح أحد الأيام خرج الراعي كالعادة لجمع رؤؤس الأغنام من البيوت والخروج بها للمرعى ثم العودة بها مساءاً لأصحابها حيث يتقاضى على هذا العمل صاعين من العيش وكمية من التمور شهرياً لكن هذا اليوم لم يكن يوماً اعتياديا حيث فقد الراعي الكثير من الأغنام بسبب هجوم الذئاب على القطيع .. حل الحزن على أهالي القرية وكتبوا لولي الأمر عن هذه الفاجعة فأمر ولي الأمر بتعويض الأهالي ببعض المال وأمر أيضاً بتشكيل لجنة لتقصى الحقائق حتى يتم معرفة خطأ من هل هي الذئاب الشرسة التي فتكت بالأغنام أم أن الراعي أخذ [ غفوة ] تحت الشجرة وأهمل القطيع !!
وبعد أعوام كثيرة جداً قام الكثير من أهالي الوطن ببيع ممتلكاتهم العقارية وأخذ قروض كبيرة من البنوك لدخول بهذا المال لسوق الأسهم بعد أن تم بث الطمأنينة في نفوس الأهالي بأن السوق آمن ولا يوجد تلاعب أبداً ..
وبعد أن [ غص ] السوق بمال هؤلاء المساكين من أبناء الوطن تم التلاعب بالسوق وسرقة أكثر من 4 تريليون ريال سعودي في ساعات قليلة مع هذا الانهيار إنهار الكثير من المساهمين لفقدانهم أموالهم بلمح البصر والكثير منم أصيبوا بأزمات قلبية والبعض منهم ودع الحياة بعد أن ودعتهم أموالهم !!
بعد الفاجعة أمر ولي الأمر بتشكيل لجنة لتقصى الحقائق .. لمعرفة المتلاعبين الذين سرقوا أبناء الوطن بوضح النهار وبعد اجتماعات كثيرة لهذه اللجنة لم نرى ماذا أسفرت تلك التحقيقات لكن التقرير بتأكيد وصل لولي الأمر الذي أصطدم به وبقى بعده بعيداً عن معرفة هؤلاء المساكين الذين رفعوا كفوف الدعاء لله عز وجل .. فاستجاب الله لدعاء هؤلاء المظلومين دون أن يأمر الملائكة بتشكيل لجنة لتقصى الحقائق !! المحافظ الأربعة التي تدخلت في السوق وتم التلاعب بخطة مسبقة من قبل هؤلاء الذين لم يكن بمقدور السوق إيقاف هذه المحافظ أو حتى الكشف عن أصاحبها لكن تم تسريب أسمائهم حتى قبل تشكيل لجنة الحقائق والآن عقوبة الله عز وجل تفتك بهم فالأول أصيب بالسرطان والثاني ملياردير خسر أكثر مما جمعه من هؤلاء المساكين والثالث تعرض لحادث بسيط اصطدم المقود بصدره وتأثرت رئتاه من هذا الحادث وأصبح كثير التنقل بين المستشفيات في الخارج وهو في عز شبابه أما الرابع فهو حبيس أوهامه ووساوسه وطريح الهم والغم والحزن ولم ينفع حتى قراءة القرآن عليه .. فما أشد عقاب الرب حين يكون الحساب .
عندما يأمر الملك بتشكيل لجنة لتقصى الحقائق فهذا يدل على ضعف الهيكلية الملكية للحكم ويدل أيضاً أن المملكة تحتاج إلى علاج سريع بما يخص النظام وإيجاد أدوار رقابية [ خارج الحكومة ] لمتابعة ومراقبة النظام في الوزارات وطريقة سير المشاريع .. كما تحتاج المملكة إلى تشريع قانوني يكفل بمعاقبة ومحاسبة هؤلاء الفاسدين بأحكام رادعة ولا يستثنى من هذه الأحكام [ الأمراء ] ..
الفساد ليس في جدة فقط بل كل مناطق المملكة تعج بالفساد [ عيني عينك ] ولم نجد أحد يوقف هؤلاء أو حتى يقول لهم [ اركدو شوي ] .. بلد يطبق الشريعة الإسلامية ومع هذا يعج بالفساد الخلقي والمالي وكل أنواع الفساد .. المشكلة ليست بتطبيق الشريعة بل هي بمن [ يطبق الشريعة ] وأنا أرى أن الشريعة الإسلامية في السعودية [ دنست أشد تدنيس ] وأصبحت ستاراً لهؤلاء الأوغاد يتوارون خلفها ..
هل تعلمون أن خسائر المملكة [ بيت مال المسلمين ] بسبب الفساد أكثر من 3 تريليون ريال أي مايعادل 800 مليار دولار .. هذا المال لو وزع على سكان المملكة البالغين منهم لما وجد بيننا فقراء كما سيساعد هؤلاء ببناء مساكن لهم .. بيت مال المسلمين [ ينهب ] والمؤسسة الدينية مشغولة جداً بملاحقة المعاكسين في الأسواق ومشغولة أكثر بمداهمة بعض الهنود وهم يلعبون البوكر وأكثر انشغالا بمتابعة شاب عاطل محطم نفسياً وهو يحاول صنع بعض الشراب ليبيعه ويطعم أخوته الصغار بهذا المال .. سحقاً لكل من حصر الدين في هذه المنكرات وأهمل الضرورات التي أتى الإسلام ليحفظها سحقاً وتباً لهم أجمعين .
شكراً لقراءتكم ..
.
العرض العادي
