السلام عليكم ورحمة الله وبراكاته
تحية طيبة الاحبة في الله
بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الارض ولا في السماء وهو السميع العليم
اللهم اني عبدك ابن عبدك ابن امتك, ناصيتي بيدك , ماض في حكمك , عدل في قضاؤك , أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك او انزلته في كتابك او علمته احداً من خلقك او استأثرت به في علم الغيب عندك , ان تجعل القآن ربيع قلبي , ونور صدري , وجلاء حزني , وذهاب همي ....
)) رحلة في دوامة المتناقضات ((
عندما يتجلى الله في قلب المؤمن ينسحق ويفنى ويصبح عدما ويصبح الحضور لله ولا سواه شانه في ذلك شان المجدوب فيغيب خضوره في عقله ولا يبقى في كل هذه الدنيا الا وجود الله سبحانه وتعالى , انها حالة عشق لله سبحانه وتعالى .. فالحلاج الذي ذكره الكاتب في (( صوت في اسفل المئدنة )) كان يقف هاتفاً : انا الله ..سبحاني ما اعظم شاني .. يا خلق الله ما في الجبة غير الله ... حكموا عليه بالاعدام بتهمة الكفر .. ويعتذر الصوفية عن مثل هذا الكلام بأن كلامه لا يصح ان ياخذ على علاته , فالحلاج صوفي من اهل المواجد والاحوال وهو لم يكن في طوره حينما كان ينطق الكلمات وانما كان في حالة من الحب والوله وقد بلغ به حبه الى الله ذروة فناء في محبوبه فما عاد يدرك لنفسه وجوداً وغاب تماماً عن نفسه ... حالة تفقده القدرة وتذروه ترابا مثل الجبل الذي اندك دكا وموسي عليه السلام الذيخر صعقاً , انها حالة حب لله .. عشق لله .. ورويته لينما نوجهت ترى الله في كل اعمالك لهذا ورد في النص المذكور ((( أقراء ما يقول الله (( اينما تولوا وجوهكم فثم وجه الله )) .. ذلك يعني حتى اذا توليت لكي تنظر في ذاخلك فسوف ترى الله )))....
ان ما احاول ان ادعو ا اليه هو توحيد الله بالاعمال وليس تمتمة وكلمات تقال في المناسبات فعقولنا تضرب حولنا نطاقاً من الغرور وكبرياؤنا يصيبنا بنوع من قصر النطر ثم العمى.. فلا نعود نرى او نحس بشيء سوي نفوسنا وهذا هو البعد رغم القرب ((( اذا كنت لا تملك الله في ذاخلك فسوف ترى انك رخيص ...وان السلطان يستطيع ان يشتريك بملء منخرك فضة .. ولكنك اذا تملك الله حقاً في ذاخلك فمن يستطيع ان يشتريك ؟؟ ... فكم تساوي انت؟؟ سواؤ كنت تعرف الله او لا تعرفه .. كم تساوي انت ملء بطنك حساء ؟؟ ملء بطنك معلبات هولندية ؟؟ كم يساوي المراء بدون الله ؟؟ وكم يساوي بقوة الله ؟؟ ))))... انني لم ارى ( صوت في اسفل المئذنة) من زاوية وحدة الوجود بين الخالق والمخلوق التي اشرت اليها اشجاان والتى تؤدي بنا الى ان مجموع ما نرى من وجود نعتقد انه في جملته هو الله .. وهي عبارة مهذبة للايمان بالوجود الموجود ونفي ما عداه , اي نفي الله في ذات الوقت ... أنما نظرة اليها من زاوية تجلي الله على قلب عبده فينسحق العبد ويفني ويصبح عدما ويصبح الحضور لله بكل مشاعر المؤمن الصادق .. وان كان الاسراف في هذا على جهل وعدم دراية يؤدي الى الضلال فالشي اذا زاد على حده انقلب الى ضده وفعلت الحلاج التي اتحفظ عليها والتي ليس لها سند شرعي في الكتاب او السنة النوية الشرفة .. ولكن الفكرة هي حب الله بحيث تصبح طاعة اللهوابتغاءمرضاته هي جل ما نحيا لاجله .. فالدين في جوهره حب والعشاق طوائف .. فربما كان سبب الخلاف في الافكار وفي الوسائل ولكن الغاية واحدة وهي رضوان الله ووحدانية وجوده وعدم الاشراك به .. فتعالى رب العزة ان يكون وحدة وجود مع المخلوق فهو متعالى على خلقه كما يتعالى الصانع عن صنعته وكما يتعالى الفاعل على المفعول وهو ليس في (( وجدة وجود)) مع خلقه وليس متحداً بها ولا حالاً فيها ...
ان الانسان لجدير بأن يزيد احساساً بعظمة الله المطلقة كلما نمت قوته لانه جدير بأن يدرك مصدر هذه القوة كلما زادت طاقته على الادراك ... والمؤمنين بعظمة الله المطلقة لا يجدون في انفسهم ضعة ولا ضعفاً بل العكس يجدون في انفسهم العزة والمنعة باستنادهم الى القوة الكبرى المسيطرة على هذا الوجود
وبعكس ذلك ما ورد في (( رباعية الارض )) فقد ورد فيها من معاني تصغير الانسان الذي لا يستند الى الله سبحانه وتعالى ...لان الكبر والكبراياء اخدته بعيداً عن روح الدين وبريق الاشياء اخفى عنه جوهر الحياة التي ما خلقنا الا لنعبد الله فيها ,, ودل على ذلك ما جاء في محور الجزاء الاول من (( رباعية الارض)) ..(( كل من راى في نفسه ذكاء كابر .. وكل من كابر كان الاغبى )) فالانسان بدون اذا لم يحمل الله في قلبه ويتوج ذلك عمله يكون صغيراً
وكما اسلفت سابقاً فجوهر الدين هو الحب والعشاق مذاهب وطوائف وكل انسان يرى الامور بمنطار قد يختلف عن الاخر فاذا كان (( صوت في اسفل المئذنة )) يعني وحدة الوجود بين الخالق والمخلوق فانا برى من هذا وربما كانت رويتي اليها مختلفت على انها لحظة حب ظاهرة ونقية لحظة تعجز الكلمات عن وصفها فتعبر عنها دموع الحب لتضي مجاهيل القلب لحظة يفني فيها الواقع الصغير واقع النفس ومشكلاتها ثم الواقع الزمني بتفاصيله .. ثم الواقع التاريخي كله ثم يكون فناء النفس ذاتها ربما ربما كان هذا يشفع لي اذا كان الجميع ينظرلـ (( صوت في اسفل المئدنة )) على انه (( وحدة وجود بين الخالق والمخلوق ))