بسم الله الرحمن الرحيم
أقتاتُ الفتات , أسير على النار , أنظرُ حولي كثيراً , يزعجني الضياع ,
يمهلني الأمل , أرتعش الخوف , اكتفيت الألم , انتظرت وعدَ الزمن ,
جملٌ كثيرة ينقصها تصنيفٌ معين , لا بد وأن يكون هذا التصنيفُ مطابقاً
لمبادئ كثيرة نشأ عليها المرء , والشرطُ فيها أن تكون صحيحة , لتجنب
خطر الكوارث , والتمكن من السباحةِ مع التيار لا عكسه , إلا إذا استلزمَ
الأمر , وأصبحَ متعلقاً بالا شيء ..
( الحقيقة ) : في أنظار الناس هي المر , والأصل أن المر قشور العسل .
( والكذب ) : في أنظار الناس هو العسل , والأصل أن العسل هو قشور المر .
لم نعد نعرفُ ماذا نريد , وما لذي نرتجي , وما لذي دهى عقولنا وسلبها
القدرة على الإذعان لنداء الواقع , وعلى التروي والاستسلامِ لحدةِ التفكير ,
تحكيمُ الذات وهو المرتبطُ المباشرُ بالعقل , هو عينُ الصواب , أو الصواب
بعينه , أترونَ فرقاً فيما أقول ؟
تشبَّث بالحياة ( حكمة الضعفاء )
فارق الحياة ( حكمة الشهداء )
أشهر سيفك في أرضِ الغرق , وأنحر عدوَّكَ على مفترقات الطرق ,
تجنب مالا تريد , تأكد مما تريد , لا تسمح للكثير بالتدخل في الأمر
غير العسير , فيكَ خصالٌ يملئها الخير , فيكَ صفاتٌ لا يمتلكها الغير .
لكلٍّ منَّا ورقة وقلم , وخريفٌ من الحياة على خط الأمل , فالنجومُ
تتلألأ في السماء , والهلالُ أوشكَ أن يكتملَ بدراً ...
تحياتي وتقديري
أبو الطيب المتنبي
العرض العادي
