العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > المنتدى العام
 
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 27-06-2003, 05:29 PM   رقم المشاركة : 1
الأثري
( ود فعّال )
 





الأثري غير متصل

عودة "طالبان" تعمق ورطة الأمريكان

عودة "طالبان" تعمق ورطة الأمريكان




بات في حكم المؤكد أن الإدارة الأمريكية قد غدت تبحث عن مسارات أخرى للتعامل مع الأزمة الأفغانية بعيداً عن الحل العسكري الذي أخذ فشله يثبت بمعطيات حقيقية على الأرض لم يعد بالإمكان اخفاؤها.
المصادر الأمريكية تتحدث الآن عن عروض أمريكية قدمت لحركة (طالبان) من أجل الحوار وصولاً إلى المشاركة في حكم أفغانستان. فقد نقلت صحيفة "آسيا تايمز" عن تلك المصادر قولها إن تلك الشروط هي: إزاحة الملا محمد عمر، إخراج جميع الباكستانيين والعرب وسواهم من المشاركين في العمليات من البلاد، إطلاق سراح أي جنود أمريكيين أسرى أو من الحلفاء، إعطاء الأفغان الذين يعيشون في الخارج -لا سيما الولايات المتحدة وبريطانيا- مشاركة في حكومة كابول من خلال السماح لهم بالتنافس في الانتخابات حتى لو كان بعضهم لا يتكلم لغته الأصلية.


شروط (طالبان) للحوار

يشار هنا إلى أن عروض التفاوض قد وردت إلى طالبان من الدوائر الأمريكية قبل أسابيع، إلا أن الحركة ردت عليها بأربعة شروط؛ هي: رفع مستوى التمثيل الأمريكي في المفاوضات، صدور إعلان أمريكي واضح بأن الحركة ليست إرهابية، إضافة إلى تحديد أجندة المفاوضات، وإطلاق سراح معتقلي غوانتانامو. وذهبت ذات المصادر- كما أورد مراسل صحيفة "الحياة" اللندنية في إسلام أباد- أن اتصالات أخرى أجرتها الدوائر الأمريكية مع زعيم الحزب الإسلامي (حكمتيار) لذات الغرض.
أهمية هذه الأنباء تتركز -حسبما أشرنا آنفاً- في القناعة التي أخذت تترسخ في الدوائر الأمريكية بعدم جدوى الخيار العسكري في التعاطي مع حركة إسلامية عقائدية من نمط طالبان، لا سيما حين أضيف إليها الحزب الإسلامي بزعامة القائد العنيد المعروف (حكمتيار) فضلاً عن تلك النكهة "القاعدية" المميزة في شوقها إلى استهداف الأمريكان.


فضائح العملية العسكرية في الأفغان

نهاية الأسبوع الأول من الشهر الماضي خرجت فضائح الولايات المتحدة السياسية والعسكرية في أفغانستان إلى العلن للمرة الأولى بعد شهور طويلة من إخفائها عن الداخل الأمريكي وعن الوضع الدولي عموماً عبر "عسكرة" واضحة للإعلام تمنع تسرب أبناء القتال في الداخل الأفغاني، ومعها وضوح الفشل السياسي والأمني لقائد كابول المعين (حامد كرزاي).
الفضيحة وردت على لسان ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في أفغانستان السفير (الأخضر الإبراهيمي)، وذلك أمام مجلس الأمن الدولي، حين أعلن أمام أعضاء المجلس أن الناحية الأمنية لا تهدد العملية السلمية فحسب، بل كامل مستقبل أفغانستان، وزاد موضحاً: "عليّ إبلاغكم أن الوضع الأمني في كل أنحاء أفغانستان مازال غير مستقر". وفيما أسهب الإبراهيمي في الحديث عن استمرار النزاعات بين الفصائل والقادة المحليين وخروقات حقوق الإنسان والمضايقات اليومية للمواطنين الأفغان على أيدي القادة وقوات الأمن المحلية، أوضح أنه "توجد أيضاً هجمات يومية تقوم بها عناصر عدائية للحكومة المركزية، ويعتقد أن لهذه العناصر علاقة بطالبان والقاعدة وحكمتيار، وهي تعزز وتكثف عملياتها في جنوب وجنوب شرقي وشرق البلاد".


تعتيم إعلامي

فضيحة الوضع الأمني والعسكري في أفغانستان لم ترد فقط على لسان الإبراهيمي؛ بل جاءت أيضاً من وقائع على الأرض تمردت على التعتيم الإعلامي الأمريكي. ذلك أن القول إن تركيز الولايات المتحدة على إخفاء أنباء الداخل الأفغاني قد تراجع بعد حرب العراق ليس دقيقاً؛ لأن السبب الحقيقي لتسرب الأنباء هو تصاعد عمليات طالبان والقاعدة. والحال أن هذا التصاعد إنما جاء إثر بداية تماسك طالبان بعد شهور طويلة من العمل الحثيث على ترميم الصفوف ولملمة شتات الوضع الصعب الذي ورثته الحركة من جراء الحرب الأمريكية عليها.
لقد جاء الزخم الجديد للحركة واضحاً بتجاوزه لعمليات المطاردة للقوات الأمريكية، والتي تعيش بعيداً في قواعد عسكرية يصعب الوصول إليها بغير الأسلحة المتطورة، نحو مطاردة قوات الحكومة بعد استصدار فتوى بوجوب قتالها لكونها توالي الكفار. والحال أن العمليات ضد القوات الأمريكية على رغم ذلك كله لم تتوقف، بل إن أنباء تلك العلميات قد غدت تتكرر بين فينة وأخرى من خلال بعض وسائل الإعلام التي تراقب الموقف هناك.
يشار هنا إلى عامل آخر ربما ساهم في زيادة الوضع سوءًا في أفغانستان، ويتمثل ذلك العامل في عدم انسجام الوضع الداخلي للحكومة الأفغانية، وذلك بالخلاف الواسع بين أركان تحالف الشمال وبين حامد كرزاي، فضلاً عن شعور (البشتون) بالتهميش في الدوائر المهمة على رغم كون كرزاي بشتونياً.
الآن، يمكن القول إن مستقبل الوجود الأمريكي في أفغانستان قد غدا صعباً إلى حد كبير، وإن تترك القوات الأمريكية الحكومة الأفغانية لمصيرها أمام طالبان والقاعدة فإن ذلك معناه السقوط التدريجي لتلك الحكومة وعودة الحركة إلى الساحة من جديد، ربما بذات الطريقة التي قدمت فيها إلى السلطة. أما التقدم إلى مواقع المدن لحماية تلك الحكومة فهو الخيار الأسوأ لأنه يضعها في مرمى عناصر الحركة والمتحالفين معها من القاعدة والحزب الإسلامي.
يبقى أن الخروج من البلاد هو الخيار الأسوأ من ذلك كله؛ لأنه سيعني هزيمة منكرة لا تحتملها إدارة بوش، فضلاً عن أنها ستجعل تكرار السيناريو في العراق متوقعاً من كل المراقبين في وقت أسرع نظراً لسهولة المقاومة في العراق بذلك الوجود الهائل للقوات الأمريكية.
إنه السيناريو الذي وضعه الملا عمر في وعيه عندما قرر الانسحاب من أجل خوض حرب عصابات لاحقة، كما ورد في بيان الحركة الذي صدر مطلع الشهر الماضي. ففي مثل هذه الحرب تتفوق الإرادة وتتراجع سطوة التكنولوجيا المتفوقة، كما تأكد ذلك في المعركة مع السوفييت وفي لبنان وفلسطين والآن في العراق.

منقول .







 

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:22 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية