كما قرأ الكثيرون منكم .. في كل مكان .. على جدران الاستراحات .. وعلى جدران دورات المياه .. على الجسور .. وعلى اللوحات الإرشادية داخل المدن وخارجها ..
قرأت حتى الحجارة وجدران المساجد
لم تسلم من ذاك الأذى .. من تلك العبارات .. والتي يأتي على رأسها ..
( الحب عذاب .. ويرافقها قلب يقطر دما عن اليمين أو الشمال .. وذكريات شباب .. وأرقام وأعوام .. الخ )
المهم كان الحب عذابا أو سلاما فما ذنب تلك الجدران والحجارة في ذلك .. وأنا لست بصدد الدفاع عن الجدران هنا .. وربما نتعرض لذلك في مرة أخرى ..
ولكن أتسأل هل حقيقة الحـــب عذابــا ؟
اعتقد .. ومن وجهة نظري .. أن الحب يكون عذابا على صاحبه فيحرقه .. ويجعل يده تمتد إلى كل شيء تشويها وتخريبا .. عندما يخفي وراءه رغبة خفية .. عندما يكون ثمنا لنيل شيئا ما .. فعندما تجتاحك تلك الرغبة ولا تستطيع الصمود تندفع مبتسما .. وتقول لفلانة أحبك .. أحبك .. وتكررها .. وأنت تريد إما شحما أو لحما .. ولكن لا تستطيع البوح بذلك .. هنا يكون الحب عذابا فأنت تريد شيئا لا تستطيع التصريح به ..
أما عندما يكون الحب صافيا لا يخفي وراءه شيئا .. فهذا لا يجلب لصاحبه إلا السعادة والطمأنينة .. فهذا لا يتألم و يتعذب إلا عندما يرى حبيبه بين براثن الآلام و الأوجاع .. أما ذاك فيتعذب عندما يرى يدعي أنه يحبه يرنو ويتمايل .
وفئة لا يدرون ما الحب وما العذاب .. ولكن عندما يرون جدارا أبيض كالثلج .. يتعلقون به كأنهم عند جدار الكعبة .. بقلم أو بخاخ وإن لم يكن ففحم .. وإن تعذر ذلك فحديد مدبب أوفرجارا .. وأقرب عبارة للأذهان الحب عذاب .. وقلبا مجروح .
وأترك لكم السؤال .. هل الحب عذابا ؟ ولماذا ؟
اخوكم.....بصمة زمن.....
_______________________
من فقد الحب صغيرا .. قضى حياته يفتش عنه